مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “نداء الوطن”
تحت سقف الطابع الفولكلوري الذي أسقطه تحالف 8 آذار و”التيار الوطني الحر” على جلسات الانتخاب الرئاسي، تستأنف مسرحية “الورقة البيضاء وتطيير النصاب” فصولها اليوم على خشبة الهيئة العامة لتعيد تكرار السيناريو التعطيلي نفسه للاستحقاق في المجلس النيابي، تأكيداً على استمرار حالة التنازع بين مرشحي محور الممانعة، مقابل استمرار ائتلاف كتل المعارضة الحزبية والسياسية في ترشيح النائب ميشال معوّض، واستمرار أغلبية نواب التغيير في لعبة تضييع البوصلة والوقت.
وفي المحصلة، تختصر مصادر واسعة الاطلاع الأجواء الرئاسية في كواليس قوى الثامن من آذار بعبارة “الرئاسة مؤجلة إلى العام 2023″، موضحةً أنّ الملفّ الرئاسي “خرج من اللعبة الداخلية ولذلك فإنّ “حزب الله” لا يستعجل حرق المراحل والأسماء ويتريث في إعلان اسم مرشحه سليمان فرنجية رسمياً بانتظار ما ستحمله رياح التسوية الخارجية التي تتولى فرنسا راهناً مهمة تدوير الزوايا الحادة فيها على مستويات مثلثة الأضلاع، أميركية – سعودية – إيرانية”.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ “الثنائي الشيعي كان قد أوفد وسيطاً إلى باريس في الآونة الأخيرة ليُعلم الجانب الفرنسي بشكل غير رسمي أنّ فرنجية هو مرشح “الثنائي” لكنّ العقبة الأساس التي تعترض طريق إعلان ترشيحه تكمن في معارضة جبران باسيل لهذا الترشيح، ومن هذا المنطلق جاء قرار استقبال الفرنسيين لباسيل بتزكية قطرية للاستماع إلى وجهة نظره حيال الاستحقاق الرئاسي”، مشيرةً إلى أنّ المسؤولين الفرنسيين سرعان ما لمسوا أنّ باسيل “ليس لديه ما يطرحه سوى محاولة “بيع” الإدارة الفرنسية بعض الأسماء والأفكار التي تتقاطع في أهدافها عند نقطة وحيدة تتمحور في جوهرها حول هاجس قطع الطريق الرئاسي على فرنجية”.
ولهذه الغاية، نقلت المصادر أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” سعى إلى إقناع الفرنسيين بالسير بمجموعة أسماء طرحها عليهم من “باب المقايضة وتبادل الخدمات” وهي مقاربة لم تلقَ استحساناً من الجانب الفرنسي خصوصاً وأنّ باسيل وضع هذه الأسماء على طاولة النقاش من زاوية التوجّه إلى المسؤولين الفرنسيين بالقول: “هذه الأسماء قريبة منكم وأنا مستعد للسير بها”، ما أوحى وكأن باريس تعمل على “البيع والشراء في السوق الرئاسي اللبناني”، كاشفةً أنّ الاسماء التي طرحها باسيل في فرنسا تشمل “جهاد ازعور، زياد بارود وجورج خوري”، متعهداً بأن يؤمن لأي منهم “الميثاقية المسيحية” التي يفتقر إليها فرنجية نظراً لرفض الكتل المسيحية انتخابه.
وفي المقابل، نقلت معلومات موثوق بها لـ”نداء الوطن” أنّ رئيس “تيار المردة” يقوم على خط موازٍ بعملية “التسويق لنفسه لدى الفرنسيين”، بحيث كان قد أوفد إلى العاصمة الفرنسية موفداً من قبله لمحاولة استمالة التسوية الرئاسية التي تعمل عليها باريس لمصلحة ترشيحه تحت عنوان أنه “الأقدر على تأمين تقاطعات إقليمية ودولية في سدة الرئاسة الأولى”، غير أنّ موفد فرنجية لم يسمع “جواباً إيجابياً ولا سلبياً من الفرنسيين إنما مزيداً من التأكيد على أن باريس معنية بدعم كل ما يمكن أن يؤمن التوافق اللبناني الداخلي حيال الاستحقاق الرئاسي”.
وبانتظار ما ستسفر عنه اتصالات الجانب الفرنسي مع الدول المؤثرة في الاستحقاق الرئاسي لا سيما منها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وإيران، أكدت المعلومات أنّ فرنجية يواصل تفعيل قنوات تواصله المفتوحة مع القيادة الروسية منذ زيارته الأخيرة لموسكو، خصوصاً وأنّه “سمع دعماً روسياً صريحاً لترشيحه مع وعد بأن تعمل الديبلوماسية الروسية ما بوسعها للدفع باتجاه تعزيز حظوظه الرئاسية مع الدول الحليفة والصديقة”.