مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت : وفاء ببضون
لم يعد خافيًا على أحد ، ممن يتابع مسار العلاقة بين ” التيار الوطني الحر ” و ” حزب الله ” من أن خطوات التقارب التي أوحت بها مشاهد الأيام الأخيرة ، لم تفض إلى نتيجة مرجوة من الطرفين ، إذ أن ما انقطع من ود بين “ميرنا الشالوحي ” و ” حارة حريك ” ، بات يستدعي الترقب على مسار العديد من الملفات ، وأبرزها ملف رئاسة الجمهورية والذي كان لافتًا جو الفتور بين رئيسي كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ، ولبنان القوي جبران باسيل ، في الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس جديد للبلاد في مجلس النواب.
ومنذ اندلاع الأزمة الأخيرة بين التيار والحزب على خلفية مشاركة الأخير في جلستين للحكومة ، ما اعتبرها الأول ضربا للشراكة الوطنيّة ، أضف إليها التباين بمقاربة استحقاق الانتخابات الرئاسية ، والخيارات المترتبة عليه .
من هنا كان الترقب لدى التيار البرتقالي لما ستؤول إليه الكلمة الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي كان العونيون يأملون أن يضع نقطة على سطر الأزمة باتجاه توضيح الالتباسات التي يتذرع بها جبران وفريقه المقرب ، لكنّه لم يفعل، إذ اكتفى بكلامٍ إيجابي عام، من دون الغوص فعليًا في جوهر الأزمة ، بل إن كثيرين فهموا من حيثياته، دعوة مفتوحة لرئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل من أجل الانسحاب من التفاهم، من دون أي حرج .
رد عليها التيار بوصفها لطيفة وإيجابية، إلا أنّه تعمّد في الوقت نفسه أن يقول إنّها غير كافية للحد من انزلاق المشكلة او إيقافها عند حدودها ، ومع أن التيار وصف خطاب السيد نصر الله بـاللطيف، وتلقفه بـإيجابية ولو اتسمت بـالحذر ، لكن الصحيح أيضًا وفق ما يقول بعض المتابعين، إن التيار لم يكن راضيًا بالمطلق عن مواقف الأمين العام لـ حزب الله، وهو ما قد يكون أكثر من مبرّر بالنظر لتعليقات بعض خصوم التيار الذين ذهب بعضهم لحد اختصار الخطاب بعبارة ما حدا جابرك ، التي أطلقها نصر الله لوضع حد لـ ابتزاز باسيل.
مصادر مواكبة تحدثت عن عدة سياقات قالت إنها لم تكن في وعي مؤيدي التيار في خطاب السيد نصر الله، فهو، على إيجابيته الظاهرة، لم يخل من الإشارات غير الودية، من بينها انتقاده المبطن لاستراتيجية التيار البرتقالي الاعلامية، منذ كشف باسيل عما دار في لقائه الأخير بالسيد نصر الله، وتذكيره بأن التيار يفضل نقاش الخلافات والتباينات مع الأصدقاء في ما سماها الغرف المغلقة.
وهنا لعل عبارة الأصدقاء شكّلت نقطة سلبية أخرى، ولا سيما أنّ السيد نصر الله وصف في خطابه باسيل بـ الصديق، وهي صفة يقدرها العونيون ، لكنهم يجدون فيها تقصدًا لسحب صفة حليف ، في حين أن التيار خسر على مدى السنوات، كل حلفائه، ولم يبق له سوى “حزب الله” .
وعليه تبقى مروحة اتصالات وتنقلات باسيل الداخلية والخارجية ، الذي يتحرك بين الدوحة وباريس في سبيل تسويق ما يقول إنها مبادرة، ويرفض دعوات رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار ومع حزب الله ، الذي كان نصر الله أيضًا واضحًا في ضرورة الركون إليه، عاجلًا أم آجلًا باعتبار أنّ لا حل سوى بالتفاهم الداخلي أولاً وأخيرًا.
لذلك نرى المشهد ضبابيًا بين الحليفين مع وقف التنفيذ ،
يعتبر كثيرون أنه مرتبط بالاستحقاق الرئاسي بالدرجة الأولى، رغم كل ما يحكى بخلاف ذلك، وأن تفاهم مار مخايل، وإن اهتز، لن يسقط، طالما أن طرفيه يرفضان المبادرة لنعيه. لكن يبدو أن مسار الأمور بات يستوجب تفاهمًا يعمل على تطوير التفاهم المهتز لترميم شوائب العلاقة بين الطرفين وهذا ما يحتاجه جبران باسيل أكثر من السيد نصر الله لاعتبارات لها علاقة بخريطة التموضوعات الدولية المستجدة والداخلية المتغيرة بانتظار أن تترجل مشكلة الحليفين عن صهوة الاستحقاق الرئاسي ، وفرس الحكومة العتيدة .
وفاء بيضون – إعلامية لبنانية