الرئيسية / آخر الأخبار / الإستحقاق الرئاسي على صفيح التصعيد… وباريس لم تصل الى مرحلة المبادرة

الإستحقاق الرئاسي على صفيح التصعيد… وباريس لم تصل الى مرحلة المبادرة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة الديار

نشطت الاتصالات والمساعي عشية موعد انعقاد مجلس الوزراء غدا الاثنين لتخفيف التوتر والتصعيد، وحصر رفض التيار الوطني الحر لدعوة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لهذه الجلسة، في مقاطعة الوزراء المحسوبين عليه دون حصول تداعيات اخرى.

وعلم ان هذه الجهود جرت على اكثر من محور، لا سيما من خلال اتصالات حزب الله لابعاد عوامل التحدي والنكد السياسي عن هذا الموضوع، كما عبرت مصادر مطلعة لـ «الديار» امس. كما شارك نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب من خلال التواصل مع الرئيس نبيه بري سعيا لازالة كل ما يمكن ان يؤدي الى التأزم.

ووفقا للمعلومات، فان الاتصالات لم تنقطع نهاراً، واستمرت حتى وقت متأخر من مساء امس. وقد تركزت على تقليص جدول اعمال الجلسة الى الحد الادنى الضروري، مع العلم ان ميقاتي كان اعلن نهارا بشكل صريح عن امكان تقليص عدد بنود جدول الاعمال من ٦٥ بندا الى ما يقارب الـ٢٥ بسهولة.

ووفقا للمعلومات، فان نصاب جلسة الغد مؤمّن بما يزيد على ثلثي اعضاء المجلس، كما اكدت مصادر المكونات السياسية المشاركة في الحكومة. والى جانب الوزراء السنّة، فان وزراء الثنائي الشيعي سيشاركون في الجلسة، مع العلم انه لم يصدر عن وزيري حزب الله موقف حاسم في هذا الشأن حرصا على اجواء الاتصالات المستمرة. لكن نقل عن الوزير علي حمية انه تلقى الدعوة ولا يزال يقرأ جدول الاعمال، و»في حال كان للتخفيف من وجع الناس فلا يمكن الهروب من ذلك».

وسيشارك كما صار معلوما وزير الحزب «التقدمي الاشتراكي» عباس الحلبي وعدد من الوزراء المسيحيين، بينهم نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ونجلا الرياشي، ووزيرا «المردة» جورج قرم وزياد مكاري والوزير الارمني جورج بوشكيان.

وسيقاطع الجلسة باقي الوزراء المسيحيين، ولن يشارك فيها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الموجود في الخارج، كما سيقاطعها الوزير عصام شرف الدين الذي يمثل الامير طلال ارسلان، والذي هو على علاقة متوترة مع ميقاتي.

ووفقا للمعلومات، فان الموقف المبدئي والاولي الذي اتخذه التيار الوطني الحر هو مقاطعة الجلسة، بغض النظر عن حجم جدول الاعمال وماهيته، لانه يعتبر ان الخطوة غير دستورية وتساهم في تأزيم ومفاقمة الوضع وانعكاسه على كل الامور بما في ذلك الاستحقاق الرئاسي، لانها تصب في اطار التشجيع على اطالة الفراغ الرئاسي.

وبقي مسؤولو التيار في اطار هذا الموقف، دون الافصاح عن الخطوات التي يمكن ان يقوم بها التيار ردا على دعوة ميقاتي وموقفه، واشاروا الى ان التيار بصدد اعلان موقف رسمي لاحقا.

وفي مناسبة الاحتفال بزينة الميلاد في البترون، رفض رئيس التيار جبران باسيل التحدث مع الاعلام والتعليق على دعوة ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء والموقف منها، مكتفيا بالابتسامة والصمت. لكن مصدرا قياديا في التيار قال لـ» الديار»: لم نبحث بعد في اتخاذ خطوات معينة، مع التأكيد على عدم دستورية الدعوة، في تلميح الى انتظار الاتصالات والمساعي ونتائجها.

 

ميقاتي
وعشية جلسة مجلس الوزراء قال ميقاتي على هامش افتتاح معرض بيروت العربي والدولي للكتاب، ان دعوته للجلسة مردها الى وجود ملفات اساسية تتعلق بصحة المواطن يقتضي البت بها. واذ لفت الى تقليص عدد بنود جدول الاعمال الذي أعدته الامانة العامة لمجلس الوزراء من ٣١٨ الى ٦٥ بندا، اكد امكان استبعاد ٤٠ بندا عن الجدول الجديد بسهولة. وحرص على القول « اننا لن نقر في جلسة الاثنين سوى الامور التي نعتقد ويعتقد مجلس الوزراء انها ضرورية».

وتابع: «اسمع البعض يتحدث عن حكومة بتراء او غير بتراء، الحكومة كاملة وما تقوم به هو تصريف الاعمال بهدف خدمة المواطن، ومن لديه بديل آخر فليتفضل.» وقال: «يجب ان يكون الوزير المختص حاضرا لمناقشة الموضوع المرتبط بالوزارة، واذا كان غير حاضر لن نعرضه على المناقشة».

وعن الكلام حول انه حاكم بامر الثنائي الشيعي، قال ميقاتي: « من يقول هذا الكلام يعلم ان الدعم هو لتيسير امور الناس. ومن يطلق هذه التهمة فليتذكر كم عرض عضلاتو عندما كان الثنائي الشيعي داعما له».

 

امل
وفي موقف داعم لدعوة ميقاتي وانعقاد مجلس الوزراء، قال المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل امس «ان البلد لا يمكن ان يستمر من دون ادارة تنفيذية، وان حكومة تصريف الاعمال لا يمكن ان تستقيل من دورها في ادارة شؤون الناس»، وشدد على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية «تكون لديه رؤية واضحة، والقدرة على تنظيم علاقات لبنان الخارجية مع العالم العربي ودول الخارج، وقادر على احتضان عمل حكومي ومشروع للانقاذ والاصلاح الاقتصادي والمالي بالدرجة الاولى».

كما اعلن الوزير عباس الحاج حسن ان فريقه السياسي سيحضر الجلسة، لانه يؤمن ان تسيير امور الدولة التي تعنى بحياة الناس واجب وطني اساسي.

 

موقف التيار
وفي المقابل، اكدت مصادر التيار الوطني الحر رفضها دعوة ميقاتي، واعتبرتها غير دستورية، واكتفى النائب ادغار طرابلسي بتأكيد هذا الموقف لـ» الديار»، قائلا:» طبعا نحن نعارض دعوة رئيس الحكومة المستقيلة، وهو نكث بوعده، وهذه مخالفة دستورية».

وعن خطوات التيار ردا على دعوة ميقاتي، قال: «ان الموقف تتخذه قيادة التيار».

وغرد النائب غسان عطالله تعليقا على تصريح ميقاتي قائلا: «شو هالاستخفاف بعقول اللبنانيين والدستور والقوانين والتعاطي السياسي! شو نحن بمطعم وعم يقدملنا لائحة الطعام»؟

وقال مصدر بارز في التيار الوطني الحر لـ «الديار»: «ان تطبيع الوضع بهذا الشكل والاستخفاف بالدستور في ظل الفراغ الرئاسي بحجة تسيير امور الناس يزيد من التأزم والتصعيد في البلاد، ويفاقم تأزم الاستحقاق الرئاسي، لا سيما في ظل الوضع « المكربج» اصلا»، مشيرا الى انه لم تظهر بعد اي اشارات او علامات ايجابية في الداخل او الخارج عن تطور ايجابي في شأن انتخاب رئيس الجمهورية، ولا توجد مبادرات في هذا الخصوص.

القوات
وعبر النائب «القواتي» فادي كرم في تصريح له امس عن موقف «القوات اللبنانية» من الدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء،» لم نكن ضد اجتماع حكومة تصريف الاعمال لاسباب طارئة، ولكننا فوجئنا بجدول اعمال فضفاض، وكأنها ليست حكومة تصريف اعمال… لسنا مع هذا الاجتماع للحكومة، اما البند المتعلق بالصحة وتأمين ادوية ومعالجة الامراض المستعصية، فيمكن في الضرورة القصوى اصداره بمرسوم جوال».

الاستحقاق الرئاسي
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، قال مصدر مطلع لـ «الديار»، ان ليس هناك حتى الآن اي تطور ايجابي ملموس في هذا الشان في ظل التجاذب والتصعيد الداخلي المستمر، كما ان باريس لم تنتقل بعد الى مرحلة طرح مبادرة جديدة للمساهمة في انتخاب رئيس الجمهورية، وهي ما زالت في مرحلة الاتصالات والجوجلة على غير صعيد، سعيا الى التوصل الى اسم توافقي يحظى بغطاء لبناني وبدعم خارجي.

واستبعد حصول تطور ايجابي قريبا، مشيرا ان جلسة يوم الخميس المقبل لن تؤدي الى اي نتيجة، لا سيما في ضوء التصعيد الاخير المتمثل بموقف «القوات اللبنانية» ورئيسها وتوجيهه رسالة الى بري محملا اياه مسؤولية العمل على وقف التعطيل، وتلويحه بالمقاطعة.

والجدير بالذكر، ان بري اكد في رد على موقف مماثل عبّر عنه النائب طوني حبشي باسم كتلة «القوات» خلال الجلسة الاخيرة انه اكثر الحريصين على انتخاب رئيس الجمهورية، وان مثل هذا الكلام لا يوجه له.

بري يرأس اجتماع كتلته غداً
ولم تعلق اوساط عين التينة على كلام جعجع، لكن مصدرا في كتلة «التنمية والتحرير» جدد التأكيد ان موقف بري معروف، وان كل موقف يعزز القناعة بضرورة الحوار نحن معه، وان كل خطوة من منطلق الحوار والتوافق لمقاربة الاستحقاق الرئاسي هي التي تؤدي الى الاسراع في انجاز هذا الاستحقاق.

وعلمت «الديار» ان بري سيترأس غدا اجتماعا لكتلة «التنمية والتحرير» لبحث المستجدات والوضع العام بما في ذلك اجواء الاستحقاق الرئاسي وشؤونا مجلسية. ويتوقع ان يصدر عن الاجتماع بيان يتناول هذه المواضيع.

معوض مستاء من نتيجة الجلسة
من جهة اخرى، علمت « الديار» من مصادر نيابية مطلعة، ان المرشح الرئاسي النائب ميشال معوض لم يخف استياءه وانزعاجه الشديدين من نتيجة التصويت في الجلسة الاخيرة، وتراجع عدد اصواته. وقد عبّر امام بعض النواب المقربين عن هذا الاستياء فور اعلان النتيجة داخل القاعة العامة، واصفا ما جرى من بضعة نواب محسوبين على المعارضة، بانه يثير الاستغراب والامتعاض.

وبعد خروجه من القاعة، كرر الاعراب عن امتعاضه من التراخي، ملوحا باعلان موقف معين مما جرى، الامر الذي استدعى تدخل بعض النواب، لا سيما المقربين منه لتهدئته وتجاوز ما حصل.

وفي ضوء ذلك، تسرب الحديث عن سحب ترشيحه، ما جعله ينفي في اليوم الثاني ببيان مقتضب صحة مثل هذه المعلومات، ويؤكد استمرار ترشيحه. وتلقى معوض وعودا بتنشيط الحضور والاقتراع له من قبل النواب المعارضين في الجلسة المقبلة.