الرئيسية / آخر الأخبار / لبنان ساحة مفتوحة .. فما هي كل الاحتمالات الواردة؟

لبنان ساحة مفتوحة .. فما هي كل الاحتمالات الواردة؟

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت وفاء بيضون

ثمة محطة باتت تستوجب التوقف عندها في المشهد اللبناني المأزوم على أكثر من صعيد، مشهد الاستحقاق الرئاسي وعملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية معطلة لاشعار آخر يرتبط ببورصة التسويات الخارجية التي تعلو تارة وتنخفض تارةً أخرى ما يؤثر على إخراج هذا الاستحقاق من عنق الزجاجة .
وفي السياسة، المشهد منقلب رأسًا على عقب وسط اتساع هوة التوافق بين القوى السياسية لمحاولة التوصل لرؤية شبه مشتركة لإخراج البلد من أزمته.
وأما في المشهد الاقتصادي، فالتفلت الذي يحصل في سوق المال والانهيار المستمر للعملة الوطنية مقابل سعر صرف الدولار وتعميق وجع الناس وسبل عيشهم، مشاهد حاضرة بوميًا..
واما في القضاء، فالانقسام العمودي بات عنوان كل الملفات المفتوحة، وعلى رأسها ملف انفجار مرفأ بيروت الذي شكل مادة دسمة وقابلة لاشعال الشارع اللبناني بعد قرارات القاضي طارق البيطار والقرارت المضادة التي أصدرها النائب العام التمييزي غسان عويدات. ونظرًا لكل ما يجري على الساحة اللبنانية من أحداث متسارعة أيقنت القوى السياسية بغالبيتها، بل أصبحت مقتنعة بعدم الاهتمام الدولي في إنتاج أية تسوية لبنانية، إلا أن ذلك لا يمنع بعضها من طرح الكثير من علامات الاستفهام حول مجموعة من التطورات، والتي توحي بوجود ما يُحضر لهذه الساحة، الأمر الذي من المفترض أن تتكشف معالمه بشكل أكبر في الفترة المقبلة، لا سيما إذا ما استمرت المعطيات الإقليمية والدولية على ما هي عليه اليوم، لناحية الصراعات المفتوحة على أكثر من صعيد .
واللافت في هذا الواقع أن أكثر من مصدر يتحدث عن مسار عام يتصاعد منذ ما قبل بداية العام الجاري، بالتزامن مع عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحديث عن وجوب تغيير القيادة في لبنان، معتبراً أن الطبقة السياسية التي تعيش على حساب البلد ليس لها الشجاعة للتغيير. بالرغم من أن المعلومات كانت وما زالت تتحدث أن بلاده تسعى لعقد لقاء دولي يبحث الملف اللبناني مع بداية العام الجديد، قبل عودة الحديث عن تبدل موعود أكثر من مرة، بالإضافة إلى تراجع مستوى التمثيل الذي يتم التداول به. وبحسب المصادر ، كلام ماكرون لا يمكن أن يُفصل عن عوامل أخرى مؤثرة، منها الرسالة التي وجهها ثلاثة أعضاء في الكونغرس الأميركي، إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يالين، للمطالبة برفع مستوى الضغط الدبلوماسي لمساعدة لبنان على حلّ أزمته، بالإضافة إلى تصويت مجلس النواب البلجيكي، بالإجماع، على القرار الذي ينص على دعم مكافحة الفساد، وتفعيل العقوبات على الملاحقين بجرائم مالية في لبنان وأوروبا.
من هنا تأتي مهمة الوفود القضائية الأوروبيّة، المتعلقة بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بالإضافة إلى زيارة قضاة فرنسيين لمتابعة التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، وصولًا إلى قرار المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وادعائه على شخصيات جديدة، بينها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، في حين كانت قد بدأت بالظهور معالم ضغوط أميركية لحسم ملف الموقوفين. من هنا تصبح كل الاسئلة مطروحة
أولًا .
هل يأتي كل ذلك من باب الصدفة، لا سيما أنه جاء بالتزامن مع مجموعة من التطورات على الصعيد الداخلي،
ثانيا .
هل الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى مستويات قياسيّة، بما يحمله من تداعيات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، أيضًا يأتي نتيجة طبيعية للمشهد أم أن هناك من يوقد الجمر من تحت رماد الأزمة لازدياد الحريق المنتظر . هذا بالإضافة إلى إعلان النواب التغييريبن الاعتصام في البرلمان ، ومن أين أتت كلمة السر أو أمر عملياتهم .
أمام كل ذلك، تزداد ضبابية المشهد اللبناني وتنعدم الرؤية، وليس ثمة انقشاع إيجابي في الوقت القريب سيما وأن كل القوى تتمترس خلف أجنداتها الداخلية والخارجية خاصة عند ما يسمى بقوى المعارضة. في وقت لم تلقَ دعوة الحوار التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري أذانًا صاغية أو أي تجاوب .
ختاما يمكن القول إن بشائر المرحلة القادمة لا تبدو أنها تحمل البشرى السارة لما تختزن من إرهاصات تجعل من المشهد أكثر سوداوية إذا ما استمرت الأمور مقفلة على الحلول المرجوة .

وفاء بيضون – إعلامية لبنانية