الرئيسية / آخر الأخبار / كم يجب القلق من المأكولات المرتبطة بالسرطان؟

كم يجب القلق من المأكولات المرتبطة بالسرطان؟

مجلة وفاء wafaamagazine

هناك الكثير من المعلومات المتضاربة عن تأثير التغذية في الصحّة، تحديداً في ما يخصّ بعض الأمراض مثل السرطان. عندما يتعلّق الأمر بالمأكولات والمشكلات الصحّية المعقّدة كالسرطان، فإنّ بعضها مرتبط بمخاطر أعلى لأنواعٍ سرطانية معيّنة، في حين أنّ البعض الآخر رُبط بمخاطر أقلّ.

عرضت اختصاصية التغذية، ساره بفلوغرادت، من الولايات المتحدة الأميركية، الدلائل العلمية على 4 مواد غذائية رُبطت بالسرطان، كاشفةً إلى أي مدى يجب فعلاً القلق منها:


– اللحوم المصنّعة
إستناداً إلى مُراجعة نُشرت عام 2019 في «European Journal of Epidemiology»، إنّ الباحثين لم يجدوا أي علاقة بين اللحوم الحمراء غير المصنّعة ومعدل الوفيات الإجمالي (بما في ذلك الوفيات المرتبطة بالسرطان)، غير أنّّّهم توصّلوا إلى رابط بين الوفيات الإجمالية واللحوم المصنّعة. كذلك أظهرت الأبحاث العلمية نتائج مُماثلة، مُقترحةً أنّ النيتريت قد يكون المُلام. بحسب مُراجعة صدرت عام 2019 في «Nutrients»، إنّ هذا المُركّب، الذي يُضاف أثناء عملية التصنيع، ارتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ووفق المعهد الوطني للسرطان (NCI)، يتمّ طبخ اللحوم المصنّعة واللحوم الحمراء على حرارة عالية، مثل الشَوي، ما قد ينتج مركّبات مُسبِّبة للسرطان، لذلك قد يكون من الجيّد الحدّ من كمية اللحوم الحمراء المصنّعة في النظام الغذائي. إنّها تشمل الهوت دوغ، ولحم الخنزير المقدّد، واللحوم المعلّبة، واللحوم الباردة. أمّا الستايك، ولحوم البقر الطازجة وقليلة الدهون فتندرج ضمن لائحة اللحوم الحمراء غير المصنّعة.

 

– السكّر المُضاف
وجدت دراسة نُشرت في «BMJ» عام 2019 أنّ احتساء المشروبات المُحلّاة بالسكّر مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسرطان بشكلٍ عام. إنّ كثرة السكّر المُضاف تسبب زيادة الوزن خصوصاً في منطقة البطن، الأمر الذي يُحفّز السرطان. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنّ السكّر المُضاف سيُسبّب حتماً السرطان، إنما قد يؤدي إلى عوامل أخرى ترفع الخطر. يبقى أفضل رهان الالتزام بتوصيات جمعية القلب الأميركية وعدم استهلاك أكثر من 6 ملاعق صغيرة من السكّر المُضاف في اليوم للنساء، وعدم تخطّي 9 ملاعق صغيرة في اليوم للرجال. ومن أشهر المأكولات التي تحتوي على السكّر المُضاف الصلصات، والكوكيز، والسكاكر، والمشروبات المُحلّاة بالسكّر كالصودا والعصائر، والوجبات السريعة.


– الكحول
في حين أنّ النبيذ الأحمر مرتبط بانخفاض معدلات بعض عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، غير أنّ الإفراط في الكحول مرتبط بأنواعٍ عديدة من السرطان بما فيها الرأس والعنق، والثدي، والمريء، والكبد، والقولون والمستقيم، بحسب «NCI». من المُحتمل أنّ كثرة الكحول قد تتعارض مع قدرة الجسم على امتصاص مضادات الأكسدة المهمّة كالفيتامينات A وC وE، إستناداً إلى «National Institute of Alcohol Abuse». كما أنّ الأشخاص الذين يبالغون في الشرب قد يستهلكون كميات أقل من الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة التي رُبطت كلّها بخفض خطر الإصابة بالمرض. من الأفضل إذاً عدم تخطّي الكأسين للرجال والكأس الواحد للنساء في اليوم، على أن يتمّ الامتناع عن الكحول نهائياً في حال وجود خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

– الصبغة الحمراء 40
من أكثر المواد المُسبِّبة للسرطان إثارة للجدل هي الصبغة الحمراء 40 المُستخدمة لِتلوين الطعام. إنّ كل الدراسات على هذه المادة أُجريت على الحيوانات، وحتى الآن لا دليل على أنّها تسبب السرطان عند البشر. ولكن يوصي بعض الخبراء بالبدء في التحقق من لوائح المكوّنات المدوّنة على أغلفة المنتجات الغذائية عند الرغبة في توخي الحذر. إنّ الصبغة الحمراء مخبّأة في أطعمة عديدة ذات اللون الأحمر المصطنع مثل السكاكر، ورقائق الفطور، واللبن، والمشروبات، وسناكات الجيلاتين.

– الاعتدال ثمّ الاعتدال!
ربما سمعتم ذلك مِراراً وتكراراً، ولكنّ الاعتدال هو الكلمة الأخيرة التي يمكن قولها عن الأطعمة التي يُحتمل أنّها تُسبّب السرطان. إنّ كميات صغيرة من المواد الغذائية المذكورة أعلاه ربما لن تؤذيكم، غير أنّ كثرتها قد تحفّز الخطر. من النادر أن يحدث السرطان بسبب شيء واحد فقط، لذلك انتبهوا جيداً إلى عادات أكلكم وشربكم، واجروا التعديلات اللازمة. طالما أنكم تخضعون للاختبارات الطبية اللازمة، وتتقيّدون بغذاء مليء بمأكولات مثل الفاكهة، والخضار، والمكسّرات، والبذور، والسمك، والدهون الصحّية، فربما لا داعي لأن تقلقوا إطلاقاً.