مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الديار”
عقد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اجتماعاً أولياً مع الوزير جبران باسيل لإقناعه بتأييد الوزير فرنجية مع تقديم ضمانات لباسيل بأن عهد فرنجية سيتعاون مع التيار الوطني الحر بضمانة حزب الله ولن يحصل اي انتقام بل تعاون برعاية الحزب. لكن باسيل لم يتجاوب وهذا اللقاء هو الأول بين نصرالله باسيل بشأن رئاسة الجمهورية وسيليه اجتماع ثانٍ وثالث، وفي الاتجاه ذاته عبر الرئيس نبيه بري عن موقفه بأنه بمجرد قبول باسيل تأييد فرنجية لرئاسة الجمهورية، فانه اي بري سيضع كل ثقله لإقناع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لتأييد كتلة اللقاء الديمقراطي سليمان فرنجية للرئاسة.
موقف حزب الله من تأييد فرنجية ومحاولة اقناع باسيل بذلك نابع من ان حزب الله لن يلتقي سياسياً باي شكل من الأشكال مع كتلة القوات اللبنانية والعكس صحيح، لذلك يعمل الحزب على اقناع باسيل كرئيس كتلة مسيحية تضم 17 نائباً وثلاثة نواب حلفاء، اي 20 نائباً، في حين ان كتلة القوات اللبنانية مؤلفة من 19 نائبا مسيحيا ومتحالفة مع المملكة العربية السعودية ومع الولايات المتحدة ولا يمكن ان تلتقي سياسياً مع حزب الله.
الرئيس نبيه بري اعلن امام احد الزوار، انه ولو كان على خصام مع الوزير باسيل فسيقدم الضمانات للتيار الوطني الحر اذا وافق الأخير على انتخاب فرنجية للرئاسة، كما سيضع ثقله مع جنبلاط لتأييد فرنجية. الثنائي الشيعي يشكل 27 نائباً وكتلة الوزير باسيل تمثل 20 نائباً، اي 47 نائباً ولديهم حلفاء قد يصل عددهم الى النصف زائد واحد او اقل من ذلك، والتركيز لدى حزب الله هو ان الوزير فرنجية يشكل ضمانة وطنية لخط الممانعة وللتحالف الوطني مع المقاومة.
معلومة أخرى هامة، هي ان المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تدعمان قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، والسفير السعودي وليد البخاري قادر على تأمين كتلة سنية تصل الى حوالى 20 نائباً مع حلفاء لهم، وأبلغ قائد حزب كبير ان السعودية تؤيد العماد جوزيف عون بكل قوة وترى فيه انه ضمانة لوحدة لبنان والرئيس الوفاقي بامتياز، وهذا الكلام حصل خلال زيارة البخاري للدكتور سمير جعجع في معراب، ومجموع عدد نواب القوات هو 19 وقد ينضم اليهم 4 نواب من حزب الكتائب، فيصبح العدد 23، واذا استطاع البخاري جمع 25 نائباً يصبح العدد 49 نائباً، ولذلك فالمعركة متقاربة وينظر المراقبون الى الاجتماع الثاني والثالث بين السيد نصرالله والوزير باسيل، الذي ما زال يرفض حتى الان دعم فرنجية بترشيحه للرئاسة وقد يترشح باسيل شخصياً لرئاسة الجمهورية مع ان حظوظه ضعيفة، الا انه يريد ان يبقى في مرتبة المرشحين الرئاسيين.
في ضوء هذه الخريطة وتعداد الأصوات، يمكن اعتبار ان السعودية تخوض معركة مع حزب الله بشأن رئاسة الجمهورية، وهنالك فريق من الأحزاب والمستقلين يؤيد العماد جوزيف عون ويعتبره المرشح الوفاقي الأول كما ذكرنا سابقاً، كما ان الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا تدعمه أيضاً، مقابل دعم الثنائي الشيعي لفرنجية، ما يجعل كتلة باسيل النيابية ترجح الكف في معركة الأصوات. وتبقى الكلمة الهامة للولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وايران وسوريا في عملية دعم المرشح الذي سيصل الى رئاسة الجمهورية.