مجلة وفاء wafaamagazine
يدعو خبراء التغذية إلى الامتناع عن تحلية القهوة والمشروبات الأخرى بالسكّر الأبيض، لما له من أضرار صحّية. غير أنّ تطبيق ذلك قد يجعل الأمر أقلّ متعة، خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يصعب عليهم تقبُّل المذاق المرّ. فهل من بديل آخر يُنصح به؟
بعد التحدّث كثيراً عن دور القرفة الفعّال في تنكيه القهوة وتقديم فوائد صحّية كثيرة بما فيها تحسين حساسية الإنسولين، وخفض معدل السكّر في الدم، والحماية من أمراض القلب… ها هم الخبراء يوصون حالياً باستبدال السكّر الأبيض بشراب القيقب (Maple Syrup) الطبيعي 100 في المئة، وليس ذلك الذي يُصنع عادةً من شراب الذرة والمنكّهات.
وكشفت اختصاصية التغذية، لورين مناكر، من الولايات المتحدة، الفوائد الصحّية المُحتملة لإضافة شراب القيقب إلى قهوتكم:
– يقدّم بعض المغذيات
يحتوي شراب القيقب على بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم، والماغنيزيوم، والبوتاسيوم، ما يجعله خياراً أفضل بقليل من سكّر المائدة. ومع ذلك، لا يمكن الحصول على الكثير من المغذيات، بما أنّه لن يتمّ سكب الكثير من شراب القيقب في القهوة. إنّ المأكولات الأخرى المستهلكة على الفطور، كالبيض والفاكهة واللبن، ستوفر المزيد من هذه المغذيات، ويجب أن تكون المنتجات الأبرز المُعتمد عليها.
– يحتوي على مضادات الأكسدة
بما أنّ هذا الشراب مصنوع من عصارة أشجار القيقب السكّري، ليس من المُفاجئ أن يحتوي على مجموعة مضادات أكسدة تنعكس إيجاباً على الصحّة. فقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2011 في «Journal of Agricultural and Food Chemistry» أنّ شراب القيقب الكندي يحتوي على أكثر من 67 نوعاً مختلفاً من مركّبات البوليفينول المضادة للأكسدة، بما فيها «Quebecol» التي تبيّن أنّها قد تخفّض الالتهاب في الجسم.
– يملك مؤشر سكّر دم أقلّ
تبيّن أنّ شراب القيقب يتمتّع بمؤشر سكّر في الدم أدنى من السكّر الأبيض المكرّر. يعني ذلك أنّ هذا الأخير سيرفع معدل السكّر في الدم بشكلٍ أكبر وأسرع مقارنةً بشراب القيقب. لكن، وبما أنّ شراب القيقب هو نوع من السكّر، لا مفرّ من ارتفاع غلوكوز الدم عند استهلاكه.
– كم يجب أن تبلغ الكمية؟
رغم أنّ شراب القيقب مكرّر بمعدل أقلّ من السكّر الأبيض، غير أنّه ينتمي إلى لائحة السكّريات. إستناداً إلى جمعية القلب الأميركية، يجب عدم تخطّي 6 إلى 9 ملاعق صغيرة من السكّر المُضاف في اليوم، اعتماداً على السعرات الحرارية المستهلكة يومياً ومستوى النشاط. وتكمن المشكلة في أنّه من السهل إضافة الكثير من السكّر لموازنة المرارة الطبيعية للقهوة. إنّ الميل إلى شرب القهوة فائقة التحلية صباحاً يسبّب الخمول في وقتٍ لاحق من اليوم. يرجع السبب إلى ارتفاع السكّر في الدم، يليه استنزاف الطاقة. علماً أنّ هذا الأمر يحدث بِغضّ النظر عن نوع السكّر المُضاف.
من جهة أخرى، يملك شراب القيقب مذاقاً مختلفاً عن سكّر المائدة، كما أنّه عبارة عن سائل وليس حُبيبات كما هو حال سكّر المائدة، وبالتالي يتمّ مزجه جيداً في المشروبات، ما قد يساعد في استخدام كمية أقلّ نوعاً ما من السكّر.
وعلّقت مناكر قائلة: «إذا كنتم تحبّون المذاق، أضيفوا شراب القيقب. ولكن إذا كان الأمر لا يهمّكم، لستم مجبرين على سكبه في قهوتكم. يبقى الأهمّ من كل ذلك هو الانتباه إلى كمية السكّر التي تستهلكونها طوال اليوم».