الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / واشنطن وطهران ليستا مستعجلتين رئاسياً

واشنطن وطهران ليستا مستعجلتين رئاسياً

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “نداء الوطن”:

 

ماذا بعد أسبوع حافل بالاتصالات والمواقف من الاستحقاق الرئاسي تصدرته جولة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري والخارجية الاميركية، ما لجم الاندفاعة الفرنسية لوضع “كل البيض في سلة” مرشح الممانعة سليمان فرنجية؟

هناك ما يشبه الاجماع على ان حصيلة التطورات المستجدة، هي احتراق ورقة فرنجية، على الرغم من “النجدة” التي يحاول “حزب الله” مدّ مرشحه بها، كما فعل امس نائب الامين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، من اجل رفع معنويات رئيس “تيار المردة”. ويمكن ادراك ما وصل اليه خيار “الثنائي الشيعي ” من خلال تسريب نبأ “لقاء” جمع الرئيس نبيه بري وفرنجية اول من أمس، وقول بري للأخير إن “السعودية لم تفتح الأبواب كلياً بعد”. وبدا من هذه التسريبة ان رئيس البرلمان قام باستدارة أنهت تقريباً “الثقة” التي افترضها في موقف سعودي مؤيد لخيار فرنجية.

وتوقعت مصادر مطلعة ان يدعو بري الى جلسة انتخاب رئاسية في النصف الثاني من ايار الجاري، من اجل “وضع الكل امام الامر الواقع”.

 

وتبعا لذلك، بدا مفهوماً ان يغرّد الشيخ قاسم مساء امس على تويتر قائلاً: “أعلنا دعمنا لترشيح الوزير فرنجية، فلتطرح الكتل الأخرى مرشحها أو مرشحيها، ونحن مستعدون للتداول لتقريب وجهات النظر”.من ناحيته، واصل السفير السعودي امس جولته فالتقى الرئيس تمام سلام ونظيره الروسي السفير في لبنان ألكسندر روداكوف والنائب غسان سكاف الذي زار مساء البطريرك بشارة الراعي، وصرّح: ” قدمنا لائحة من 11 اسماً. واليوم، لدينا ثلاثة أسماء نالت عدداً كبيراً من الأصوات في مجلس النواب… ويمكن أن تكون هناك جولة ثانية يتم فيها تحديد الاسم الذي سيمثل فريقنا للذهاب الى انتخابات ديموقراطية والانتهاء من الشغور الرئاسي… أنا متفائل، ووفقاً للمعطيات التي لدينا، نعم سنتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية قريباً”.

وذكر ان السفير البخاري سيزور اليوم فرنجية في بنشعي حيث كان امس نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.

 

وأبلغ مرجع كبير سابق “نداء الوطن” قراءته لتطورات الاستحقاق الرئاسي، فقال تعليقاً على حركة الاتصالات التي يقوم بها السفير البخاري، “ان الموقف المعلن للمملكة، ينطلق من عدم تأييد احد من المرشحين، أو الاعتراض على احد. وتدعو المملكة الى توافق اللبنانيين كشرط للوصول الى حل ينهي أزمة هذا الاستحقاق”.

 

ويضيف المرجع: “هذا الموقف السعودي المعلن، ينطلق من دائرة اوسع ويتضمن رفض المملكة وصول مرشح فاسد الى رئاسة الجمهورية، بل هي مع مرشح نظيف الكف وإصلاحي يتمسك باتفاق الطائف في مرحلة صعبة جداً يجتازها لبنان، خصوصاً وان الوطن ينخره الفساد بشكل لا سابق له، ما أوصل الوضع المالي الى الدرك الاسفل، ولا سبيل للخروج من هذا القعر، إلا من خلال مجيء رئيس للجمهورية يتمتع بالشفافية الكاملة”.

 

وانتقد المرجع “مغالاة” الطرف الفرنسي في تبني مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، “من دون اجراء مقاربة متوازنة، خلافا للطريقة التي تعامل بها الأميركيون مع الموضوع اللبناني في الاسابيع الاخيرة”. وقال: “لو أتينا بساحر لكي يكون رئيساً للجمهورية في لبنان، ومعه ساحر ليكون رئيساً للحكومة، فلن نصل الى الانقاذ المنشود”.

 

وتوقف المرجع عند الاطلالة الاخيرة لمرشح الممانعة فرنجية الذي قال انه “متمسك باتفاق الطائف ومنفتح على الجميع، وهذا امر مرحب به”. ثم إستدرك: “لكن الاخير(أي فرنجية)، قال انه مع الثلث المعطّل، ويرفض المداورة في المناصب الرئيسية العامة، ومع التدخل في ملف كل وزير يدخل الحكومة، أي انه اعادنا الى الازمة التي عانى منها لبنان ولا يزال”. وتساءل: “هل بإمكان فرنجية ان يواجه الضغوط إذا تعرّض لها”، في إشارة الى الفريق السياسي الآتي من صفوفه أي 8 آذار؟

 

كيف يمكن الخروج من نفق الانسداد في الاستحقاق الرئاسي؟ تجيب المرجعية الاسلامية: “داخليا، يمكن إطلاق حوار وطني في أي صيغة كان، من اجل وضع خريطة طريق للانقاذ تأخذ في الاعتبار عناوين رئيسية، بينها قانون الانتخابات وقيام مجلس الشيوخ وإجراء إصلاحات جذرية، ما يمهد الطريق لتكوين سلطة تنفيذية جديدة.

 

أما إقليميا، فالمطلوب ان تنطلق مجموعة الدول الخمس التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، نحو تفاهم في ما بينها وفي اتجاه توسيع إطارها لتصبح مجموعة 5+1 بإضافة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى عضويتها، ما يترك تأثيراً على كل الاطراف في لبنان. ومن شأن تحديث عضوية اللجنة، ان يفرض تأثيراً لا يستهان به على مجرى الازمة الرئاسية”.

 

وفي خلاصة هذه القراءة ، قال المرجع ان انطباعه الآن ان الازمة الرئاسية “ستطول” لبعض الوقت، وعزا ذلك الى ان الولايات المتحدة وإيران “ليستا مستعجلتَين في الوقت الراهن لدفع مسار الازمة الرئاسية نحو الحل، علماً ان وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان في زيارته الاخيرة للبنان بدا متوازناً في مقاربة ترشيح الثنائي الشيعي لفرنجية”.