مجلة وفاء wafaamagazine
باسيل يُوجّه رسائله في أكثر من اتجاه: لا نخاف
طالب رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل برئيس جمهورية يمثّل طموح اللبنانيين، مؤكّداً عدم تغطية أي تهميش لإرادة المسيحيين. وقال خلال اللقاء الشعبي في بلدة جزين: من يهدّدنا أن يمرّ قطار التسوية من دوننا نحن لا نخاف ونريد أن نبقى خارجها لأنّها ستكون عرجاء وستسقط ولا نريد أن نسقط معها و”ما حدا يهدّدنا بمعادلة “أنا أو الفوضى” و”ما حدا يفكّر بحلف ثلاثي جديد طابعه مذهبي وطائفي”.
وعن ملف النازحين الوريين قال: فليلاقينا الحريصون على عودة السوريين إلى مجلس النواب لإقرار القوانين التي تقدّمنا بها و”هلق فاقوا على إعادة المحكومين وتسجيل الولادات انشالله ما يجيهم اتصال من شي سفير”.
وجاء في كلمته:
مقدمة:
أهلنا واحبّائنا الجزينيين،
اشتقنا لجزين واشتقنالكم، اشتقنا ورجعنا؛ ووين ما رحنا منرجع لا منبعد عن جزين ولا جزين بتبعد عنا – جزين بقلب التيار والتيار بقلب جزين.
I – التيار وجزين
· جزين بموقعها المميّز وحضورها التاريخي بتشكّل نقطة تقاطع بين جنوب المقاومة وبقاع الخير وجبل لبنان الصمود؛ وجزين المدينة شابكة ايديها مع جيرانها وغامرة صيدا وجبل الريحان، ودورها الطبيعي تكون صلة وصل ومش همزة قطع. هيك التيار الوطني الحر بيشبه جزين وجزين بتشبهه، ودوره ودروها يجمعوا ومش يقسموا ويكونوا قلب لبنان. بهالمعنى جزين بتبقى قلعة التيار الوطني الحرّ على مدى الايّام واي مرحلة غير هيك بتكون الاستثناء ومش القاعدة.
· جزين بكيت ونحنا بكينا معها بنتيجة الانتخابات الأخيرة، خسرنا وخسرت لسببين:
1 – ما تأمّنت التحالفات اللازمة مع صيدا والريحان، وفي جزء من المسؤولية على بعضنا بسبب خطابه وطريقة تعاطيه بعضنا.
2 – مشكلنا الداخلي وحرصنا الشديد والزايد على وحدة التيار وعدم خسارة حدا منا.
– انا اخترت وحدتنا الداخلية على التحالفات الانتخابية، ولكن للأسف طلعنا خسرانين على الجهتين، ويا ريت يلّي ضحّينا كرمالهم قدّروا وغيرّوا سلوكهم يلّي اذي التيار كتير على مدى سنين، تحمّلناه على حساب نظام تيارنا وانضباطنا وحتى كرامتنا، لنحافظ على وحدتنا، لكن لمّا شفنا انّو المسار الغلط مكمّل ذاته والأذى ذاته بعد الخسارة، لا بل اكثر، ولمّا المطالبة صارت كبيرة وعارمة بوقف النزف، اخذ التيار القرار بوقف نزيفه بجزين، وبأنّو خسارة صغيرة قدّام التيار الكبير بتتعوّض بانطلاقة جديدة للتيار بجزين عنوانها:
1 – الانفتاح على بعضنا وعلى الآخرين، وعدم تسكير ابواب التواصل على حدا او من حدا، واعادة وصل ما انقطع مع كل مكوّنات صيدا وجزين.
2 – التياريين كلّهم متساووين، ما في حدا محسوب على حدا او بيخصّ حدا؛ وما في حدا اكبر من التيار، لا بماله ولا بسلطته ولا بشخصه. بالتيار ما في افضليّات بين متموّلين ومناضلين، اكبر متموّل متل اصغر مناضل بالتيار – هيك لازم يتعاطى معكم وهيك انتو بتتعاطوا معه.
3 – لاجماعات ولا مجموعات بالتيار، لا بجزين ولا خارجها؛ يلّي بدّو يكون او يبقى بالتيار عليه انّو يكون تحت سقف نظامه ومبادئه – ويلّي بيعتقد نفسه اكبر من التيار، يفلّ منه لنشوف حجمه. التيار لا يستبعد احد، ويستوعب الجميع وباله طويل وحكمته كبيرة، ولكن يلّي قرّر انّو يستبعد حاله بإرادته فهيدا قراره ومسؤوليّته!
II- جزين والمقاومة:
جزين قلب الجنوب الطيب – تحمّلت ما تحمّله الجنوب من العدو الاسرائيلي، وعانت كما عانى الجنوب من اتفاق القاهرة المشؤوم ومن ممارسات وانحرافات شوّهت فكرة المقاومة وضربت السيادة الوطنية – وهيدا شي ما رح نقبل نرجع له تحت اي مسمّى! نحنا همّنا تبقى الساحة اللبنانية موحّدة ومش تتوحّد الساحات على حساب وحدة لبنان – الساحة اللبنانية اهم من كل الساحات.
من 75 سنة وقعت النكبة بالـ 48، ومنتذكّرها كل يوم، بسبب اللجوء الفلسطيني على ارضنا، والاعتداءات الاسرائيلية المتكرّرة، ومنعيش بالخطر الدائم للمشروع الصهيوني على بلدنا ومشرقنا.
هيدا المشروع الاسرائيلي، بامتداداته الغربية، وبجوهره العنصري، التقسيمي التجزيئي، كان احد اهدافه بتهجير الفلسطينيين، زرع الانقسامات والتشرذم بلبنان، وضرب النسيج الوطني والاجتماعي وصولاً للفرز وللتقسيم.
ولهيك انوضع بمقدّمة الدستور “منع التوطين”.
النازحين:
هيدا المشروع نفسه منشوفه عم يتكرّر مع النزوح السوري بمخاطره على لبنان وعلى سوريا. لأنّ مبرّرات البعض، من الضالعين بالمؤامرة او المتفرّجين عليها، حول سبب بقاء السوريين النازيحن في لبنان سقطت وهي كانت:
اولاً – ابقاؤهم كعنصر مقاتل وجاهز للتسليح لمقاومة النظام السوري، هيدي الحجّة سقطت وانتهت الحرب في سوريا.
ثانياً – ابقاؤهم كعنصر انتخابي ضد الرئيس الأسد تحت اشراف اممي، فقد حصلت الانتخابات الرئاسية مرتين بسوريا واجت النتائج معاكسة لرغباتهم وبالتالي سقطت كمان.
ويبقى امران: الأوّل هو التجارة المادية الكبيرة لبعض المنظمات الدولية، والمنظمّات الحكومية وغير الحكومية Ngo’s وشبكة اموال وانتفاع كبيرة مستفيدة من بقاء النزوح.
والأمر الآخر والدائم هو مشروع التفتيت والتقسيم وضرب النسيج لخلق دول وكيانات مفكّكة مذهبياً تحيط بالكيان الاسرائيلي، وتتصارع مذهبياً في ما بينها وتبرّر عنصرية الدولة الاسرائيلية ويهوديّتها، يلّي بتعتدي بشهر الصوم بذات الوقت على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
لذلك، نحن نخشى من التحريض المذهبي والعنصري والفئوي الحاصل والمبرمج حالياً بلبنان ضد النازحين؛ وندعي للاستفادة من الحوار والتفاهم السوري- السعودي- الايراني، لتأمين عودة لائقة (آمنة وكريمة) للنازح السوري من خلال اعادة اعمار سوريا ولبنان؛ وليس من خلال خلق فتنة جديدة بين اللبنانيين والسوريين، نتيجتها خدمة المشروع التقسيمي.
يلّي بدّو يتمرجل كان يتمرجل سنة 2011 وقت كانت الأزمة بعزّها، ومش لمّا صار الحل بأوجّه.
ويلّي حريص على العودة، يلاقينا على مجلس النواب يقرّ معنا القوانين يلّي قدّمناها حول النزوح.وينفّذ خطة الحكومة السابقة للعودة، ويلي استفاق عليها البعض بعد سبات من سنة 2011.
ويلّي بيقلّنا من الخارج: تأقلموا! نحنا منقلّه، انت تأدّب لمّا بتحكي عنّا، وتأقلم على فكرة ان لبنان باقي بتنوّعه وهيدا من اقدم البلدان بالتاريخ وبين اعظم حضارات العالم.
لبنان باقي ونحنا باقيين مزروعين فيه!
نحنا باقيين، فيه وانت فالل منه فتأقلم على الفكرة!!!
الشراكة:
من جزين وصيدا، مدخل الجنوب والجبل وبداية الشوف وجارة البقاع من اعالي التومات، منقول ان التيار الوطني الحر سيبقى مع لبنان الكبير الموحّد بالـ 10452 كلم².
يمكن نختلف مع شركائنا بالوطن على خيارات كتيرة وكبيرة، ولكن لا نختلف على مبدأ وحدة لبنان والحياة المشتركة الواحدة فيه يلّي هي ميزته، واي ضياع لها هو ضياع له.
لذلك نحنا مصرّين على الشراكة، وعلى عدم تهميش دورنا – وبيبقى الخلاف محصور على موضوع الدولة والنظام والنموذج، ومش على مبدأ الشراكة. يلّي بيهمّشنا بالشراكة، هو بيكون عم يدفع الناس لفكرة التقسيم ويرميهم بأحضان الانعزال بسبب الخوف والقلق من المستقبل… وبأحضان يلّي منتهزين الفرصة لتفكيك لبنان- ولهيك موقفنا برئاسة الجمهورية حاسم.
الرئاسة:
– نريد رئيس جمهورية يمثّل هالشراكة الفعلية بالحكم، رئيس قوي ومش ضعيف، قوي بشخصه بس الأهم قوي بدعم الناس له والكتل النيابية الممثلة للناس.
واذا هالشخص مش متوفّر بتثميله الذاتي، يمكن الاستعاضة عنه بشرعية نيابية داعمة له. ومن هون مسؤوليتنا بالاتفاق على شخص.
كمسيحيين علينا مسؤولية تاريخية كبيرة، انّو نتفق، حتى ما نبرّر لا للداخل ولا للخارج يفرض علينا رئيس، لأنوّ طالما ما اتفقنا مع بعضنا على تقديم المرشحين المناسبين لتطلّعاتنا، وطالما بيعجز اي واحد منا الوصول لوحده، مسؤوليّتنا هي انّو نتّفق مع بعضنا، بعيد عن كل الحجج والأكاذيب والأنانيّات.
نحنا كتيار صرنا موافقين على اكثر من شخص، والمتعاطين بالملف بيعرفوا الأسماء، ولكن ما عم نعلن او نتبنى اسماء، لأننا جديّين بالوصول لتفاهم، ومش داخلين بلعبة حرق الأسماء والتسلية فيها. نريد طرح اسماء منتّفق عليها مسيحياً (بدرجة اولى) ووطنياً (بدرجة ثانية)، لنقول ما تفرضوا علينا خيار غير خيارنا. ولكن طالما موقفنا هو فقط سلبي برفض اسماء، منبقى مقصّرين وعاجزين ومسؤولين عن جزء من الأزمة، وعلينا اخذ موقف ايجابي بالاتفاق على مرشّح ومحاولة اقناع الآخرين فيه؛ واذا لا، فالنزول الى المجلس النيابي بمرشّح يمكنه ان ينجح ويعبّر عن خيارنا.
نحن نريد رئيس جمهورية يمثّل طموح اللبنانيين في بناء الدولة، ونضالنا للشراكة في حكم متوازن – ولن نغطّي اي كسر لارادة اللبنانيين ولا اي تهميش لارادة المسيحيين. ومن يهدّدنا ان يمرّ قطار التسوية من دوننا، فنحن لا نخاف من ان نكون خارجها لأنّها ستكون عرجاء وستسقط.
لا تعيدوا تجارب الماضي الفاشلة بالـ 90 وبالـ 05.
بس أهضم شي يلّي بيهدّدونا او بيحوكنا بالخارج من الجهتين. مختلفين على اسم الرئيس، بس متفقين انّو الخارج بيحدّده. واحد بيحكي بإسم الغرب (فرنسا)، والثاني بإسم الشرق (السعودية)، وبيحكوا بالاعلام على المفضوح، بس الادوار معكوسة تاريخياً: الأول بيقول بالاعلام رح يتفقوا على مرشحي، والثاني بيجاوبه باعلام انّن ما رح يتفقوا على مرشحك… وسيادة!!!
تكرار التجارب الفاشلة:
ما حدا يهدّدنا بمعادلة “انا او الفوضى”، ويعتقد انّه بيقدر يفرضها – وقتها كل العالم ما قدر فرضها عليك جنرال. واوقفتها “باللا” تبعك ووقوف الناس معك.
ما حدا يوعظنا حول التعلّم من الماضي، لأن هو عليه يتعلّم وما يتصرّف بدونيّة، ويقبل بأي تسوية بس لأنها بتجيبه ولو على حساب بيئته ومجتمعه ووطنه.
ولا حدا يفكّر بحلف ثلاثي جديد طابعه مذهبي/طائفي، بل الانطلاق منه للتأكيد على الشراكة ضمن الوحدة، القوة ضمن الوحدة وليس الضعف ضمن الوحدة ولا طبعاً الضعف بالانقسام.
ولا حدا يفكّر بتحالف رباعي جديد لأن نهايته متل يلّي قبله.
ولا حدا يراهن على تسويات خارجية لأن شو ما كانت قوّتها، ما بتستمرّ فعاليّتها اذا مش محصّنة ومغطّاية بتوافق داخلي… ويلّي جرّب الإقصاء وبدّو يرجع يجرّبه نهايته وخيمة.
نحنا منكرّر اننا مع التحالفات الوطنية، ولسنا مع الأحلاف المذهبية؛ ممكن نمرّ فيها احياناً للتأكيد على توجّهنا الوطني والعبور اليه من منطلق قوة ومش ضعف. نحنا مع دولة مدنية عصرية ولسنا مع دويلات طائفية… وهيدا نهائي!
اللامركزية:
لما منتحدّث عن اللامركزية فالغاية منها تطوير نظامنا الإداري والمالي وتفعيل الانماء وتحقيق الخدمات للناس، وتأمين التوازن المناطقي والشفافية المالية. اللامركزية هدفها ربط المواطن بأرضه والحدّ من هجرته، واعطائه القدرة على المشاركة الفاعلة في حياة كريمة.
اللامركزية هي في صلب الدستور والميثاق وليست مستوردة من مشاريع تفكيكية وتقسيمية.
ولكن من يرفض اللامركزية يتساوى في الجريمة مع من يريد استغلالها لتقسيم لبنان.
ونحن نقول من جزين لكل من يريد ضرب الوحدة الوطنية ولكل من يريد منع التطوّر الوطني: سنتصدى للإثنين ولن نسمح للمتآمرين او للمغامرين بأن يأخذوا البلد الى خيارات مدمّرة للمسيحيين وللبنان.
الخاتمة:
هذه رسالتنا اليوم من جزين المتصالحة مع نفسها ومحيطها، ومن التيار العائد الى ناسه وجزين العائدة الى دورها في تعزيز السلم من ضمن خصوصيّتها وشخصيّتها دون الذوبان بالآخر جزين ليست ذاهبة الى الحرب كما يريدها البعض.
رسالتنا انفتاح وحوار- والحوار لا يعني القبول بالفساد والخطأ والتعايش معهما بل هو وسيلة لمنع انفصال المكوّنات عن بعضها والحفاظ على الوحدة من دون المس بالدور والشراكة