مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الديار”:
يواصل فريقا الصراع الرئاسي المتمثلان بـ”الثنائي الشيعي” وحلفائه من جهة، وقوى المعارضة و “التيار الوطني الحر” من جهة اخرى، ضغطهما الحثيث على النواب الذين لم يحسموا خياراتهم بعد بمحاولة لكسبهم لصفهم. ولعل ما بات محسوما حتى الساعة ان عدد الاصوات التي سينالها الوزير السابق جهاد أزعور قد تلامس الـ60، فيما ستلامس اصوات رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الـ 50. وأكد احد نواب “التغيير” لـ “الديار” ان النواب 6 الذين لم يحسموا خيارهم بعد يتجهون الى التصويت لأزعور، وان كان النائب ابراهيم منيمنة لا يزال مترددا.
الرياض خارج الحلبة؟
ولم يحسم حتى الساعة عدد من النواب المستقلين، وابرزهم نواب “الاعتدال الوطني” ونواب صيدا وجزين ونواب “التغيير” الذين اعلنوا صراحة انهم لن يعطوا اصواتهم لأزعور، لمن سيقترعون يوم الاربعاء، بعدما اجتمع بعضهم بالوزير السابق زياد بارود، وكانوا ينوون التصويت له، فتمنى عليهم عدم القيام بذلك.
وقالت مصادر مطلعة عن كثب على الحراك الرئاسي الحاصل ان “موقف بارود لا يعني انه مترفع عن الرئاسة، لكنه يعي ان المرحلة هي مرحلة حرق اوراق، وبالتحديد ورقتا ازعور وفرنجية، على ان تكون الفترة المقبلة مخصصة للاســماء الجــدية لتولي الرئاسة، ومن بينها بارود كما قائد الجيش العماد جوزيف عون، الوزير السابق ناجي البستاني وغيرهم”.
ولفتت المصادر الى ان “النواب المقربين من الرياض لن يعطوا اصواتهم لازعور، وهو ما يؤكد ان السعودية ليست بصدد الدخول في معركة كسر حزب الله، في مرحلة شديدة الحساسية على طريق استعادة العلاقات الطبيعية بين المملكة العربية السعودية وايران”. واشارت المصادر في حديث لـ”الديار”: “يبدو ان هناك اشارات واضحة من السعودية، ومفادها وجوب عدم المجازفة بالدخول في لعبة غير محسوبة النتائج، خاصة بعد اعلان حزب الله ازعور مرشح تحدٍ”.
وقد ذهب المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان ابعد من ذلك يوم امس، معبرا عن موقف “الثنائي الشيعي”، واصفا الأمور بـ “الخطيرة والتاريخية”، معتبرا انه “من المهمّ أن يفهم اللّبنانيّون الأمور الآتية: أوّلًا موضوع رئيس الجمهوريّة كبير وخطير وبحجم سيادة لبنان، ثانيًا لا يمكن تمرير انتخاب رئيس جمهوريّة غير ميثاقي وإلى الأبد، ثالثًا، أصابع الطّبخة الأميركيّة المسمومة مكشوفة، ورئيس بختم أميركي ممنوع”.
معارضون مستاؤون
في هذا الوقت، واصلت قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” بالتنسيق والتعاون مع بكركي، عملية اقناع النواب المترددين بالتصويت لازعور، فيما يهتم رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون شخصيا باقناع نواب “لبنان القوي” “المنتفضين” بأن يصبوا جميعا لازعور، باعتبار ان قيادة التيار كانت قد وعدت قيادات المعارضة انها ستؤمن 17 صوتا لازعور. وبحسب المصادر، فان ذلك سيشكل “تحديا كبيرا للثنائي عون- باسيل لجهة ما اذا كانا ما زالا ممسكين بالتيار والقرار فيه، ام ان الامور خرجت عن سيطرتهما، وهذا سيكون كمنعطف خطر جدا في تاريخ التيار”.
من جهته، فعّل رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ضغوطاته لجمع اكبر عدد من الاصوات لازعور، بحيث تؤكد المعلومات ان الجهود تتركز على تأمين 65 صوتا له في الدورة الاولى. واعتبر جعجع ان “من سيلجأ في 14 حزيران الى الأوراق البيضاء أو الأسماء التي لا أمل لديها، سيساهم مع محور الممانعة في التعطيل”.
ووصف احد نواب المعارضة الحركة التي يقوم بها بعض النواب المستقلين الاقرب للجو المعارض بـ “المعيبة”. واضاف في حديث لـ “الديار”: “في مرحلة مفصلية وتاريخية لا يمكن للسياديين الوقوف على الحياد، ولعل الاخطر ان هؤلاء لا يقفون على الحياد انما يعملون على احباط مشروعنا. عسى ان يقتنعوا بخطورة ما يقومون به ويعودون الى رشدهم قبل يوم الاربعاء المقبل”.
تعطيل نصاب الدورة الثانية
ورجحت مصادر مطلعة ان تنتهي الجلـــسة الرئاسية المقــبلة لتعـــطيل نصاب الدورة الـــثانية، والعودة الى تجميد الجــلسات، في ظل تمــسك فريقي الصراع بمرشحيهما.
وقالت المــصادر: “ما دام الصــيف واعدا ســياحيا، الارجح ان تمر الاشــهر الـ3 المقــبلة من دون رئيس، على وقع تبادل اتــهامات التعــطيل بين القوى المخــتلفة، بانتظار ان يتفرغ الخارج للــبنان لصياغة تفــاهم ما قد يفضي الى وضع حد للشغور في سدة الرئاسة مطلع الخريف المقبل”.