مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر رئيس تكتل” بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن انه “حتى اللحظة لا يزال أمر انتخاب رئيس الجمهورية عالقا عند مسالة دستورية سياسية، هي عدم قدرة أي فريق على تأمين النصاب أو تأمين الانتخاب، وبالتالي عدم إمكان حصول الانتخابات لأسباب عدة مستندة إلى أسباب سياسية. وعزز هذا المناخ رفض عدد كبير من الافرقاء المبادرة إلى القبول بالحوار الذي تمت الدعوة إليه مرات عدة. وقد استتبع بالطبع التأخير في انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، تأخير تشكيل حكومة وبالتالي تأخير انطلاقة جديدة في البلد وتأخير المعالجات”.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية حوارية نظمتها “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي” في دارة رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، في حضور النائب ينال صلح، رئيسي بلدية بعلبك السابقين العميد حسين اللقيس وهاشم عثمان، الشيخ مشهور صلح، مخاتير وفاعليات اجتماعية.
الشل
ورحب الشل في مستهل اللقاء بالحضور “الذي يمثل شريحة كبيرة من أبناء المدينة ومن مخيم الجليل الذي نعتبره أحد أحياء بعلبك”.
وتوجه بالشكر إلى “نواب وفاعليات المنطقة على جهودهم التي ساهمت بإعادة التغذية الكهربائية لمحافظة بعلبك الهرمل بحوالي 55 ميغا وات، مع تأكيد اعتماد آلية لتأمين عدالة التوزيع والإنصاف بين المناطق”.
الحاج حسن
وبدوره رأى الحاج حسن أن “تأخير المعالجات يزيد من المعاناة عند اللبنانيين في ظل الواقع الحالي والانقسام الكبير، حول كل الملفات والقضايا من اجتماع الحكومة الى اجتماع المجلس النيابي لإقرار عدد من القوانين، وهذا يزيد من تفاقم المشاكل والهموم عند اللبنانيين، وفي طليعتها الانفلات في سعر الدولار، والملف الصحي خصوصا الأمراض السرطانية والمزمنة والمستعصية، والملف التربوي المتفاقم في ظل إضراب مضى عليه 40 يوما مما يهدد العام الدراسي”.
وتابع: “نجدد دعوتنا إلى جميع القوى السياسية في البلد، خصوصا القوى التي ترفض الحوار وتقول بأنها حريصة على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس، فكيف يكون ذلك دون حوار ونقاش وتفاهم؟ إنهم يتحدثون عن الشيء ونقيضه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخرج البلد من هذا المأزق المتفاقم في ظل عدم التوصل الى انتخاب رئيس”.
وأضاف: “المطلوب من حكومة تصريف الأعمال ان تضاعف الجهود، فنحن مع انتخاب رئيس للجمهورية الآن قبل الغد، والأمس قبل اليوم، ولكن هل ننتظر انتخاب الرئيس حتى ينخفض سعر صرف الدولار؟ وهل يمكن لأدوية مرضى السرطان الانتظار؟ وهل ينتظر تهديد مصير التلاميذ والعام الدراسي؟ وهل تقفل المستشفيات أبوابها؟ وهل ينتظر رزق الناس وتدني قيمة رواتب الموظفين والعمال في القطاعين العام والخاص التي أكل قيمتها ارتفاع سعر صرف الدولار؟ لذا على حكومة تصريف الأعمال واجبات كبيرة عليها ان تتصدى لها وأن توجد الحلول”.
وقال الحاج حسن: “بعض من يقرا بالسياسة ويحلل يقول لا يوجد حصار أمريكي على لبنان، فمن كان يعرقل ترسيم الحدود البحرية منذ عام 2009 أليس الإصرار الاميركي على فرض خط رقم واحد او خط هوف على لبنان، والانحياز الأميركي الكامل للعدو الصهيوني، وهل سمحت امريكا حتى الآن، باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا؟ وهل سمحت بقبول الهبات ليس بالضرورة من إيران، بل أيضاً من روسيا، وهناك دول عربية أعلنت أنها تريد مساعدة لبنان ومنعت. يقولون لا يوجد حصار امريكي ولكن هناك تهديد بالعقوبات يومي، وقد أقر ديفيد هيل وديفيد شنكر على شاشات التلفزة بأن الإدارة الأميركية أفلست مصارف لبنانية، ومساعدة وزير خارجية أميركا الحالي باربارة ليف، في توصيفها للوضع في لبنان، خلال مقابلة تلفزيونية قبل أشهر، توقعت بأن الأزمة ستشتد والانتخابات الرئاسية لن تحصل، والناس ستنزل إلى الشارع من جديد، وسوف تزداد معاناة اللبنانيين، وهذه بحسب تعبيرها فرصة لإعادة بناء لبنان من تحت الرماد بعد التخلص من حزب الله. كما كان قد هدد وزير الخارجية الأميركية بومبيو عام 2019 اللبنانيين، في تصريح رسمي وعلني، بأيام صعبة إذا لم يقفوا بوجه حزب الله. بماذا يفسر هذا الكلام الذين ينفون الحصار الأميركي على لبنان، وينفون السعي الأميركي لإحداث الفوضى في لبنان؟ هذا الحصار للبنان أميركا مسؤولة عنه، وكل من ينفي وجوده فليسأل نفسه كم هو مسؤول في هذا الحصار. لا يجوز لغايات أو خلافات سياسية التغطية على هذا الحجم من الأضرار للبلد بسبب الحصار الذي يمارسه الأميركيون على لبنان”.
وأردف: “بيننا وبين الامريكيين الكثير من ملفات الصراع وليس الخلاف، أولها وفي طليعتها فلسطين. بالنسبة إلينا القضية الفلسطينية ليست ملفا سياسيا، بل هي قضية وجود، وبالنسبة إلينا لا تسوية في فلسطين، ولا شيء اسمه دولة إسرائيل، هناك كيان استيطاني صهيوني مؤقت وسيزول من الوجود”.
واعتبر أن “الأميركي منزعج بهذا القدر، لان مشاريعه في المنطقة آيلة إلى الفشل والسقوط، وفي طليعتها مشروع أميركا وإسرائيل في فلسطين. وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق ورئيس الشاباك الحالي وغيرهما، أقروا أنهم في حرب أهلية ولكنهم لم يطلقوا الرصاصة بعد. مشروعهم بتهويد فلسطين آيل إلى السقوط، مضى على احتلالهم لفلسطين 76 سنة، وكان شعار قادة الكيان الصهيوني، الكبار سيموتون والصغار سينسون، وإذ بالصغار اليوم، هم أشد بأسا من آبائهم وأجدادهم في المقاومة، لقد بيضوا وجوه آبائهم وأجدادهم بالجهاد، والفضل في ذلك بشكل رئيسي وأساسي للشعب الفلسطيني، والقليل من الفضل لما قدمه محور المقاومة وفي طليعته حزب الله. إننا بكل شرف نقول للشعب الفلسطيني نحن قدمنا القليل وانتم قدمتم الكثير لتبقى قضية فلسطين حية وهي على طريق الانتصار ان شاء الله”.
وتابع: “الموضوع الثاني بيننا وبين الأميركيين أننا ساهمنا إلى جانب حلفائنا في إسقاط مشاريع أميركا في المنطقة، ساهمنا بإسقاط مشروع حرب تموز الشرق الأوسط الجديد، وإسقاط حرب التكفير التي تدعي زورا انها قوى اسلامية”.
وأضاف: “نسأل بعض شركائنا في الوطن من يمنع ويمانع علنا وليس سرا عودة الأشقاء النازحين السوريين إلى بلادهم، ويدعو ويعمل لإدماجهم في لبنان؟ أليس أميركا وأوروبا وبعض الدول العربية؟ أليس هذا حصارا وضغطت على الاقتصاد اللبناني؟ ومن الذي منع شركة توتال منذ عام 2007 حتى اليوم من استخراج النفط والغاز من البلوك رقم 4، أليست أميركا؟”.
وفي ملف الكهرباء أشار الحاج حسن إلى أن “مؤسسة كهرباء لبنان بدأت بانتاج 500 ميغا بعد انقطاع طويل، وقمنا بتحرك لمتابعة حصة محافظة بعلبك الهرمل من التيار الكهربائي، كما كنا نفعل في السابق ولكن بزخم وبأساليب جديدة ونحن نتابع مع مؤسسة كهرباء لبنان بدءا من معالي وزير الطاقة إلى سعادة المدير العام، إلى مسؤولي الكهرباء في محافظة البقاع، إلى مسؤولي ال KVA، بالتعاون مع النواب جميعا ومع البلديات، وستبقى العين والرقابة ساهرة على آلية التوزيع، مع الإصرار على الإنصاف والعدالة”.
ولفت إلى أن “بلدية بعلبك تتابع ملف حصر مياه نبع دردرة وعين كوكب في جرود بعلبك، وبتوفيق من الله سيكون لدينا كمية مياه جديدة وواعدة تخفف من انقطاع المياه والشحائح، وهنا لا بد من توجيه الشكر إلى كل فاعليات بعلبك، إلى رئيس وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير الحاليين والسابقين،بالاضافة إلى زملائنا النواب من أبناء مدينة بعلبك، وسنبقى نكمل وإياكم مسيرة التنمية رغم كل الظروف الصعبة”.
وحول الزلزال الذي أصاب تركيا وسوريا وتداعياته، قال الحاج حسن: “حصل زلزال ما زالت هزاته الارتدادية متواصلة، وقد أدى الى عدد كبير من الضحايا الشهداء في تركيا وسوريا، ومن الطبيعي تعاطف الدول والشعوب عند حصول كوارث طبيعية، وهذا ما حصل مع الأصدقاء والجيران في تركيا، لكن الذي حصل في سوريا معيب بحق عدد من الدول التي تدعي أنها ديموقراطية ومتحضرة. لقد أثبت عدد كبير من الدول الأوروبية ومعهم الولايات المتحده الأميركية أن حضارتهم تشكل مجموعة من الزيف والنفاق والتوحش. سوريا محاصرة بقانون قيصر دون أي مبرر، يحصل فيها زلزال فتبقى أميركا تسعة أيام لتقول أن المساعدات معفية من قانون قيصر، وحجم المساعدات التي أرسلوها حتى اليوم زهيد. في هذا العالم المتوحش تسود المعايير المزدوجة، وأساتذة ومصدر المعايير المزدوجة هي معظم الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأميركية ومعظم حلفائها، الإنسان عندهم بلونه أو لغته او جغرافيته او بموقعه السياسي، وبالتالي هذا الزلزال الذي قضى فيه للأسف عدد كبير من الضحايا الشهداء، كان مناسبة جديدة ليؤكد الغرب صورته الهمجية عبر التاريخ كمستعمر وناهب لثروات الشعوب، وبالمقابل هناك شعوب مستضعفة وفقيرة وتعاني من أزمات اقتصادية لبت النداء وأرسلت التبرعات، فالثراء ليس ثراء المال، إنما الثراء هو ثراء الأخلاق، هناك دول تعتبر غنية ولكنها فقيرة بأخلاقها، وهناك شعوب ودول تعتبر فقيرة ولكنها غنية في أخلاقها”.
وأضاف: “العدو الصهيوني يشن غارات باستمرار على سوريا، والغارة الأخيرة تزامنت مع الغارة الداعشية على مزارعين كانوا يجمعون الكمأ، السؤال لهذا العالم ولكل الجهات والمنظمات الدولية لماذا تبتلعون ألسنتكم عندما يستشهد مدنيون بغارة إسرائيلية على دمشق؟ يا جماعه حقوق الإنسان ومن تدعون الحرص على حقوق الإنسان، هؤلاء الشهداء قضوا بغارة إسرائيلية على حي سكني ومبنى سكني، أين ضميركم المرحوم منذ زمن وغير الموجود؟ أين الصورة التي تحاولون تسويقها عن أنفسكم؟ اين بيانات الإدانة؟ نحن لا نستجدي بيانات من أحد، ولا نطلب من أحد إصدار بيان، ولكنها مناسبة لنقول لأهلنا وناسنا، هذا هو ما يعرف بالمجتمع الدولي والراي العام العالمي والدولي، طبعا هناك شخصيات وأحزاب حرة ورجال فكر في العالم أخرار ومن دول الغرب، ولكننا نتحدث عن الطبقة الحاكمة، عن القرار السياسي، عن النفاق والحديث عن حقوق الإنسان، عن معايير مزدوجة مقياسها مدى القرب أو البعد ومدى العداء أو التحالف مع العدو الصهيوني، هذا هو معيارهم”.
وختم النائب الحاج حسن: “سنبقى ثابتين، وقد قال الإمام الخميني إذا أردت ان تعرف أنك على حق، المعيار هو مدى رضى أميركا عنك، إذا رضيت أميركا عنك فاعلم أنك على باطل، واذا كانت على خلاف معك فاعلم ان الله قد هداك إلى الحق، اميركا لا ترضى عنك إذا كنت عدوا لإسرائيل، ولا ترضى عنك اذا كنت تقف بوجهها وتفشل مشاريعها الاستعمارية ومشاريع هيمنتها على المنطقة، امريكا ترضى عنك عندما تكون أداة لها، فليس لدى أميركا حلفاء، لديها أدوات حتى في تعاطيها مع دول الغرب، وبالتالي هذا الهجوم الصهيوني الإرهابي على دمشق، هو مناسبة جديدة لنقول لأهلنا وناسنا أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، واليوم لو لم يكن الشعب الفلسطيني قويا في فلسطين، ولولا قوة محور المقاومة، لكنا التحقنا مع من التحق بركب التطبيع والتهويد، وركب بيع الأرض للعدو الصهيوني، وبيع الموقف وبيع الثروات، وهذا لن يحصل معنا، سنبقى ثابتين مستقرين وصامدين إن شاء الله تعالى”.