مجلة وفاء wafaamagazine
تلقّى المنتخب الفرنسي خبراً ساراً، أمس، مع عودة ظهيره الأيسر لوكاس هرنانديز إلى التمارين مع فريقه بايرن ميونيخ الألماني بعد غياب طويل بسبب الإصابة، قبل أسابيع معدودة على انطلاق مونديال قطر 2022.
تعرّض هرنانديز (26 عاماً) إلى إصابة عضلية في أعلى الفخذ خلال مباراة دوري الأبطال ضدّ برشلونة الإسباني (2-0) في أيلول، وتشكّل عودته خبراً جيداً لمدرب فرنسا ديدييه ديشان الذي سيعلن عن تشكيلته لمونديال قطر في 9 تشرين الثاني، لا سيما أنّ «الديوك» مُهدّدون بكثير من الغيابات بسبب الإصابات.
عشية المباراة الهامشية ضدّ إنتر ميلان الإيطالي في دوري الأبطال، أفاد مدرب النادي البافاري يوليان ناغلسمان أنّ هرنانديز لن يكون متواجداً في التشكيلة، لكنّه سيحظى بـ3 فرص أخرى لاستعادة جاهزيته البدنية ضدّ هرتا برلين وفيردر بريمن وشالكه، قبل توقف الدوري الألماني بسبب المونديال الذي ينطلق في 20 الشهر المقبل ويستمر حتى 18 كانون الأول.
وتبدأ فرنسا حملة الدفاع عن اللقب العالمي في 22 تشرين الثاني ضدّ أستراليا ضمن منافسات المجموعة الرابعة التي تضم الدنمارك وتونس.
كما زفّ ناغلسمان خبراً ساراً لجمهور المنتخب الألماني بشأن وضع الحارس القائد مانويل نوير، الغائب منذ 8 تشرين الأول بسبب إصابة في الكتف، أنّه «بإمكان البلاد أن تنام بسلام الليلة»، مُلمّحاً بذلك إلى إمكانية عودة نوير إلى الفريق في عطلة نهاية الأسبوع، أي قبل أقل من 3 أسابيع على المباراة الأولى لألمانيا في المونديال ضدّ اليابان في 23 تشرين الثاني.
على المقلب الآخر، تعرّض المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو إلى «إجهاد في العضلة الخلفية لفخذه الأيسر» بعد أسبوع على عودته إلى الملاعب، وفق ما أعلن إنتر.
وغاب لوكاكو عن الملاعب منذ نهاية آب بسبب إصابة مشابهة تعرّض لها خلال التمارين، قبل أن يعود خلال الفوز 4-0 ضدّ فيكتوريا بيلزن التشيكي في دوري الأبطال، عندما سجّل هدفاً إثر دخوله من مقاعد البدلاء.
وأوضح إنتر انّ لوكاكو (29 عاما) سيخضع إلى «إعادة التقييم في الأيام المقبلة»، وبالتالي سيغيب عن المباراة ضدّ بايرن، وتحوم الشكوك أيضاً حول مشاركته في قمة «دربي إيطاليا» ضدّ مضيفه يوفنتوس في الدوري.
من جانبه، باتت مشاركة لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا مع بلاده في المونديال أكثر تعقيداً، بعد تعرّضه إلى إصابة جديدة هذه المرة في الفخذ ما سيؤجّل عودته إلى الملاعب مع يوفنتوس، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيطالية عدة.
وسيبتعد بوغبا عن التمارين لمدة 10 أيام، أي حتى موعد إعلان مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان عن تشكيلة أبطال العالم، ممّا يجعل تواجده مع «الديوك» صعباً للغاية، لا سيما أنّه لم يخض أي مباراة رسمية منذ 6 أشهر.
وعاوَد بوغبا مؤخّراً تمارينه الجماعية مع فريقه الجديد-القديم الذي لم يخض معه أي مباراة رسمية منذ عودته إليه هذا الصيف قادماً من مانشستر يونايتد الإنكليزي في صفقة انتقال حر، فيما لم يُحدّد يوفنتوس أي موعد لعودته.
في وقت تحدثت وسائل الإعلام الإيطالية عن إمكانية رؤيته في الملعب مرة أخرى قرب نهاية تشرين الأول أو بداية تشرين الثاني، لكنّ مدرب «السيدة العجوز» ماسيميليانو أليغري استبعَد أن يلعب بوغبا أي مباراة مع الفريق تورينو قبل المونديال.
وكان ديشان اعتبر أنّ «الشيء الوحيد المؤكد هو أنني لن أستدعي لاعباً غير قادر على اللعب في بداية المونديال»، لكنّه أبقى «الباب مفتوحاً» مع الأمل بأن يتمكّن بوغبا من «اللعب قبل البطولة العالمية، لأنّه يعاني من نقص مقارنة مع الآخرين».
ووجد بوغبا نفسه مُجبَراً على إجراء الجراحة من أجل إزالة الغضروف في ركبته اليمنى بعدما رفض اللجوء إليها مطلع آب، مفضّلاً العلاج المحافظ من دون أن يعطي ذلك النتيجة المرجوّة.
وفي تصريح لصحيفة «توتوسبورت»، كشف البروفسور روبرتو روسي، كبير الأطباء في مستشفى موريتسيانو في تورينو، أنّ تفاقم إصابة بوغبا أجبَرته على إجراء التدخل الجراحي لأنّها «ساءت، وعندما حاول إجبار نفسه على الركض، أصيب بانسداد في مفصل الركبة».
الجدول المزدحم يُراكم الإصابات
عندما غادر رافايل فاران مدافع مانشستر يونايتد الملعب الأسبوع الماضي، خبّأ المدافع الفرنسي وجهه بقميصه لإخفاء دموعه عن الكاميرات لأنّه أدرك أنّ مشاركته في كأس العالم بخطر، لكنّه ربما سيكون محظوظاً لأنّها لم تكن قوية، على عكس كثيرين لم يُسعفهم الحظ.
خرج فاران باكياً ضدّ تشلسي (1-1) في «ستامفورد بريدج»، بعدما أصيبَ بشدّ عضلي خلال محاولته قطع الكرة من أمام المهاجم الغابوي بيار-إيميريك أوباميانغ، إلّا أنّ التشخيص الأوّلي أظهَر إصابته بتمزّق طفيف في العضلة الخلفية للفخذ، ما قد يفسح له مجال المشاركة في المونديال.
فيما لن يشارك لاعب وسط تشلسي نغولو كانتي، الذي كان أحد أهم ركائز تتويج «الديوك» بلقبهم العالمي الثاني قبل 4 أعوام، في المونديال بعد خضوعه إلى عملية في العضلة الخلفية للفخذ. كما سيغيب مدافع برشلونة رونالد أراوخو عن الأوروغواي، وستفتقد البرتغال إلى جهود مهاجم ليفربول ديوغو جوتا. وتبدو ألمانيا قلقة حيال جاهزية جناح بايرن لوروا سانيه.
إلى ذلك، فإنّ مخاوف مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت بشأن قائمة من الإصابات لمنتخب «الأسود الثلاثة»، ثبّتت صحة بصيرته مع تأكيد غياب الظهير ريس جيمس وشكوك حول كايل ووكر وكالفين فيليبس، إذ كان ساوثغيت أوضَح مطلع تشرين الأول، انّ «ما أراه هو جدول مزدحم حقاً والكثير من اللاعبين الذين سيلعبون الكثير من الدقائق. أعتقد، من الناحية الواقعية، أننا سنخسر المزيد من اللاعبين».
لا وقت للتحضير
أدّى التعديل على الروزنامة التقليدية لكرة القدم لِتلائم أول كأس العالم تُقام في منتصف الموسم، إلى ازدحام في المباريات على مستوى الأندية وقليل من الوقت أمام مدربي المنتخبات الوطنية للاستعداد.
وستتوقف منافسات الدوريات الأوروبية الـ5 الكبرى قبل أسبوع فقط من المونديال. وإفساحاً للمجال في الجدول، أقيمت جميع جولات دور المجموعات في المسابقات القارية للأندية خلال فترة شهرَين.
نتيجة ذلك، ستكون العديد من الأندية قد لعبت 13 مباراة خلال 42 يوماً قبل كأس العالم، أي بمعدّل مباراة كل 3,2 أيام. لذلك، اعتبر الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي: «أنا متأكد أنّهم يضعون عيناً على كأس العالم منذ الآن. أقول دائماً إنّ أفضل طريقة لعدم التعرّض إلى إصابة هي التركيز وتقديم أقصى ما لديك في المباراة. عندما تفقد التركيز، تصبح في خطر».
من جهته، رأى مدرب ليفربول يورغن كلوب أنّ لاعبيه ما زالوا ملتزمين «بنسبة ألف بالمئة» على مستوى الأندية، لكنّه أشار إلى أنّ الإصابات والجدول المزدحم تشكل العامل الرئيسي وراء بداية فريقه البائسة هذا الموسم، إذ «مع كمية المباريات التي نخوضها، هناك لاعبون يلعبون فوق طاقتهم».
ووفقاً لتقرير صدر عن نقابة اللاعبين المحترفين «فيفبرو»، كشف 54 في المئة من اللاعبين أنّهم تعرّضوا إلى إصابة بسبب الجدول المزدحم، بينما أوضح 82 في المئة من المدربين انّهم لاحظوا مشاكل نفسية لدى اللاعبين بسبب خوض الكثير من المباريات.
لكنّ رفاهية اللاعبين تم نسيانها حيث تتصارَع الاتحادات القارية و»فيفا» مع الاتحادات الوطنية والأندية من أجل الحصول على حصة من كعكة المَكاسب التجارية لكرة القدم.