مجلة وفاء wafaamagazine
وجه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، تلاها رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، جاء فيها:
“ذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد بن عبد الله هي مناسبة للتأسي به كقدوة في كل شيء، في الأخلاق والسياسة والتعلم من سيرته كيف يكون الصبر في الشدائد من خلال الاتكال على الله عز وجل الذي يؤمن للمؤمنين المخرج من الصعاب التي يمرون بها لنردد معه “إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي”، فالأساس في كل تحركاتنا أن ننال رضا الله عز وجل، ورضاه يكون بالعمل لخدمة الناس وتأمين مصالحهم ورفع الظلم عنهم والدفاع عن مقدسات الإسلام وحماية الأوطان وطرد المحتلين واسترجاع الحقوق السليبة، وهذه معاني أكدها رسول الله من خلال سيرته وما علمه لنا بالاعتماد على نهجين جهاديين، الأول هو جهاد الأعداء والمحتلين واعتبره الأصغر، والآخر جهاد النفس واعتبره الأكبر، إن أهم أهداف بعثة النبي محمد هو العمل لإتمام مكارم الأخلاق، وهو قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فلا يمكن أن ينسجم أو يجتمع الإيمان مع سوء الخلق، ومن أهم دواعي وأهداف رسالة الإسلام التي جاء بها محمد، السعي والعمل الدؤوب لنشر الرحمة، فقد قال الله عز وجل: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وقال رسول الله: “إنما أنا رحمة مهداة” فلا تنسجم دعوى الإسلام والإيمان مع نشر الرعب والإرهاب والقتل والدمار الذي حاولت جماعات في عصرنا هذا نشره إساءة للإسلام وتشويها له”.
وأعلن تجمع العلماء المسلمين “في أجواء هذه المناسبة العظيمة، ما يلي:
أولا: ما ركز ديننا على شيء مثلما ركز على الدعوة لوحدة الأمة الإسلامية وقال الله عز وجل: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). وقد ركز نبينا الأكرم على هذه الوحدة ونهانا عن الاقتتال فقال: “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”. لذا فإننا في تجمع العلماء المسلمين وكجمعية تضع الوحدة والاعتصام على رأس أولوياتها، ندعو الأمة علماء ومثقفين ودعاة وطلابا من كل المذاهب الإسلامية لخوض عمل موحد كل من موقعه من أجل رفعة الدين وإعادته إلى موقعه الريادي الذي كان عليه والذي لن يكون إلا من خلال الوسطية والوحدة الإسلامية.
ثانيا: نؤكد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وطنية يحتاجها البلد في الظروف الصعبة التي يمر بها وخاصة أن هناك محاولات للاستفادة من عدم تشكيلها للدخول في فوضى دستورية البلد بغنى عنها.
ثالثا: ندعو لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية ونؤكد على ضرورة أن يكون رئيسا قويا يؤمن بوحدة لبنان وسيادته واستقلاله ويقدم مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى ويعمل لاستكمال التحرير وحماية لبنان من خلال اعتماده على الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة.
رابعا: ندعو علماء الدين الإسلامي إلى تبيان حقيقة الواقع وشرح الوضع للجماهير والتأكيد على ضرورة التحرك لفضح الفاسدين والسارقين والضغط من أجل محاسبتهم واسترداد المال المنهوب وإرجاعه لخزينة الدولة.
خامسا: نعتبر أن هناك مؤامرة خبيثة تدار في القطاع المصرفي وخاصة في مصرف لبنان ونطالب باتخاذ إجراءات تعيد تصويب الأمور وتركز على ضرورة إجراء تحقيقات عاجلة حول كل ما يشاع عن انتهاكات في هذا القطاع، لأنه يعتبر اليوم أهم قطاع في الدولة، والسبب الرئيسي في ما يعانيه الوطن والمواطن.
سادسا: نركز على أن المقاومة الإسلامية هي رمز عزة لبنان وسيادته واستقلاله وأن محاولة البعض بتحريض من الولايات المتحدة الأميركية أن يصوب السهام نحوها هو استغلال لمعاناة الشعب لتحقيق أهداف سياسية لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني، وندعو الشباب للتنبه لهذا الموضوع وطرد هؤلاء من بينهم. وقد أثبتت المقاومة أنها قادرة ليس فقط عن الدفاع عن الوطن بل على الحفاظ على ثرواته من النهب كما حصل في عملية الترسيم البحرية.
سابعا: نحذر من نشر أجواء الرذيلة التي اعتمدتها بعض القنوات التلفزيونية ضمن سياسة الحرب الناعمة التي حذر منها ولي أمر المسلمين سماحة الإمام القائد آية الله السيد علي الخامنائي، ونعتبر أن هذا الأمر ليس حرية للرأي والتعبير وإنما هو اعتداء على الأمن الاجتماعي للمواطن اللبناني ونطلب من الدولة القيام بواجباتها في هذا الإطار.
ثامنا: سيبقى الكيان الصهيوني العدو الأوحد لأمتنا ولا عدو لنا داخلها سواه وسنعمل لأجل اجتثاثه من الجذور وعلى علماء الدين تحريض الأمة للجهاد ضد العدو حتى إزالته من الوجود، وهذا وعد إلهي ندعو الله عز وجل أن يكون تحقيقه على أيدينا، وننبه إلى خطورة الإجراءات الأخيرة التي اتخذها العدو الصهيوني في ما يتعلق بالمسجد الأقصى والانتهاكات الدائمة بتدنيسه من قبل المستوطنين الصهاينة”.
وختم تجمع العلماء المسلمين: “ندعو الله عز وجل أن يوفقنا لتحقيق الوحدة والانخراط في المعركة الحقيقية مع العدو الحقيقي لأمتنا الذي هو العدو الصهيوني، خاصة أن تباشير النصر النهائي وزوال الكيان الصهيوني باتت قريبة بعد الهزيمة النكراء للعدو الصهيوني في غزة، وأن نصلي جميعا في المسجد الأقصى بعد تحريره من رجس الصهاينة”.