مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة ” الديار “
فاجأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري القوى السياسية يوم أمس والهيئة الناخبة لمجلس النواب بدعوته لجلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد يوم غد الخميس. من دون مقدمات او تلميحات، قرر رئيس البرلمان الدعوة قبل ٤٨ ساعة فقط لجلسة انتخاب رغم معرفته باستحالة انجاز هذه العملية في ظل التشتت والتضعضع في مقاربة الملف من قبل كل الفرقاء ومن بينهم «الثنائي الشيعي».
جلسة شكلية
وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الديار» ان سببين رئيسيين يقفان خلف دعوة بري، اولا، التزامه بصلاحياته كاملة وقراره بأن يدعو اقله لجلستي انتخاب قبل تحول المجلس لهيئة ناخبة في الايام الـ ١٠ الاخيرة من ولاية الرئيس الحالي ميشال عون. اما السبب الثاني فسعيه لاسقاط التهمة التي يوجهها البعض لـ «الثنائي الشيعي» بأنه غير مستعجل لانتخاب رئيس ولا يمانع الدخول في الفراغ. ورجحت المصادر ان تكون الجلسة «شكلية بحيث انه من المستبعد تماما ان يتأمن نصابها المتمثل بـ ٨٦ نائبا، فيحصل تفاهم ضمني بين الكتل على الا تقاطع الجلسة وفي الوقت نفسه الا تحضر بكامل اعضائها لعدم تأمين النصاب لان ايا منها لم تحسم قرارها بعد لجهة المرشح الذي ستخوض به الاستحقاق الرئاسي».
وتضيف المصادر: «على كل الاحوال ستضع دعوة بري الطبخة الرئاسية على نار حامية، بحيث سيتوجب على كل الكتل حسم خياراتها نهاية الاسبوع المقبل استعدادا للتعامل مع الجلسة الجديدة التي سيحددها بري قبل منتصف تشرين الاول».
وبحسب معلومات «الديار» فان قوى المعارضة اي نواب «التغيير» و» القوات» و «الكتائب» والنواب المستقلين لم يحسموا حتى الساعة اسم مرشحهم الموحد لخوض الانتخابات، وقد بدا ذلك جليا باعلان رئيس «القوات» سمير جعجع استعداده ليكون مرشح هذه القوى في حال التوافق على اسمه، ما يعني ان المفاوضات بينهم لا تزال تراوح مكانها.
التعيينات تؤخر الحكومة
وبعدما كان ملف تشكيل الحكومة متقدما وبأميال عن الملف الرئاسي، عادا ليتنافسا بعد تراجع الزخم الحكومي. وقالت مصادر مواكبة للملف ان «موضوع التعيينات هو ما يعيق اعلان التشكيلة الحكومية الجديدة، باعتبار ان هناك نحو ٦٦ تعيينا مسيحيا بينها ٤٠ لموارنة، ففيما يسعى «التيار الوطني الحر» للاستحواذ على كامل هذه المواقع قبل انتهاء ولاية عون، يحاول خصما عون اللدودان اي بري وميقاتي تأخير التشكيل قدر المستطاع، فلا يكون هناك حكومة الا في ربع الساعة الاخير من انتهاء ولاية عون».
وعلى وقع تراجع الزخم الحكومي عاد سعر صرف الدولار للارتفاع متخطيا الـ ٣٧ الفا، مع ترجيحات ان يعود ليلامس الـ ٣٩ نتيجة ما تضمنته الموازنة من بنود تساهم جميعها في دفعه مجددا بمسار تصاعدي.
خطط باسيل
واستعدادا لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية عون، بدأ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وضع خطط وسيناريوهات للحفاظ على دوره، خاصة بعدما بات مقتنعا بانعدام حظوظه الرئاسية. لذلك هو لا يصب جهوده حصرا على تحصيل مكاسب من تجيير اصوات نوابه في اتجاه او في آخر في الانتخابات الرئاسية، انما يخطط ايضا للاشهر والسنوات المقبلة، وهو يبدو مطمئنًا لاستحواذه على اكبر تكتل نيابي هو تكتل «لبنان القوي» ما يجعله لاعبا رئيسيا حتى بعد انتهاء عهد عون.
وفي هذا السياق، ترأس باسيل يوم امس وفدا من «التيار الوطني الحر» زار مفتي الجمهوري الشيخ عبد اللطيف دريان. وقال بعد اللقاء انه قدم مقاربة مختلفة على حساب تياره في الشأن الرئاسي، ولكن من دون التنازل عن التمثيل الشعبي لرئيس الجمهورية سواء بالمباشر او بالتأييد. واضاف «نحن متيقنون ان لبنان بحاجة الى احتضان دائم من الدول العربية وعدم تدخّلها بشؤوننا يحتم علينا رفض التدخل بشؤون اي منها إذ لا قدرة لنا على ذلك».
الترسيم قاب قوسين
وينتظر لبنان نهاية الاسبوع الحالي وصول العرض الخطي الذي سيرسله الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين ليبني على الشيء مقتضاه. وقالت مصادر متابعة للملف لـ «الديار «: «صحيح ان الامور وصلت الى خواتيمها لكن لا يمكن التحدث عن ايجابية مطلقة بانتظار قراءة متأنية للعرض الخطي الذي نخشى ان يكون مفخخا بطريقة او بأخرى».
ملف المرفأ: تفخيخ جديد
المخاوف من التفخيخ تنطبق ايضا على ملف انفجار المرفأ، اذ انه وبعد فشل مجلس القضاء الأعلى مجدداً يوم امس في تعيين محقق عدلي رديف، يبدو ان الامور دخلت مجددا في مربع التعطيل. والاخطر في كل ما يحصل هو المواجهة التي حصلت بين اهالي الموقوفين واهالي الضحايا ما يهدد بانتقال الصراع في هذه القضية الى مستويات جديدة. وقالت مصادر متابعة للملف لـ «الديار» : «لا يبدو ان هناك قدرة على تجاوز الانقسام الحالي داخل مجلس القضاء الاعلى، ما يجعل اقتراح وزير العدل تعيين محقق رديف كأنه لم يكن ويعيدنا الى نقطة الصفر».