الرئيسية / آخر الأخبار / فضل الله: نعزي اليونيفيل وننبه إلى عدم التسرع في الاتهام

فضل الله: نعزي اليونيفيل وننبه إلى عدم التسرع في الاتهام

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، في حضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية.

 

وقال: “البداية من الانسداد الذي نشهده على الصعيد السياسي بعدما أخفقت القوى السياسية المتمثلة في المجلس النيابي في التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية رغم الجلسات المتكررة التي عقدتها والذي لم تعد تقف تداعياته على عدم وجود إدارة لهذا البلد، بل تعدت ذلك إلى عدم قدرة مجلس الوزراء على الاجتماع حتى لاتخاذ القرارات الملحة التي تضمن تسيير دفة الدولة وتأمين الاحتياجات الضرورية للمواطنين، منعاً لتكرار ما أحدثه الاجتماع الأخير من انقسام داخل مجلس الوزراء ومن احتقان طائفي واعتباره مساً بالدستور، وبعد ضياع فرصة الحوار التي تمت الدعوة إليها للتوافق على رئيس للجمهورية. يحصل ذلك من دون أن تبدو في الأفق أي بوادر أمل تخرج البلد من حال الانسداد هذه ومن تداعياتها، ما يبقي البلد في حال المراوحة، والانتظار إلى حين اقتناع كل الأطراف السياسية على أن لا خيار لهم إلا التوافق في ظل موازين القوى داخل المجلس التي لا يبدو أنها ستتغير أو إلى نضوج تسويات تحصل بين القوى الإقليمية أو الدول المؤثرة على الداخل اللبناني كالتي جرت في السابق وأمنت آنذاك الوصول إلى هذا الاستحقاق”.


وأضاف: “نحن، على هذا الصعيد، نجدد دعوتنا للقوى السياسية إلى الكف عن لعبة إضاعة الوقت الثمين وإهداره على لبنان واللبنانيين والإسراع بانتخاب رئيس قادر على إدارة عملية نهوض هذا البلد وإخراجه من التردي والانهيار الذي وصل إليه والذي بات يهدد كيانه ووحدته. بعدما أصبح واضحاً أن لا خيار إلا التوافق في بلد بني على هذا الأساس ويقوم عليه، وإذا كان هناك من يراهن على الخارج ويدعو إلى تدخله لسد الشغور، فإن الخارج هو في شغل عن البلد إما لكونه غارقاً في أزماته أو صراعاته أو لأن هذا البلد لم يعد من أولوياته أو بات يائساً منه، بعدما فقد الثقة بمن يتولون إدارته أو بإحداث تغيير فيه أو إصلاحات، وهو إن تدخل كما يدعو إليه البعض فقد يزيد الأمور تعقيداً بفعل تضارب المصالح الدولية والإقليمية”.


وتابع: “نعود إلى الوضع المعيشي والحياتي الذي بات هاجس اللبنانيين ويؤرقهم والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم بفعل الارتفاع المستمر في الأسعار التي لم تعد تجد لها ضابطاً بفعل جشع التجار وانعدام الرقابة من قبل أجهزة الدولة أو البلديات. ومن المؤسف أن لا يكتفي من يديرون دفة البلد في التنصل من معالجة هذا التردي أو التخفيف من وقعه، بل يمعنون في تفاقمه بزيادة الأعباء على المواطنين والتي كان آخر ما شهدناه هو في رفع الدعم عن الدواء الوطني الذي كان ملاذاً لطالبي الدواء ما يزيد من أعباء كلفة الدواء والاستشفاء المرتفعة بذريعة تلبية احتياجات الدولة ومتطلبات القطاع العام بدلا من القيام بالاستثمار الأمثل لموارد الدولة وسد منافذ الهدر فيها، وإعادة الأموال المنهوبة ورفع الغطاء عن الفساد والمفسدين، الذين بدلاً من أن يعاقبوا نراهم يحظون بالحماية السياسية وبغض نظر القضاء غير المستقل عنهم، والذي نشهد اليوم بعض مظاهره في التعامل الذي يجري مع الاختلاسات والسرقات التي تم الكشف عنها في أكثر من مؤسسة وقطاع”.


وقال: “نبقى عند الحادث المؤسف الذي حدث في العاقبية، والذي أودى بحياة أحد جنود القوات الدولية وإلى جرح آخرين، فإننا في الوقت الذي نعزي القوة بفقدان أحد أفرادها وندعو بالشفاء للمصابين، ننبه إلى ضرورة عدم التسرع في الاتهام وإدخال ما حدث في إطار الصراع السياسي وغير السياسي وعدم إعطائه أبعاداً غير واقعية، وانتظار التحقيق الذي نأمل أن يجري بكل شفافية لمنع تكرار ما حصل وإبقاء أجواء الود التي نريدها أن تبقى تحكم علاقة القوات الدولية بمحيطها”.


وختم: “نصل أخيراً إلى الحدث الكروي الذي تستضيفه قطر لا لنتوقف عند مجرياته الكروية، بل لنشير إلى أمور مهمة حصلت وتمظهرت في الوحدة العربية والإسلامية الشعورية التي تجلت في التفاعل مع الفريق المغربي ومع الفرق العربية والإسلامية الأخرى، والتي ذابت معها التشنجات والحساسيات ومساعي التجزئة التي عُمل على تأجيجها وتعميقها على صعيد البلدان أو الطوائف أو المذاهب، والأمر الآخر هو التمسك بقضية فلسطين، والذي تمثل برفع العلم الفلسطيني وما لاقاه مراسلو الكيان الصهيوني من صدمات ومقاطعة وعدم الاعتراف بشيء اسمه إسرائيل وإنما بفلسطين حيث عبر عن ذلك كل من حاولوا مقابلتهم من عرب ومسلمين، ما يؤكد حقيقة رفض كل محاولات التطبيع التي عمل لها هذا الكيان في المراحل السابقة. إن ما جرى يبنى عليه ويؤكد على ضرورة تجذير هذا الوعي وتحويله إلى مسار يتجاوز حدود الحدث الكروي إلى أبعاد أخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية لتنتهي معها كل أجواء التوتر المذهبي والسياسي الذي يراد له أن يحصل بين البلدان العربية والإسلامية ولتوجيه كل الجهود لمواجهة الكيان الصهيوني الذي يمثل العدو الحقيقي لبلادنا”.