مجلة وفاء wafaamagazine
تتجه الانظار الى لقاء عمان المقرر اليوم بدعوة من وزارة الخارجية الاردنية لاستئناف البحث الذي كان قد انطلق في جدة في الرابع عشر من نيسان على مستوى وزراء خارجية والمسؤولين الكبار في دول الخليج العربي ومصر والاردن وسوريا، تمهيداً للقمة العربية الدورية السنوية المقررة في الرياض في 19 أيار الجاري.
وكشفت معلومات ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ عمان قد تطرح على المجتمعين ورقة عمل جديدة تحمل أفكاراً قد تقترب من ان تكون مبادرة جديدة تتناول جوانب من الازمة السورية، وهي تحمل في طياتها بنداً خاصاً يتعلق بملف النازحين السوريين في دول الجوار وتُعطيها حيزاً واسعاً منها. كما تتناول في شقها السياسي ملف العلاقة بين النظام والمعارضة السورية وبنوداً أخرى تتصل بالمعطيات السابقة التي تحدث عنها بين جدة في 14 نيسان الماضي.
وعلى صعيد قضية النازحين أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أمس «استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين الموجودين حالياً في لبنان».
وقال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بدران جياكرد إنّ «اللاجئين السوريين في لبنان «يعانون من وضع سيئ» في ظل ما تشهده بيروت من أزمات داخلية و«تَصدّع واضح» في مختلف المجالات». وأضاف: «الإدارة الذاتية جاهزة لاستقبال أهلنا من الخارج، وأبوابنا مفتوحة لجميع السوريين من دون تمييز كواجب إنساني وأخلاقي ووطني، ونريد تأدية هذا الواجب انطلاقاً من حرصنا وإصرارنا على توفير مناخات أفضل».
وناشَد جياكرد الأمم المتحدة تقديم العون والضمانات و«لعب دور مسؤول» في فتح ممر إنساني بين لبنان وبين المناطق التي تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية، تسهيلاً لعودة اللاجئين. وشدد على أنّ «بقاء اللاجئين في لبنان أو ترحيلهم قسراً الى سوريا أمر «غير قانوني ولا يتناسب مع قيَم ومعايير وقوانين حماية اللاجئين»، داعيًا الى «معالجة هذا الوضع بالسرعة القصوى».
وقال الرئيس ميشال عون خلال لقاء شعبي لـ«التيار الوطني الحر» في جزين: «انّنا نعلم مَن سَبّب دخول النازحين السوريين إلى لبنان، وكانت هناك دول خلفَ ذلك الأمر، وضغطت علينا للإتيان بهم». وأضاف: «انّني لن أخجل أن أقول إنّ أغلب الدول الأوروبيّة لا تريد النازحين، وتريد أن تفرضهم علينا وأن يبقوا عندنا»، موضحًا أنّ «النازح السوري أتى إلى لبنان وارتاح هنا، وهو نازح أمن لا سياسي. لكنّ الدول تفرض علينا أن نفكّر بأنّ النّازح السّياسي هو مثل النّازح الأمني، وهذه كذبة فيها وقاحة غير مقبولة».
وأعلن أنّ «عدد النازحين في لبنان قارَب المليونين، والجريمة أنّهم يريدون دَمجهم بالشعب اللبناني، وهذا أخطر ما في الأمر»، مؤكّدًا أنّ «دولًا أوروبيّة «صديقة» تسعى إلى نَسف لبنان، وتفرض علينا أمورًا مخالفة للقانون».
فيما دعا باسيل الى الإستفادة «من الحوار والتفاهم السوري – السعودي – الايراني، لتأمين عودة لائقة وآمِنة وكريمة للنازح السوري»، والذي يقول لنا من الخارج: تأقلموا، نحن نجيبه: «انت تأدّب عندما تتحدث معنا، وتأقلم على فكرة انّ لبنان باق بتنوّعه، وهذا من أقدم البلدان بالتاريخ وبين أعظم حضارات العالم»، مُضيفاً باللهجة اللبنانية: «لبنان باقي ونحنا باقيين مزروعين فيه».