الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / الجامعة الأنطونية للإعلاميين: قرّرنا الاستثمار في البشر

الجامعة الأنطونية للإعلاميين: قرّرنا الاستثمار في البشر

مجلة وفاء wafaamagazine

كانت استثنائية الدعوة التي وجّهتها هذه السنة الجامعة الانطونية للإعلاميين، فلم تكتفِ إدارتها باختيار البلدة التاريخية إهدن مكاناً للتلاقي ولزيارة المعالم الأثرية والدينية والرموز الوطنية للبلدة، بل تَخطّتها لتكشف لهم عن المشاريع التطويرية والإجتماعية والتربوية المستقبلية التي اختارتها الجامعة الأنطونية، تماشياً مع التطور وسرعة العصر ومتطلبات الساعة، لتكون عنوان المرحلة المقبلة لأهداف الجامعة العريقة التي تخطّت يوبيلها الخامس والعشرين.

 

من دير مار سركيس وباخوس الأنطوني الذي يتربّع على عرش من أجمل المواقع في بلدة إهدن، جال الإعلاميون الذين قدموا من مختلف الوسائل الإعلامية برفقة رئيس الجامعة الأب الدكتور ميشال الجلخ ونخبة من الأخوة الرهبان داخل الدير وصوامعه الحجرية الأثرية التي تعبق منها روائح البخور المعتّق، فيروي بصمت عن حكاياتها البطولية وأسرارها، وبعدها تذوّقوا نبيذ الدير، وتعرفوا الى منتجاته الطبيعية المتعددة.


وخلال جولة برفقة الأب إبراهيم أبو راجل داخل إحدى كنائس الدير الحجرية التاريخية، رَوى فيها تاريخ الرهبنة الأنطونية وسرّ صمود أديارها وأهداف جامعاتها على امتداد الوطن، كشف أنّ الادارة ندمت لأنّها استثمرت بشكل كبير في الحجر فأكثرت في البناء، اي في تشييد الأصرُح والمستشفيات والمؤسسات التابعة لها، وإنّها بعد الدراسة والتأمّل قرّرت الاستثمار اكثر في البشر، لذا هي تجهد لتسجيل أكبر عدد من طلاب لبنان في مدارسها، وترفض مغادرة أي طالب من طلابها للأسباب المادية، كاشفة أنّها مُنكبّة على وضع خطط مالية تمكّنها من المحافظة على أبنائها وطلابها ودعمهم بكافة الطرق الممكنة، لذلك لجأت ‏هذه السنة إلى الاستفادة بشكل كبير من مردود منتجات الدير الطبيعية، بدءاً بالنبيذ والمشروبات الطبيعية وصولاً إلى الألبان والبهارات والأعشاب الطبيعية والمونة الجبلية… والتي قرّرت الجامعة أن يعود ريعها للمساعدات الاجتماعية ودفع أقساط الطلاب في المدارس والجامعات الإنطونية…

 

من جهته رحّب رئيس الجامعة الإنطونية الاب العام الدكتور ميشال الجلخ بالوفد الإعلامي خلال الغداء التكريمي، مثمّناً اهتمامهم النبيل في نقل اخبارها الطيبة «إلى حيث كثرت الأخبار وقلّ الأمل»، ومقدّراً إصرار الاعلاميين على ممارسة مهنة المتاعب بكل نزاهة واندفاع بالرغم من الظروف التي تحيط بالمواطن والوطن، ورفع صلاته على نية أن يبقى الإعلاميون شهوداً للحق والعدل والحقيقة والمحبة. وباسم الجامعة إدارةً واساتذةً وموظفين وطلاباً، شكر الاعلاميين على تلبية الدعوة التكريمية، آملاً «الاستمرار بالتعاون من أجل خير المجتمع وخروجه قوياً وسالماً من المحنة التي يمرّ فيها…»، متمنياً ان «يمتلئ الجميع من يوم اللقاء الانطوني الاهدني المميز، طاقة نحملها زاداً لأيام العمل والكد… وما أكثرها أمامنا».