مجلة وفاء wafaamagazine
هناك عوامل عديدة تؤثر في الوزن، بما في ذلك تكوين الجسم وحتى ما يتم شربه وتناوله خلال اليوم. ولكن في حال راقبتم الرقم على الميزان ولاحظتم الكثير من التباين، فإنكم حتماً ستتساءلون «ما أسباب تقلّب الوزن كثيراً؟».
قالت اختصاصية التغذية سونيا أنجيلون، من كاليفورنيا، إنه «من الطبيعي أن يتأرجح الرقم على الميزان وفق كمية الطعام المستهلكة وتلك المتبقية في القولون بناءً على عدد مرّات التبرّز، ومقدار البول، وجرعة الملح أو الصوديوم في النظام الغذائي بما أنّ كثرتها تؤدي إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من المياه، ومدى الترطيب أو الجفاف. فضلاً عن أنّ نفخة المعدة تؤدي إلى زيادة الوزن، في حين أنّ التعرّق المُفرط من ممارسة الرياضة يساهم في التخلّص منها. كما أنّ الأدوية قد تؤدي بدورها إلى اكتساب الوزن أو فقدانه».
– متى يمكن اعتباره طبيعياً؟
وفق أنجيلون «يختلف ذلك من إنسان إلى آخر. من المهمّ التذكّر دائماً أنّ تقلّب الوزن طبيعي تماماً، بحيث أنّ بعض الأشخاص سيكتسبون 1 كلغ فقط، في حين أنّ البعض الآخر سيلاحظون اختلافات تصل إلى نحو 4 كلغ».
وأضافت: «من المعروف أنّ النساء يكتسبن ما يزيد عن 2,5 كلغ خلال فترة الطمث. وفي حال تناول جرعة أكبر من الصوديوم من يومٍ إلى آخر، قد تتمّ أيضاً ملاحظة تحوّلات إضافية. في الواقع، يستطيع الصوديوم التأثير سلباً في الأرقام الموجودة على الميزان، بما أنه يشجّع عادةً على احتباس المياه».
وكشفت أنجيلون أنّ «حتى كمية الكربوهيدرات يمكن أن تسبّب تقلّبات الوزن. إنّ كل غرام من الغليكوجين أو الكربوهيدرات المخزّنة في العضلات يحتفظ بـ3 أضعاف وزنه في المياه. في حال اتّباع حمية منخفضة الكربوهيدرات، ثمّ اختيار المعكرونة على العشاء مثلاً، سيرتفع الوزن لمجرّد اكتساب العضلات مزيداً من الغليكوجين من العشاء الغنيّ بالكربوهيدرات وتمسّكها بالمياه. يُعتبر ذلك جُزئياً سبب مَيل الناس إلى فقدان نحو 2,5 كلغ عند الانتقال إلى نظام غذائي قليل الكربوهيدرات».
ولفتت إلى أنّ «معظم الأشخاص يمكنهم توقّع حدوث تقلّبات بنسبة تصل إلى 2 في المئة من وزن الجسم، شرط عدم معاناة التعرّق المفرط أو إجراء أي تغييرات غذائية كبيرة».
– هل يجب القلق؟
أجابت أنجيلون: «إذا استمرّ الوزن بالتقلّب خارج نطاق الـ2 في المئة، لا بدّ من مراقبته. يمكن لمشكلات طبية مثل أمراض القلب أو الكِلى أن تؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم وبالتالي زيادة الوزن. كما أنّ اكتساب كميات كبيرة من الكيلوغرامات خلال فترة زمنية قصيرة قد يُشير إلى مشكلة أكثر جدّية. فضلاً عن أنّ حالات معيّنة، مثل قصور الغدّة الدرقية، قد تسبّب تقلّب الوزن بسرعة إلى حدّ ما. إذا تغيّر الوزن أكثر من بضعة كيلوغرامات خلال مدّة قصيرة رغم عدم تعديل كمية الطعام المستهلكة أو الروتين البدني، لا بدّ من استشارة الطبيب للبحث عن مشكلة صحّية كامنة».
– ما العمل؟
دعت أنجيلون إلى «عدم الهلع في حال حدوث تقلّبات الوزن، لكنّ الخبراء يشدّدون على ضرورة التحقيق فيها. إنّ اختلافات الوزن الكبيرة قد تُشير إلى ضرورة مُراعاة كمية الملح أو الصوديوم في النظام الغذائي. كذلك يجب التأكد من انتظام حركات الأمعاء، أي التبرّز مرّة أو مرّتين في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار توقيت استخدام الميزان، وعادات ممارسة الرياضة خلال اليوم، ومدى ترطيب الجسم. يبقى أخيراً استشارة الطبيب عند العجز عن تحديد السبب للخضوع للعلاج الصحيح والبقاء في منطقة الأمان».