مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “البناء”:
بدأت أجواء التهدئة الإقليمية تثمر خارج لبنان، وما مشهد تبادل الأسرى بين السلطة اليمينة والح وث يي ن إلا الدليل على النوايا الجدّية بين السعودية وإيران على تنفيذ بنود التفاهم التاريخي بينهما، وكما كان متوقعاً فإن الأولوية هي لليمن لإرساء تسوية طويلة الأمد هناك. إلا أن تساؤلات لبنانية كثيرة بدأت تكبر حول مدى انعكاس هذا الاتفاق عليه أم أنه سيبقى ساحة مفتوحة للانهيار.
مصادر مراقبة حذّرت من توتر الأجواء من على الأراضي اللبنانية، وأشارت إلى أن لبنان أبعد ما يكون عن قدرته على تحمّل تبعات هذا الاشتباك الإقليمي، خصوصاً وأن الفاتورة خارجية وليست داخلية، والحساب ليس شأناً لبنانياً، والتبعات ستكون مدمّرة على البلد المنهك.
وتخوّفت المصادر عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية من أي توتر أمني جنوباً يضرب موسم الصيف الذي ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر، مستبعدةً في الوقت نفسه نشوب حرب واسعة النطاق كما حصل في العام 2006، لأن قواعد الاشتباك تبدّلت ومنظومة الردع في لبنان تطوّرت.
في هذا السياق، استبعدت مصادر معنية بالقطاع السياحي أن يكون للتطوّرات العسكرية التي حصلت جنوباً أي أثر على قدوم السيّاح إلى لبنان، لسبب جوهري، يكمن في أن غالبية القادمين إلى لبنان صيفاً هم المغتربون، أي أهل البلد، وهؤلاء باتوا يعرفون حقيقة ما يحصل، واستحالة أن يتطوّر الوضع ليصبح دماراً شاملاً، وكذلك الأمر بالنسبة للزوار التقليديين، العراقيين، الأردنيين والمصريين.
إلّا أن المصادر تمنّت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية على الأطراف المعنية الأخذ بعين الاعتبار هذا الفصل الذي ينظر إليه اللبنانيون كمتنفّس، لتحييد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له فيها، ولا تدر له إلّا الويلات، اذ في ظل الظروف الحالية، فإن لبنان غير قادر على تحمّل أي تكاليف لحروب الغير على أرضه، وقبل يومين، كان اللبنانيون يتذكّرون الحرب الأهلية وبوسطة عين الرمّانة وما سببته على أرضهم، وبالتالي المطلوب الاتعاظ قبل فوات الأوان.