مجلة وفاء wafaamagazine
من خلال تحليل لـ24 مصطلح متعلق بالتعبير عن مشاعر، كالحب والخوف والغضب والفخر، في 2474 لغة حول العالم، توصلت دراسة حديثة إلى أن الطريقة التي يفهم بها الإنسان بعض الكلمات تختلف من لغة إلى أخرى. ويشير الباحثون إلى أن كلمة “يحب”، على سبيل المثال، ترتبط عن قرب بمشاعر “الإعجاب” و”الرغبة” في اللغات الأوروبية، إلا أنها ترتبط أكثر بالـ”الشفقة” في اللغات الآسيوية.
ووجد الباحثون أنه غالباً ما تقع الكلمات الخاصة بالتعبير عن المشاعر في مجموعات، سواء كانت العلاقة بين هذه الكلمات تعكس معان سلبية أم إيجابية. فعلى سبيل المثال، الربط بين”المفاجأة” و”الخوف” الموجود في بعض اللغات لن تجده في لغات أخرى ترتبط “المفاجأة” فيها أكثر بـ”الأمل” وليس “الخوف”.
ويذكر الباحث بجامعة نورث كارولينا تشابل هيل، جوشوا كونراد جاكسون، أنه “بالرغم من وجود كلمة للتعبير عن الغضب، على سبيل المثال، في مئات اللغات، فكل هذه الكلمات لا تعني بالضرورة نفس الشيء”.
وتقول المترجمة مايا كونكوليفسكا لموقع صحيفة الجارديان البريطانية: “صديقي القادم من ليتوانيا يرى أنه عندما يشعر بالغضب قليلاً يمكنه التعبير عن ذلك باستخدام كلمة غاضب في اللغة الإنجليزية، لكنه عندما يشعر بغضب شديد، يفضل استخدام كلمة غاضب باللغة الليتوانيه لأنها تحمل كماً أكبر من الغضب مقارنة باللغة الإنجليزية”.
كما تشير الدراسة إلى الدور الذي تلعبه الثقافة في أسلوب التعبير عن المشاعر المختلفة، حيث يمكن للجميع مثلاً أن يختبر شعور تسارع دقات القلب عند الاحساس بالتهديد، “ولكن هناك اختلاف في كيفية التعبير حرفياً عن هذه التجربة للأخرين”.
وبالرغم من كل هذا الاختلاف في الكلمات المستخدمة لوصف المشاعر، لا تقترح الدراسة المنشورة على موقع ساينس ماج العلمي على الجميع “التخلص من القواميس”، وإنما تسعى فقط إلى أن يكون الشخص أكثر حرصاً عند ترجمة الكلمات المُعبرة عن المشاعر من لغة إلى أخرى.
المصدر: dw.com