مجلة وفاء wafaamagazine
بدأت اليوم أعمال الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام لمنظمة التعاون الإسلامي، في إسطنبول، ونقلت المملكة العربية السعودية رئاسة المؤتمر إلى الجمهورية التركية في بداية الجلسة الافتتاحية، حيث ألقى وزير الإعلام المكلف بالمملكة العربية السعودية الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، وتمنياتهما للدورة بالتوفيق.
ولفت القصبي إلى “التحديات التي يشهدها العالم وما يستوجبه ذلك من تنسيق الجهود بين دول المنظمة لمواجهتها”، داعياً الى “وضع خريطة طريق بآليات واضحة تنبني على الثقة للنهوض بالعمل الإسلامي المشترك”.
وقال القصبي: “أتقدم بالشكر والتقدير لحكومة تركيا قيادة وشعبا لما لمسناه من حفاوة وحسن استقبال، ويأتي الاجتماع كفرصة لمواجهة أوجه التنسيق الإعلامي المشترك بين دول المنطقة في ظل التحول الذي يشهده الإعلام، في ظل تطلب لإنتاج محتوى إعلامي يصل للجمهور بشكل ذكي وسريع”.
وأشار الى أن “الدروة 11 السابقة اعتمدت 12 قراراً منها التنسيق حول فلسطين والقدس، واعتماد الاستراتيجية الشاملة للمنظمة للعام 2025، وتمكين المرأة في الإعلام ودعم القارة الإفريقية”.
وأكد أن “تفعيل العمل الإعلامي لدول المنظمة يتطلب تقييم الوضع الراهن بكل شفافية وتشخيص الأخطاء وتحديد التحديات ومعالجتها، ووضع خارطة طريق واضحة بأهداف محددة، وآليات تنفيذ منفذة للنهوض بالعمل المشترك”.
بدوره، سلط رئيس الاجتماع مدير الاتصالات برئاسة الجمهورية التركية البروفيسور فخر الدين آلتون الضوء على التحديات التي تواجهها الدول الأعضاء، وقال: “ثمة مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المؤتمر، وخاصة أن التضليل الإعلامي آخذ في ازدياد وتتولد عنه مشاكل كبيرة، في ظل صعوبة الوصول للحقيقة في جميع أنحاء العالم”.
وخاطب الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه الجلسة الافتتاحية قائلا: “إن الدورة التي تحمل عنوان: مناهضة التضليل الإعلامي وظاهرة الإسلاموفوبيا في عصر ما بعد الحقيقة، سوف تبحث التحديات التي تواجه قطاع الإعلام وبنيته التحتية في الدول الأعضاء بالمنظمة، كما سوف تستعرض الخطاب الإعلامي الموجّه إلى الآخر عن طريق وسائل الإعلام التقليدية وعبر قنوات الإعلام الحديث وشبكات التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أن الأخيرة أتاحت التواصل الإعلامي للجميع”.
أضاف: “ان الدورة سوف تبحث جملة من القضايا أبرزها المسألة الفلسطينية والقدس الشريف، وإبراز الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى أهمية تسليط الضوء على الدول الأعضاء في القارة الإفريقية، فضلاً عن مشروع إطلاق جائزة المنظمة الدولية لمكافئة وسائل الإعلام والإعلاميين في مجال تعزيز الحوار والتسامح والوئام بين الثقافات”.
وتابع: “إن ما يستدعي النظر هو استمرار تنامي ظاهرة الإرهاب وخطاب التطرف اللذين وجدا طريقهما إلى بعض المجتمعات في الدول الأعضاء، وما لذلك من تأثير على فئة الشباب تحت شعارات توظف الدين الإسلام الحنيف رغم ابتعادها عنه كل البعد”.
وأشار الأمين العام إلى أنه “ينبغي على المؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام، التي تتبع المنظمة، وتلك التي تتبع الدول الأعضاء، مواجهة التحديات عبر خطاب واعٍ ومقنع؛ وأن تقوم بنشر أخبار المشاريع التنموية والاقتصادية والسياحية والثقافية الطموحة التي تبعث الأمل والانطلاق في النفوس بعيدا عن تلك التي تُحبط الجماهير وتدفع بهم إلى اليأس والقنوط والتفريط في خدمة الأوطان”.
من جهة ثانية، ثمن الأمين العام عالياً جهود القائمين على هذه الدورة مؤكداً أن “التضليل الإعلامي وظاهرة الإسلاموفوبيا من أخطر الممارسات في تزييف الحقائق وتغليط الرأي العام المحلي والعالمي”، ومشددا على أنهما “يستهدفان تشويه الحقيقة والخبر وسماحة الدين الإسلامي ونبل قيمه”. ودعا الى “محاربتهما بلا هوادة عن طريق الإعلام وعبر مقاربات وآليات سيتم بحثها خلال هذه الدورة”.
يذكر أن الأمين العام كان قد توجه بالشكر للقيادة التركية على استضافتها أعمال الدورة، وللمملكة العربية السعودية لما بذلته من جهود خلال ترؤسها للدورة السابقة لوزراء الإعلام.