مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ الجلد عبارة عن عضو معقّد يتكوّن من تركيبات مختلفة بما فيها البروتينات، مثل الإيلاستين والكولاجين، التي تشارك في بنية البشرة ووظيفتها. وصحيحٌ أنّ الأطعمة الغنيّة بالبروتينات الجيّدة كثيرة (صدر الدجاج، والحبش، والتونة، والسلمون، والفاصولياء…)، لكنّ خبراء الجلد يوصون بإدخال مصدر بروتيني آخر إلى الغذاء، لفوائده الصحّية المُحتملة للبشرة: اللوز!
يتميّز اللوز باحتوائه على نسبة عالية جداً من الدهون الصحّية، وأيضاً البروتينات. في الواقع، إنّ أونصة واحدة منه تزوّد الجسم بـ6 غ من البروتينات، أي 12 في المئة من القيمة اليومية لهذه المغذيات.
غير أنّ البروتينات في اللوز ليست وحدها التي تنعكس إيجاباً على البشرة. إذ إنّ هذا النوع من المكسّرات غنيّ أيضاً بعناصر غذائية أخرى تساعد في دعم صحّة الجلد، تشمل الفيتامين E وحامض «Linoleic».
وشرحت أخيراً اختصاصية الأمراض الجلدية الطبيبة، نانا بواكاي، من الولايات المتحدة، كيف يمكن لإدخال اللوز إلى النظام الغذائي اليومي أن يُفيد العناية الروتينية بالبشرة:
– منجمٌ من مضادات الأكسدة
تساعد مضادات الأكسدة، كالفيتامين E، في تحييد آثار الجذور الحرّة التي تسبّب الأمراض. يُعتبر التعرّض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية مساهماً رئيساً في إنتاج الجذور الحرّة في خلايا الجلد، والتي تنتج الالتهاب والطفرات الجينية التي قد تحفّز سرطان الجلد. تؤمّن حفنة من اللوز 50 في المئة من القيمة الموصى بها يومياً للفيتامين E في الحصّة الواحدة، ما يساعد في حماية البشرة والحفاظ على صحّتها. لا بل أكثر من ذلك، إنّ الفيتامين E يخفّض التهاب الجلد ويُسرّع التئام الجروح.
– يُحسّن نسيج البشرة
إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2021 في «Nutrients»، رُبط اللوز بتحسينات في تجاعيد الوجه وتصبغه. كذلك تبيّن أنّ فوائد الشيخوخة الصحّية للوز مهمّة بشكلٍ خاص للنساء في مرحلة انقطاع الطمث. إذ وجد بحث صدر عام 2019 في «Phytotherapy Research» أنّ تناول اللوز يومياً قد حسّن التجاعيد لدى هذه الفئة من الأشخاص.
– يحمي من الـ»UVB»
اقترحت مجموعة أبحاث علمية أنّ تناول اللوز قد يوفر بعض الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية (UVB)، التي تُعدّ سبباً أساسياً للجذور الحرّة التي ترفع خطر الإصابة بسرطان الجلد. ووفق دراسة نُشرت عام 2021 في «Journal of Cosmetic Dermatology»، إنّ استهلاك اللوز يومياً قد يؤدي إلى تعزيز الحماية من التلف الضوئي للأشعة فوق البنفسجية. لكن رغم ذلك، فإنّ الخبراء يحذّرون من أنّ تناول اللوز لا يجب أن يكون بديلاً لواقي الشمس اليومي.
– مليء بالأحماض الدهنية
يُعتبر اللوز مصدراً مهمّاً للأحماض الدهنية، مثل حامض «Linoleic» الذي رُبط بالتأثير إيجاباً في صحّة القلب عن طريق خفض مستويات الكولسترول والحماية من الأمراض التي قد تُصيبه. ولكن هذا ليس كلّ شيء! فبحسب «National Eczema Association»، إنّ حامض «Linoleic» يُفيد بطريقة مباشرة حاجز البشرة الذي لا غِنى عنه لمنع فقدان الرطوبة وإبعاد المواد الخارجية الضارّة. إنّ تطبيق المستحضرات التي تحتوي على اللوز موضعياً يساهم في الحفاظ على ترطيب البشرة وصحّتها، نظراً للخصائص المرطّبة لأحماض اللوز الدهنية.