مجلة وفاء wafaamagazine
أقامت مديرية التعاون العسكري- المدني (CIMIC)، حفلا بمناسبة انتهاء أعمال مشروع إنشاء مركز إعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، في مركز طرابلس الصحي الاجتماعي دوار نهر ابو علي التبانة في طرابلس، وهو الأول من نوعه في منطقة الشمال.
ويُعتبر إنشاؤه خطوة متقدمة في سياق الجهود التي يقوم بها الجيش لمحاربة آفة المخدرات ومنع تفاقمها في المجتمع اللبناني. أنشئ المركز بالتعاون بين المملكة الهولندية ومديرية التعاون العسكري – المدني (CIMIC) في الجيش اللبناني، وذلك في مركز طرابلس الصحي الاجتماعي.
حضر الاحتفال مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، مطران الموارنة في طرابلس يوسف سويف، سفير المملكة الهولندية في لبنان Hans Peter van der Woude، ومسيّر أعمال المديرية العقيد الركن إياد العلم ممثلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، القائمقام ايمان الرافعي ممثلة لمحافظ الشمال، الدكتور خلدون الشريف، رئيس “جمعية امكان” و”بيروت للتنمية” احمد هاشمية، وممثلون عن وزارت الداخلية والبلديات، الصحة العامة، والشؤون الاجتماعية، وعن سفارات: المملكة العربية السعودية، الفرنسية، والتركية، وممثلون عن جمعيات ومنظمات “انيرا”، الصليب الاحمر اللبناني وiocc، إلى جانب عدد من رؤساء المجالس البلدية، والشخصيات الروحية، وفعاليات المنطقة.
حجازي
بعد النشيدين الهولندي واللبناني، القت المديرة التنفيذية لجمعية منهج الخيرية بشرى حجازي، كلمة شكرت فيها لقيادة الجيش ولمديرية التعاون العسكري المدني وللمملكة الھولندیة جهودهم، وقالت : “… نعوّل على شراكات كبیرة معكم جمیعاً لتجھیز مركز التأھیل في ابي سمراء ومباشرة العمل فیه، وعلى مسؤولیتنا وواجبنا جمیعاً بشكل او بآخر بدءاً من الدولة ودورھا في تخفیف العقوبات عن المتعاطین وتشدیدھا على المتاجرین بالمخدرات، وصولاً الى دورنا في مشروع فرصة مع شركائنا، في احتواء المدمن وتأمین علاجھ الكامل بأبعاده الإنسانیة، الفكریة، النفسیة، الجسدیة والاجتماعیة من لحظة استقباله في مركزنا ھنا الى اعادة تأھیله في مركز التأھیل في ابي سمراء وصولاً الى متابعته وضمان اعادة دمجه كفرد منتج في المجتمع”.
وأضاف: “لدينا كامل الثقة بالدور الإيجابي الذي تلعبه مديرية التعاون العسكري – المدني في الجيش اللبناني لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه اللبنانيين، رغم الصعوبات والمعاناة التي يعيشها المواطن في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. لكن في الوقت نفسه، نشعر بفخر واعتزاز بجيشنا على هذا الإنجاز بالشراكة مع المملكة الهولندية التي لها بصمات خير في لبنان، وما اختيار مركز طرابلس الصحي الاجتماعي في باب التبانة، إلا دليلا على حرص قيادة الجيش على امن وسلامة اهلنا في طرابلس والشمال”.
وتابع: “نرى في هذا التعاون بين الجيش اللبناني وجمعيات المنهج الخيرية وتجمع أم النور وجمعية إمكان، فرصة ذهبية في إطار العمل المشترك في مشروع نموذجي يتمتع بمواصفات عالمية، أطلق عليه تسمية مركز “فرصة” الذي وضع رؤية واضحة لسياسات التشغيل بما فيها معايير الانتشال، الاستقطاب والمتابعة للوصول إلى مرحلة القضاء أو الحد من آفة المخدرات التي انتشرت في العديد من أحياء طرابلس والمدن والبلدات اللبنانية عامة، حتى وصلت مع الأسف إلى داخل المؤسسات التربوية وباتت خطرا داهما يهدد المجتمع من مختلف الأعمار اينما وجدوا، وسهلت في وصول المعاناة الى معظم بيوت اللبنانيين”.
وجزم: “لا شك أن هذا المركز سيخفف من هذه المعاناة ويساعد على الحد من الادمان، لاسيما وان طرق التخلص منه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة باتت كلفتها المالية مرتفعة جداً، سواء كان العلاج داخل لبنان او خارجه، لذلك نحن نعول ونقدر دعم وتعاون كل شخصية فاعلة أو جهة مسؤولة لهذا المشروع، ونضع أيدينا بأيديكم لإنجاحه”.
ریكووسكي
وكانت كلمة لمركز جنیف لحوكمة قطاع الأمن (دیكاف) (DCAF)، ألقاها رئیس مكتب لبنان آدم ستیب – ریكووسكي، وقال فيها: “… لبنان ھو من بین أكثر من ستین بلداً عضوا في مجلس ادارة مركز جنیف لحوكمة قطاع الأمن، ومھمّتنا فیه یعود تاریخھا إلى العام 2008 وضمن ھذا الإطار الذي یركّز على الحوكمة الجیّدة، ندعم تطور الجیش اللبناني ونحرص على بناء تواصلٍ مستمرّ مع البیئة المدنیة”.
وأضاف: “منذ حوالى ثلاث سنوات، بدأنا بعملٍ دؤوبٍ مع التعاون العسكري – المدني یھدف إلى بناء قدراته وتعزیزھا، لا سیما لناحیة تحدید المشاریع، حُسن إدارتھا، تنفیذھا ورصدھا. یعالج ھذا المشروع آفة مجتمعیة تطال الشعب اللبناني بشكل عام وفئة الشباب بشكلٍ خاص. وھي مكافحة الإدمان على المخدّرات وانعكاساتھا على المجتمع. وفي ظلّ ھذا الوضع الاجتماعي الصعب والحالة المیؤوس منھا التي تتفاقم مع اشتداد الأزمة التي یشھدھا لبنان، بات الشباب یبحثون عن ملاذٍ لھم في المخدّرات. لذلك، نأمل أن یساھم ھذا المركز لتأھیلي الأول من نوعه في ھذه المنطقة، في تخفیض نسبة الإدمان على المخدّرات التي بدورھا تساھم في تراجع معدل الأعمال الجرمیة والحرمان الاجتماعي والاقتصادي وأي عمل خطیر ناجم عنھا”.
نجيم
والقى مؤسس تجمع ام النور المطران غي بولس نجيم كلمة ثال فيها: “” لَیْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ ھذَا، وھُوَ أَنْ یَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَھُ في سَبِیلِ أَحِبَّائِھِ” (یوحنّا ١٥ / ١٢ – ١٧) إنّ ھذه الآیة التي تركھا لنا السیّد المسیح، إذا ما حسُنت بأحدٍ أو بجماعةٍ من مجتمعاتنا البشریّة الحالیّة، حسُنت بالجیش وبأفراده. فمن التزم بھذه المؤسّسة، أعلن أنّ وطنَه، أبناءه وبناتِه وأرضه، أغلى على قلبه وضمیره من الحیاة، وأنّه دائماً على أھبّة بذلِ حیاتھ حبّاً به وبما یُمثّلھ من قیمٍ. وفي ھذه المناسبة التي نفرح فیھا لتعاضد جدید بین منظّمات مدنیّة، ھي بالتحدید، “جمعیّة المنھج الخیریّة”، و”تجمّع أمّ النور” من جھة، ومنظمّة رسمیّة، “الجیش اللبناني” من الجھة الأُخرى”.