مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الديار”
لم تتبدل حالة الاستقرار على الحدود الجنوبية، ولم ينجح العدو في نقل التوتر الى الجانب اللبناني. رفع منسوب التهديد والوعيد لن يغير «قواعد الاشتباك» السائدة حاليا، بقرار حاسم من المقاومة الجاهزة لمنع العدو من تصدير ازماته الداخلية الى الخارج. داخليا، لم يتغير المشهد كثيرا بالامس، الانهيار المالي والاقتصادي يتواصل دون «كوابح»، في ظل «بلادة» شعبية غير قابلة للتفسير، و»تطنيش» رسمي لم يعد مفاجئا لأحد. الاستحقاق الرئاسي معلق الى «اجل» غير مسمى»، الثنائي» متمسك بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويعمل يوميا على شرح خلفيات التبني، الطرف الآخر متمسك بالرفض لكنه ينتظر انقشاع المشهد الاقليمي بعد ان خلط اتفاق بكين «الاوراق». واشنطن عبر سفيرتها دوروثي شيا لا تملك اجوبة، ووعدت من راجعها بالحصول على معلومات اكثر وضوحا. وهذا الفريق بانتظارعودة السفير السعودي الوليد البخاري من باريس «ليبنى على الشيء مقتضاه. فالسفير سيحضر اليوم اجتماعا سعوديا – فرنسيا حيث يتصدر الملف الرئاسي جدول الاعمال، كما سيتم البحث في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي وسبل الضغط لانتاج الحلول. وعلمت «الديار» ان الاجتماع الذي سيشارك فيه مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، سيشهد محاولة فرنسية جديدة لاقناع الوفد السعودي بالقبول بتسوية تقوم على تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مقابل تعيين نواف سلامة رئيسا للحكومة، وهي تسوية يزعم الجانب الفرنسي ان «الثنائي الشيعي» منفتح على نحو كبير لتبنيها في حال وضوح جدول اعمال الحكومة المقبلة. كما سيطلع الجانب الفرنسي الوفد السعودي على نقاشات طويلة اجرتها السفيرة الفرنسية آن غريو مع فرنجية.وحده المشهد القضائي شهد جديدا مع مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة باعصاب «فولاذية» امام القضاة الاوروبيين بصفته شاهدا،تزامنا مع نفي مصادر «المركزي» الشائعات حول تقديم استقالته الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي زار الفاتيكان بالامس حيث شارك البابا الدعاء بخروج البلاد من النفق المظلم.
الرد سيكون فوريا؟
في هذا الوقت، لم يؤد دخول العدو الاسرائيلي على خط توتير الاجواء جنوبا، بعد التخبط في تقييم عملية مجيدو، حالة من الهلع على الجانب اللبناني من الحدود، وفيما اعلنت قوات اليونيفيل عدم حصول تسلل من الاراضي اللبنانية، علمت «الديار» ان جهوزية المقاومة عالية جدا، للرد الفوري على اي محاولة لتعديل قواعد الاشتباك، غير القابلة «للمس». وسواء كانت الضجة مفتعلة للهروب من الازمة الداخلية العميقة او لاسباب اخرى، فان ما حصل اعاد الاسرائيليين الى مربع انعدام الثقة بالاجراءات الامنية المتخذة على الحدود الشمالية على الرغم من الادعاءات بسرعة التعامل مع الموقف لاحقا، وبات السؤال المركزي المطروح كيف تمكن شاب فلسطيني من تجاوز الحدود والتوغل نحو 70 كيلومترا في الاراضي الفلسطينية المحتلة دون رصده؟ اما مراكز القرار الاستراتيجية في اسرائيل فخلصت الى الاستنتاج بان اعداء الكيان بمن فيهم حزب الله يدركون اليوم انه في اضعف اوقاته في ظل الانقسامات الداخلية العميقة.
اليونيفيل تنفي “المزاعم”
وكان الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي نفى المزاعم الاسرائيلية، وقال ان «اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة»، ودعا الطرفين الى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات». وفيما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنَّ «منفّذ عملية «مجيدو» فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع حركة»حماس»، جال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي على الحدود الجنوبية لطمانة المستوطنين ولاجراء تقييم للأوضاع الأمنية. وأشار إلى أنه «تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا». كما شدد على أن منفذ عملية مجيدو سيندم عليها، وقال سنردّ في التوقيت المناسب وبالطريقة الملائمة.
هل تقع الحرب؟
الارباك الاسرائيلي الامني تصدر تحليلات مراكز الابحاث ووسائل الاعلام الاسرائيلي، وفي هذا السياق، اشارت دراسةٌ جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ تفاقُم الأزمة الداخليّة التي تشهدها اسرائيل تزيد من إيمان الأمين العّام لحزب الله السيد حسن نصر الله، باقتراب زوال ونهاية إسرائيل، لافتةً في ذات الوقت أنّ الأزمة تدفع نصر الله إلى التأكّد بأنّ حزب الله قادرٌ أنْ يندفِع نحو التحدّي الماثِل أمامه، وبالتالي فإنّه من غيرُ المُستبعد بتاتًا أنْ يزيد حزب الله من نشاطه العملياتي. لكن الدراسة شدّدّت على ان التقديرات الإسرائيليّة تفيد بان حزب الله ليس معنيًا في الوقت الحالي بحربٍ شاملة. واقرت الدراسة بتزايد قوّة حزب الله خصوصا ما اسمته منظومة سلاح الجوّ التي ادت إلى تقليل نشاط سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الأجواء اللبنانيّة الى حدود الصفر، وهذا التطوّر، أكّد لنصر الله بقدرته على ردع إسرائيل من ناحية، ومن جهةٍ أخرى التعامل معها في حال نشبت الحرب بين الطرفين. واكد مركز الابحاث أنّ نصر الله ما زال متمسكًا بالإستراتيجيّة التي تبنّاها في السنوات الأخيرة والقاضية بتقوية معادلة الردع بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ، ولن يقبل تغيير قواعد اللعبة على الأرض وفي البحر وفي الجوّ، واذا كان ليس معنيا بحربٍ شاملةٍ مع إسرائيل فيبقى الخوف من ان يقوم أحد الأطراف بفهم خاطئٍ لنية الطرف الثاني، ومن هنا ستكون الطريق لاندلاع الحرب القادمة قريبة.!
تحولات لصالح حزب “الله”
من جهتها، استنتجت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية انه وعلى الرغم من علامات الاستفهام العديدة، شيء واحد يتضح هنا: إن التصعيد، وربما في أكثر من ساحة واحدة، بات على الأبواب، وتركيز حكومة إسرائيل على الانقلاب الداخلي لا يساعد في معالجتها، بل العكس؛ يزيد الخ. بدورها اشارت صحيفة «اسرائيل اليوم» ان الصورة الإقليمية تغيرت في صالح حزب الله بشكل دراماتيكي. وثمة قاسم مشترك للمصالحة السعودية الإيرانية برعاية صينية، والمناورات البحرية المشتركة التي تجريها لأول مرة إيران وروسيا والصين في مدخل الخليج الفارسي، وبين زيارة الأسد إلى روسيا، والمحادثات التي بدأت هناك برعاية بوتين بين مندوبي إيران وسوريا وتركيا على إقامة نظام جديد في سوريا. والهدف: دحر أقدام الولايات المتحدة عن المنطقة، انطلاقاً من تقدير بأنها اليوم ضعيفة ومنشغلة بشؤون أخرى. وكل الخيوط تبدو متشابكة، وهي تخلق فرصة ذهبية لأعداء إسرائيل ولخصوم واشنطن في الشرق الأوسط للنهوض ولاستغلال الوضع في صالحهم. اما صحيفة «معاريف» فقد رات ان التفاهم بين السعودية وإيران مصدر لقلق إسرائيلي ولمحافل أخرى تشاركها فكرها، فهي تكشف عن مدى ضعف مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، الحليف الأساس والشريك الاستراتيجي لإسرائيل، وبرايها فان السعوديين خاب املهم من انعدام تصميم الغرب وإسرائيل تجاه إيران، واستخلصوا الدروس من عدم استعداد إسرائيل للصدام مع حزب الله في سياق اتفاق الغاز مع لبنان ومن غرق إسرائيل بسبب الأزمة الداخلية، فاستنتجوا بأن عليهم أن يهتموا بأنفسهم.
واشنطن تربك الحلفاء رئاسيا
رئاسيا، وفي انتظار نتائج الاجتماع الباريسي، كرر حزب الله تمسكه بتبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، شارحا عبر كتلة الوفاء للمقاومة الاسباب الموجبة، فيما دعا الشيخ نعيم قاسم الفريق الآخر لتبني مرشح واضح والنزول الى مجلس النواب لخوض المنافسة الديموقراطية. في المقابل تنتظر القوى السياسية الرافضة لهذا الترشيح ماهية «التعليمات» الجديدة من القيادة السعودية للسفير السعودي الوليد البخاري، لتبني على «الشيء مقتضاه»،وهي نفسها تراهن على موقف واشنطن من الاتفاق السعودي – الايراني وقد تنفست الصعداء بالتصريحات الحذرة لوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من التفاهم المبرم في بكين. لكن كل محاولات فهم كيفية تعامل الادارة الاميركية مع مفاعيل الاتفاق باءت بالفشل بعدما ابلغت السفيرة الاميركية دوروثي شيا من راجعها، انه لا تعليمات جديدة من الخارجية، ولا يمكن التكهن بارتدادات هذا التفاهم لبنانيا، لكنها اشارت الى ان عملية تقييم جادة تجري داخل اروقة القرار في واشنطن وستحصل على الاجوبة قريبا.لكنها قدمت اشارة لافتة لجهة ان بلادها سبق ومنحت «الضوء الاخضر» لاجراء محادثات مماثلة بين الدولتين.
لماذا يدعم حزب الله فرنجية؟
وكانت كتلة «الوفاء للمقاومة» قد اكدت أنّ المدخل الطبيعي والضروري للحل هو الإسراع في ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية يطلق بالتعاون مع المجلس النيابي والحكومة الجديدة فعاليات ورشة الإنقاذ والترميم، ولفتت إلى أنّها تستند في دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية إلى رؤية وطنية واقعية تلحظ في هذه المرحلة خصوصاً حاجة لبنان إلى رئيس له حيثيته الوطنية الوازن متصالح مع نفسه ومع مكوّنات شعبه ومنفتح إيجاباً على بناء أحسن العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والإسلامية ومع دول الغرب والشرق في العالم، وتتوافر معه فرص واعدة لحل مشكلة النازحين السوريين، وتبني برنامج إنقاذي يعيد الفاعلية إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ويستنهض الاقتصاد الوطني ويطلق مشاريع حيوية تحقق الوفر في الأعباء والإنتاجية في مختلف القطاعات.
“القوات”: لا ضغط سعودي
في المقابل، شدد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بوعاصي على ان القوات اللبنانية لن تتراجع قيد أنملة عن ترشيح النائب ميشال معوض اذا لم تجد شخصا ينال اصواتاً اكثر من اصواته». وقال صرنا في موقع المعطلين للاستحقاق الرئاسي لسبب اساسي وهو أنه لم تحترم قواعد اللعبة منذ البدء». وجزم انه لن تقوم القوات بتامين النصاب لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً. وقال» السعودية ولا مرة بتضغط علينا».
سلامة والقضاء الأوروبي
قضائيا، تصدرت جلسة الاستماع الماراتونية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاحداث امس، تزامنا مع نفي خبر تقديم استقالته. وقد انتهت جلسة الاستماع في قصر العدل، تنفيذا للاستنابة القضائية الأوروبية بعد نحو 6 ساعات، وحدد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا العاشرة من صباح اليوم، موعدا لاستكمال التحقيق .وكانت جلسة الاستماع مع سلامة أمام القاضي شربل ابو سمرا بحضور الوفد القضائي الاوروبي قد بدأت عند العاشرة صباحا في القاعة المخصصة للاستماع إليه في مجلس شورى الدولة، حيث جرى استجوابه بصفته شاهداً لا متّهماً، وحضرت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل ممثّلة الدولة اللبنانية المدّعية في ملف سلامة، وحضر معها ثلاثة قضاة من الهيئة كمعاونين. ووفقا للمعلومات،وصل سلامة بسيارة اجرة مموهة الى قصر العدل وحضر الجلسة وحيدا دون محامين، بحضور وفد قضائي فرنسي ووفد دبلوماسي الماني حضر من السفارة في بيروت. وكان لافتا ان سلامة أجاب على نحو 80 سؤالا، وقد بدا متماسكا ومرتاحا خلال تقديم كل الشروحات، ووصف احد الذين حضروا جلسة الاستماع اعصاب الحاكم «بالفولاذية» وقال انه كان حاضرا ذهنيا وقدم كل الشروحات المطلوبة حول نشاط مصرف لبنان وكيفية تدخله في السوق، ونشاطه خلال السنوات الماضية، وقدم المستندات التي تثبت ان قراراته كانت مغطاة من الحكومة ووزير المال ومفوض الحكومة لدى «المركزي»،وكذلك المجلس المركزي للمصرف. كما اجاب على اسئلة تتعلق بشركة فوري وحساباته خارج لبنان، وجدد التاكيد ان قيمة ثروته ومصدرها مصرح عنها لدى الاجهزة المعنية. وكان لافتا تدخل القاضي شربل ابوسمرا الذي اكد للوفد الاوروربي ان الحديث هنا لا يتعلق باموال عامة. ومن المفترض ان يطرح الوفد القضائي الاوروبي في جلسة اليوم 100 سؤال جديد. علما بان الوفد لن يمدد إقامته في لبنان وقد طلب الإستماع إلى شقيق حاكم المركزي رجا سلامة ومستشارته ماريان الحويك في وقت لاحق، وهو سينهي مهمته يوم السبت.
اضراب المصارف مستمر
وفيما لم يعقد امس المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه، استمر امس اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الاضراب لان لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية. وقالت مصادر مصرفية ان «اعضاء الجمعية لم يلمسوا جدية في معالجة هذه الاشكالات ولا حتى في تحديد الخسائر ومن يتحملها».
البابا وميقاتي
في هذا الوقت، جدد البابا فرنسيس «إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة». وشدد خلال لقائه رئيس تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الفاتيكان، على «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد». بدوره، سلم ميقاتي قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية». كما وجه «دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته».