مجلة وفاء wafaamagazine
تُعتبر الأيدي الجافة والمتصلّبة من الآثار الجانبية الشائعة لفصل الشتاء القاسي أو العمل المنتظِم باليدين. غير أنّ تقشُّر أطراف الأصابع تحديداً قد يُشير أحياناً إلى مشكلة أكبر. فماذا يمكن أن يُخبّئ؟
وفق اختصاصي الأمراض الجلدية الطبيب داستن بورتيلا، من الولايات المتحدة، إنّ تَقشّر أطراف الأصابع قد يرجع إلى عادات، أو عوامل خارجية، أو حتى حالات طبية معيّنة، أبرزها:
– غسل اليدين بانتظام
تُلامس الأصابع العديد من المواد التي يمكن أن تسبّب حساسية الجلد أو تفاعلات مهيّجة تحدث خصوصاً عند غسل اليدين بشكلٍ متكرّر. يمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى تقشّر أطراف الأصابع أو تشقّقها، واستخدام المياه الساخنة يفاقم المشكلة. ولإعادة الترطيب إلى اليدين، يُنصح بغسلهما فقط عند الحاجة بالمياه الدافئة بدلاً من الساخنة، واستبدال الصابون التقليدي بمنظّف لطيف يخلو من العطر.
– المناخ الجاف
إنّ المناخ الجاف وشديد البرودة أو الحرارة هو سبب آخر لتقشّر أطراف الأصابع. يُنصح بالبقاء في مكان مرطّب كلما أمكَن ذلك، وترطيب اليدين بواسطة الكريم الملائم، ووضع قفازات أو غطاء الأصابع لِحبس هذا الترطيب والسماح للجلد بالشفاء.
– ضربة الشمس
يمكن أن تتسبّب حروق الشمس في تقشّر الجلد أثناء الشفاء. وفي الحالات الخطرة، قد تتكوّن بثور حروق الشمس. وللتخلّص من هذه المشكلة سريعاً، يجب وضع كريم مضاد للحكّة لتخفيف الشعور بعدم الراحة، واستخدام الألوفيرا لتهدئة المنطقة المصابة وترطيبها.
– الكيماويات القاسية
سواء كانت طبيعة العمل تستدعي التعامل مع مواد كيماوية قاسية، أو نسيان ارتداء القفازات أثناء تنظيف المنزل، إنّ أي تعرّض للمنتجات القاسية يمكن أن يؤدي إلى تهيّج الجلد وتقشيره. لذلك يوصى بعدم تجاهل وضع القفازات لتوفير الحماية كلما أمكن ذلك، خصوصاً عند تنظيف الأطباق.
– الإكزيما
إنّ بعض الأشخاص أكثر عرضة طبيعياً للإصابة بالإكزيما، وهي حالة طبية تُضعف الحاجز الواقي للبشرة وقدرته على الحفاظ على الترطيب، ما يؤدي إلى الاحمرار والالتهاب والتقشير. ولخفض الأعراض، لا بدّ من التحدّث إلى الطبيب لتحديد العوامل المحفّزة لها.
– نقص الفيتامين B3
إنّ نقص النياسين أو الفيتامين B3 الحادّ، المعروف أيضاً بالـ»Pellagra»، قد يؤدي إلى التهاب الجلد، بما فيه تقشّر أطراف الأصابع. وتشمل الأعراض الأكثر جدّية الإسهال والخرف. يمكن الحصول على النياسين من خلال الأطعمة كالبطاطا، والشمندر، والأرزّ، والسمك الدهني مثل السلمون والتونة. بالإضافة إلى تناول مكمّلات الفيتامين B3، شرط استشارة الطبيب لتحديد الجرعة الآمنة.
– الكاواساكي
إنّ مرض كاواساكي هو التهاب في جدران الأوعية الدموية الصغيرة إلى المتوسطة الحجم، يُصيب الأطفال بشكلٍ أساسي، ومن أعراضه تقشّر الأصابع الذي قد يكون مصحوباً بتورّم اليد. وتشمل علاماته الأخرى الحمّى، وتضخم الغدد الليمفاوية، واحمرار العين بشدّة.
– الصدفية
إنها عبارة عن مرض مناعي يظهر على شكل التهاب، واحمرار، وتقشّر، وأحياناً لويحات مرتفعة على الجلد، ويمكن أن يكون تقشّر أطراف الأصابع من بين الأعراض.
– متى يجب استشارة الطبيب؟
إستناداً إلى د. بورتيلا، «في حال التعرّض للألم، أو العدوى، أو تعارض الحالة مع الحياة اليومية، لا بدّ من تحديد موعد مع الطبيب. كذلك يمكن لعدم تحسّن الوضع بعد مرور أسبوعين على الخضوع للعلاج بالترطيب وارتداء القفازات الواقية أن يكون بدوره علامة حمراء. قد توجد عدوى تحتاج إلى العلاج قبل أن يتمكّن الجلد من الشفاء. في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى الستيرويد الموضعي لتقليل الالتهاب، وبالتالي السماح للجلد بالتعافي».