مجلة وفاء wafaamagazine
إذا كنتم تشكون من حَبّ الشباب، وتقلّبات المزاج، وزيادة الوزن… فإنكم قد تلقون اللوم على هورموناتكم. في الحقيقة، إنّ التوازن الهورموني مهمّ لجوانب عديدة من صحّتكم العامة، والأطعمة التي تستهلكونها تستطيع إحداث الفرق.
ربما شُخِّصتم باختلال توازن الهورمونات أو تريدون مجرّد تغيير عاداتكم الغذائية لتحسين صحّة هورموناتكم. لكن بِغضّ النظر عن السبب، إنّ أطباء الغدد الصمّاء، أي خبراء الهورمونات، يوصونكم ببدء يومكم بوعاء الشوفان مع الورقيات الخضراء، وبيضة مسلوقة وبعض الأفوكا.
وتعليقاً على ذلك، قالت اختصاصية الغدد الصمّاء التي تعتمد العلاجات الطبيعية الطبيبة جاكلين سميتون من الولايات المتحدة، إنّ “التوازن الهورموني يتأثر بشدّة في معدل السكّر في الدم. واللافت أنّ هذا النوع من الفطور مُخصّص تحديداً لاستقرار المستويات. وإذا أضفتم حفنة من بذور الكتان، فإنكم ستحصلون على جرعة إضافية من الدهون التي توازن الهورمونات”.
إنّ وعاء الشوفان مع البيض، والورقيات الخضراء، والأفوكا يزوّد الجسم بالبروتينات الجيّدة، والكربوهيدرات المعقّدة، والدهون الصحّية، ومضادات الأكسدة، والألياف، التي تلعب كلّها دوراً أساسياً في صحّة الهورمونات، إستناداً إلى مُراجعة نُشرت عام 2018 في “Nutrients”.
وكشفت الطبيبة سميتون عن 4 طرق يستطيع من خلالها هذا الفطور دعم التوازن الهورموني:
– غنيّ بالألياف
يتميّز كل من الأفوكا والشوفان بقدرتهما على خفض معدل السكّر في الدم لاحتوائهما على الألياف القابلة للذوبان التي تدعم مستويات الإنسولين الصحّية، وفق مُراجعة نُشرت عام 2019 في “European Journal of Clinical Nutrition”. ويندرج الشوفان ضمن لائحة المأكولات الغنيّة بالألياف القابلة للذوبان، ما يجعله خياراً جيداً للتحكّم في السكّري، إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2016 في “Nutrients”.
– يحتوي على البروتينات
إنّ الهورمونات، وتحديداً “Ghrelin” و”Leptin”، تُحدّد الجوع من خلال إرسال إشارات كيماوية إلى الدماغ لإخباره بموعد الأكل. إنّ الحفاظ على توازن هذه الهورمونات هو عامل أساسي في صحّة التمثيل الغذائي. وبحسب دراسة نُشرت عام 2006 في “American Journal of Clinical Nutrition”، إنّ الحصول على فطور غنيّ بالبروتينات قد يساعد على تنظيم إفراز “Ghrelin” المعروف بهورمون الجوع. والخبر الجيّد أنّ وضع بيضة مع وعاء الشوفان يمدّ الجسم ببروتينات كافية تضمن الشبع إلى حين موعد الوجبة التالية. كذلك رُبط الغذاء عالي البروتينات بزيادة الشبع وتحسين إدارة الوزن، جنباً إلى تعزيز إفراز الإنسولين في الجسم، ما قد يساهم في الحفاظ على استقرار نسبة السكّر في الدم وبالتالي دعم التوازن الهورموني. وفي ما يخصّ الدهون عالية الجودة، مثل الأفوكا وبذور الكتان، فهي تستطيع بدورها كبح الشهيّة.
– يُحسّن الصحّة الإنجابية
يؤثر هورمون الإستروجين في القدرات الإنجابية عند كل من الإناث والذكور، ومن المعلوم أنّ مستوياته تنخفض خلال مرحلة انقطاع الطمث. تحتوي بذور الكتان على مُركّب نباتي يُعرف بالـ”Phytoestrogen”، وقد وجدت الأبحاث العلمية أنّ إدخاله إلى الغذاء قد يساعد على توازن الهورمونات بما أنه يعمل مثل هورمون الإستروجين في الجسم. ويُعتبر البيض أيضاً بمثابة طعام يوازن الإستروجين.
– يدعم العظام
يتمّ تحضير وعاء الشوفان مع السبانخ أو الـ”Kale” أو الورقيات الخضراء الأخرى التي تساعد على توازن الإستروجين. وبالإضافة إلى دوره الكبير في الصحّة الإنجابية، يساهم الإستروجين في دعم صحّة العظام. كما أنّ الخضار الورقية تحتوي على جرعة عالية من الفيتامينين C وK الضروريين لتكوين العظام والحفاظ على قوّتها.
– نصائح إضافية
لا شكّ في أنّ الاكتفاء بتناول وجبة صحّية واحدة ليس الحلّ الوحيد للحفاظ على التوازن الهورموني. من المهمّ الالتزام بغذاء متوازن بكل العناضر الغذائية الأساسية التي تشمل تحديداً البروتينات الجيّدة، والكربوهيدرات المعقّدة الغنيّة بالألياف، والدهون الصحّية. كذلك يُنصح بتناول المكسّرات على الوجبات الخفيفة لاستمداد الأوميغا 3 التي تساعد على إنتاج الهورمونات التي تُنظّم الالتهاب، وتخثّر الدم، ووظيفة الشرايين. بالإضافة إلى الاستمتاع بحفنة من التوت بمختلف أشكاله لغناه بمضادات الأكسدة، والألياف التي تدعم هورمونات الأمعاء الصحّية وتُحافظ على توازنها.