الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / المرتضى من مسرح المدينة: مفاتيح البيوت الفلسطينية لن ينخرها الصدأ وأبواب البيوت في فلسطين لن تتعب من الانتظار

المرتضى من مسرح المدينة: مفاتيح البيوت الفلسطينية لن ينخرها الصدأ وأبواب البيوت في فلسطين لن تتعب من الانتظار

مجلة وفاء wafaamagazine

إفتتح وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، معرض التراث الفلسطيني الثالث عشر تحت عنوان “بين النكبة والتحرير عائدون الى فلسطين” في مسرح المدينة لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين ودعما لانتفاضة اهلها، وذلك بدعوة من جمعية “التراث الفلسطيني” ولجان العمل في المخيمات، وحضور حشد من الفاعليات السياسية اللبنانية والفلسطينية والهيئات والجمعيات الاجتماعية والمدنية والثقافية والمعنية بالحفاظ على الارث الفلسطيني.

بداية النشيدان اللبناني والفلسطيني. ثم كلمة الوزير المرتضى الذي لفت فيها الى اهمية المعرض وقال: “واليوم نبعث من معرضكم بالذات رسالة تضامن الى اخوتنا في غزة والضفة واراضي ٤٨ لنؤكد لهم ان القضية المركزية هي فلسطين وهذا بالتحديد ما ورد في مقدمة البيان الختامي للقمة العربية في جدة التي عقدت منذ أيام ما أعاد البوصلة الى وجهتها الحقيقية اي الى الصراع العربي الاسرائيلي. وأقول العربي الاسرائيلي لأن اتفاقيات ابراهام أرادت استبدال المصطلح بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحييد العرب واستهدافهم فرادى بالتطبيع وبالتالي عزل فلسطين ومحور المقاومة معها.”

وأضاف: “نلتقي لندعم انتفاضة اهلنا ومقاومتهم، وذلك في أرجاء هذا المعرض التراثي الوطني الفلسطيني بطبعته الثالثة عشرة مستذكرين النكبة ومتطلعين الى التحرير والعودة الى فلسطين. ولقاؤنا هذا يستمد فرادته من تطورات غيرت وجه المنطقة ولفحت فلسطين لأول مرة منذ النكبة بعواصف الحرية ، عواصف أحدثتها المقاومة، هبت لتطيح بأزمنة الهزائم والذل وتحل مكانها أزمنة العزة والإنتصار.”

وتابع: “ورب قائل كيف يمكن للضعيف ان ينتصر على القوي فالعين عين لزجة والمخرز مسنن وغليظ وما على العين سوى ان تغلق أجفانها وتنسى مساقط الرؤوس في فلسطين الحبيبة وان تتعود النظر المذل الى الأديم كعلامة انكسار وهوان وهزيمة. لكن تبين ايها الأخوات والإخوة ان عيون الفلسطينيين تشبه جباههم المرفوعة وأنها عقدت العزم على مقاومة المخارز فتغلب الدم على السكين وانتصرت الجراح على البغاة.”

وأردف المرتضى: “خمس وسبعون سنة مضت ومفاتيح البيوت الفلسطينية معلقة في الشتات. تحت الوسائد وفي الأدراج والخزائن. مفاتيح تتناقلها الأجيال من الجدود الى الأولاد والأحفاد لا المفاتيح نخرها الصدأ ولا أبواب البيوت في فلسطين تعبت من الانتظار”مشيرا الى ان ” فلسطين حاولت حمل غصن الزيتون فقطعوه، وحاولت توقيع الاتفاقيات فمزقت، واعتمدت فلسطين الشكوى الى دول العالم فتحاملت دول العالم على الشاكي ودعمت وسلحت المشكو منه. تحولت فلسطين الى حلم وطن منسي وأرض مسلوبة وشعب مضطهد ومشرد. لم يستفق الحلم الفلسطيني الا على فوهات البنادق ورؤوس الصواريخ. كبرت المقاومة في فلسطين فصارت قادرة ومقتدرة، مستهابة ويحسب لها الف حساب. “

وقال: “أتقنت الغرف المشتركة مع أخواتها وبان المشهد على وحدة الساحات وعلى مناعة محور المقاومة وعلى واقع جديد جعل العالم يعيد حساباته من جديد وفق مقولة: فلسطين لا تموت بل تميت. فلسطين لا تسلب حريتها. فلسطين تسلب النوم من عيون مغتصبيها. من هذا المنطلق نرى أن العمل المقاوم ليس احتكارا بل تناغما وتكاملا لكل أوجه المقاومة. أن تطرزوا رداء أو غطاء أو إزار. أن تصنعوا كوبا أو اناء أو صحنا. أن ترسموا لوحة او تنحتوا تمثالا فأنتم تقاومون.”

واردف المرتضى: “نعم تقاومون نسيان فلسطين لأن فلسطين ذاكرة قبل ان تكون استشرافا واذا ماتت الذاكرة مات الحلم وها انتم اليوم من خلال هذا المعرض تضعون لبنة في أساس المقاومة عبر الحفر في صلب التراث الفلسطيني ما يشبه شجرة زيتون تمتد جذورها عميقا في الأرض”، مستطردا ” كونوا على يقين ان مقتل التطبيع هو المقاومة ومتى غابت المقاومة استفحل التطبيع وها نحن نشارككم تجربتنا اللبنانية على عتبة عيد المقاومة والتحرير حيث شكل العام ٢٠٠٠ أول مسمار في نعش الشرق الأوسط الجديد فمات مولودهم في الرحم.”

وأستشهد بواقع المقاومة في لبنان ودورها الجبار وقال: “لقد شن على لبنان عدوان تموز ٢٠٠٦ لمعاودة الكرة لكن انتصار المقاومة على الكيان المؤقت لم يقتصر على مشهد وادي الحجير مقبرة الميركاڤا بل تعداه الى تحول الانتصار الى مصدر إلهام للمقاومة الفلسطينية التي بدأت منذ ذلك التاريخ انتفاضاتها المتتالية.”

وعن اهمية تنظيم المعرض قال: “واليوم نبعث من معرضكم بالذات رسالة تضامن الى اخوتنا في غزة والضفة واراضي ٤٨ لنؤكد لهم ان القضية المركزية هي فلسطين وهذا بالتحديد ما ورد في مقدمة البيان الختامي للقمة العربية في جدة التي عقدت منذ أيام ما أعاد البوصلة الى وجهتها الحقيقية اي الى الصراع العربي الاسرائيلي. وأقول العربي الاسرائيلي لأن اتفاقيات ابراهام أرادت استبدال المصطلح بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحييد العرب واستهدافهم فرادى بالتطبيع وبالتالي عزل فلسطين ومحور المقاومة معها.”

ولفت الى ان: “فلسطين تسكن فينا وكل بيوتنا تبقى بلا نوافذ حرية من دون فلسطين. حتى النسائم التي تلفحنا لا عذوبة فيها إن لم تهب من فلسطين. هي إسراء أحلامنا ومعراج إيماننا. فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة حيث يتعانق الإسلام والمسيحية وحيث لا يمكن ان نشهد ونشاهد إلا على الحرية تجمع المسلمين والمسيحيين”، داعيا إلى “عدم الاستسلام، لا تنسوا أخيرا ان تتسلحوا بالغضب. الغضب ليس حقدا. الغضب هو ترجمة لصراخ الحق ووجع الانسلاخ. إغضبوا فالغضب مبارك واحرصوا ان يظهر على وجوهكم وابداعكم. لا تسالموا ولا تستسلموا وتيقنوا ان لبنان لم ولن يتعب في مساندتكم لأن قضية وجوده من وجودكم فإذا غبتم غاب واذا عشتم عاش لأن السرطان الذي زرع منذ خمس وسبعين عاما تفشى عندنا اوراما خبيثة ولا سبيل الى ازالة اورامنا إلا باستئصال أصل المرض الخبيث وهو إسرائيل.”

وختم وزير الثقافة كلامه قائلا: “بورك المعرض وبوركت الأيادي التي تعبت من أجل جعله يليق بفلسطين. كلنا جزء من هذا الجميل الجميل الذي نراه في كل أرجاء المعرض وبالأخص جمال الروح الفلسطينية التي كلما قتلوها عاشت وكلما طعنوها تبسمت وعسى نفتتح الدورة الرابعة عشرة من هذا الجمال في بلاد الجمال والإباء في فلسطين واذا تعذر ذلك نبقي الحلم متوثبا والمفتاح جاهزا لولوج البيوت التي تنتظر ساكنيها لتفرح بهم ويفرحوا بها.
كل عيد مقاومة وتحرير وانتم معنيون به وكل عام وفلسطين وجهتنا واتجاهنا ووجهنا الموعود بالحرية.”

وكانت جولة للوزير المرتضى والحضور في ارجاء المعرض الذي ضم أعمالا حول التراث الفلسطيني بمختلف اطيافه.