الرئيسية / آخر الأخبار / الراعي لمؤتمر دولي والمقاومة لم تفكك اي خيمة وميقاتي يتراجع عن «اللجنة»

الراعي لمؤتمر دولي والمقاومة لم تفكك اي خيمة وميقاتي يتراجع عن «اللجنة»

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “الديار”:

أجواء احتفالات الصيف تعم كل لبنان مع دخول 20الف زائر يوميا إلى مطار بيروت من المغتربين والسياح العرب والأجانب من مصر والعراق والمغرب وتونس واوروبا، كما تشكل السياحة الدينية عاملا اضافيا في نهضة البلد من إيران والعراق ودول عديدة . الاحتفالات تعم كل القرى دون استثناء والسياحة الداخلية باتت تشكل اكبر مورد للخزينة اللبنانية والاستقرار الاجتماعي مع تأمين آلاف فرص العمل للشباب، وإدخال مئات الملايين من الدولارات إلى السوق المحلي، كما تعج المناطق السياحية بالحفلات الضخمة لكل الفنانين العرب والأجانب في بعلبك وبيروت وجونية وجبيل والبترون وبشري واهدن وبيت الدين وعالية وبحمدون وصور وصيدا وزحلة وراشيا، فيما وصلت حجوزات الفنادق في العاصمة وجونية الى 75% وفي الجبال 100%، ويتواصل الليل بالنهار في مقاهي العاصمة والجبال غير مكترثين لـ «النق» السياسي ولعهر الطبقة السياسية ونكدها تجاه أجمل بلد وأطيب شعب في العالم، حيث أظهرت تقارير صندوق النقد الدولي، ان لبنان يحتل مرتبة متقدمة في العالم في ملف تحويل المغتربين الأموال لأهاليهم، وأن هناك ٢٥٠ الف لبناني مع عائلاتهم يستفيدون من ألاموال المرسلة التي تبدأ من ٢٥٠ دولارا في الشهر وما فوق، ووصل حجم ألاموال سنويا الى ١٢ مليار دولار، وهذا الرقم بدأ يظهر بعد ١٧ تشرين.

وأبدى اكثر من دبلوماسي اجنبي وعربي ذهولهم من الحالة اللبنانية، وكيف تباع البطاقات للمهرجانات التي يحييها النجوم الكبار بأسعار خيالية وبأيام، في بلد يعاني أزمة مالية خانقة ودولرة شاملة لحركة السوق وفقدان أدنى الخدمات مع تقنين بالكهرباء وانقطاع المياه وعتمة في الانفاق وطرقات محفرة، بالإضافة إلى مشاكل سياسية وتحريض طائفي لا يصل إلى المغتربين مطلقا؟ ويبقى السؤال الاساسي: اين اجهزة الرقابة على الاسعار وسلامة الموائد الغذائية؟

 

الملف الرئاسي

الجمود سيد الموقف، والاتصالات الداخلية كرست استحالة انجاز انتخاب رئيس للجمهورية بتوافق داخلي مهما كلف الأمر، والتمنيات الاوروبية والإقليمية والعربية التي نقلت لجبران باسيل مؤخرا من أصدقاء مشتركين مشفوعة بالنصائح والحض على تليين مواقفه لم تحقق نتائجها الايجابية المرجوة، وتمسك بمواقفه السابقة برفض فرنجية مع التاكيد على التزاماته وقناعاته بالوقوف مع المقاومة وسوريا في القضايا الاستراتيجية، وبالتالي فان مساعي سعاة الخير بفتح نافذة ضوء في العلاقة بين حزب الله والتيار لم تحقق مبتغاها رغم الضمانات التي أعطيت لباسيل بحفظ حصته، لكنه نفى بشدة اي ارتباطات لمواقفه بخيارات والتزامات خارجية، واكتفى بالصمت على بعض الاستفسارات والملاحظات، واوحى بأنه يعمل للوصول إلى تقاطعات جديدة مع الاشتراكي والقوات حول اسم جديد، مرجحا زياد بارود لكسب عدد من المستقلين كنواب صيدا والوصول إلى رقم ال ٦٥ نائبا رغم تمسك القوات اللبنانية بجهاد ازعور جراء ملاحظاتها على بارود، وفي موازاة ذلك، فان الحرارة تطبع الاتصالات بين الاشتراكي والتيار الوطني في مواضيع عديدة وتتقدم على علاقة الاشتراكي بالقوات. هذا مع العلم ان المساعي بين حزب الله والتيار يقودها أصدقاء مشتركون من دون اي تكليف رسمي من الطرفين، كوئام وهاب واميل رحمة و الوزير السابق صالح الغريب الذي تربطه علاقة متينة مع باسيل بعد أحداث قبر شمون، علما ان المساعي رغم تعقيداتها لم تتوقف ونجحت في تثبيت الهدنة الاعلامية، لكن العلاقة أصيبت بعطب كبير.

 

لبنان ليس أولوية سعودية

وحسب المتابعين للشان اللبناني، هذه الأجواء الداخلية السلبية ترافقها أجواء باردة خارجيا وتحديدا من السعودية، في ظل تعاملها مع الملف اللبناني بأنه ليس أولوية، والكلام الذي سمعه ماكرون من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن «تعبه» وملاحظاته على الطبقة السياسية ونشرته صحيفة لوموند الفرنسية، عاد وكرره ابن سلمان في لقاءاته مع رؤساء مصر وسوريا والعراق والاردن، وفي المعلومات المؤكدة، ان السعوديين طلبوا من لودريان ان يأتي إلى الرياض حاملا مبادرة شاملة للحل لتجري مناقشتها، كونهم لا يملكون تصورات جاهزة، وفي المعلومات ان التوجه الفرنسي عنوانه الوحيد جمع الاطراف اللبنانية على طاولة الحوار بما فيهم حزب الله مع الرغبة في عقدها في الرياض و ببند وحيد «انتخاب رئيس للجمهورية».

 

القلق الحكومي

وفي المعلومات، ان موقف ولي العهد السعودي سمعه الرئيس ميقاتي من المسؤولين السعوديين» وجها لوجه « ويخشى عدم انجاز الحل الفرنسي قريبا، مما يفرض تحصين الحكومة، واعداد مشروع مسودة الموازنة خلال اسبوع ومناقشتها في عدة جلسات حكومية، واقرار التعيينات العسكرية تفاديا لحدوث فراغ في منصب قائد الجيش، لأن القانون ينص، على تولي رئيس الأركان مهام قائد الجيش بالوكالة في حال شغور المنصب كما أن معظم أعضاء المجلس العسكري احيلوا إلى التقاعد، والقانون لا يعطي العضو الارثودكسي في المجلس العسكري حق تسلم مهام قائد الجيش، وهذا يتطلب تعيين رئيس للاركان تفاديا للفراغ، لكنه يواجه بمعارضة مسيحية شاملة يقودها باسيل وستتوسع في الأشهر المقبلة عبر زج مختلف الأسلحة فيها، وقد حذر التيار بعد اجتماع المجلس السياسي، الحكومة الناقصة للشرعية ومن يدعمها من فرض امر واقع يخالف القوانين والدستور، من خلال الاقدام على إجراء تعيينات في موقع الفئة الأولى متجاوزة الشغور الرئاسي، لإيصال رسالة مفادها ان حكم البلاد ممكن من دون رئيس للجمهورية يمثل المسيحيين.

 

البطريرك الراعي

من جهته، جدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوته إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان يطرح القضايا الخاصة به، وأشار إلى أن المسؤولين فيه لا يجلسون معا على طاولة الحوار لان مصالحهم الخاصة أقوى من العامة، واكد، ان صوته سيرتفع في المرحلة المقبلة لانجاز انتخاب رىيس للجمهورية بعد 9 اشهر من الفراغ، كلام البطريرك جاء أثناء استقباله وفد الحرية والسيادة.

 

المقاومة لم تفكك اي خيمة

ردا على ما نشرته قناة «كان» العبرية عن تفكيك المقاومة لخيمة في مزارع شبعا المحتلة، فان مصادر متابعة لهذا الملف نفت قيام المقاومة بتفكيك اي خيمة، واكدت ان الخيمتين باقيتان «وتحل إسرائيل عن ظهرنا» وقرار تفكيكهما بيد المقاومة وحدها وهي تحدد التوقيت والزمان، فالخيمتان موجودتان منذ شهرين عند خط الانسحاب وليس الخط الأزرق، وفي ارض لبنانية، وهناك نقطة متقدمة للجيش اللبناني إلى جانبهما. وبعد إثارة الملف في الإعلام المعادي احرج نتنياهو وتم تطويقه، وطلبت «إسرائيل» من الولايات المتحدة وفرنسا التدخل لدى الحكومة اللبنانية والضغط عليها لدفع حزب الله لازالتهما قبل التدخل بالقوة العسكرية، وتم تجاهل هذه التهديدات وكان شيئا لم يكن، وعندئذ تدخلت واشنطن مباشرة مع الخارجية اللبنانية وطلبت إزالة الخيمتين وان «اسرائيل» لا تريد تصعيدا او مواجهة مع حزب الله، لكن الحزب لم يتوقف عند الكلام الأميركي والتهديدات، والخيمتين باقيتان.

في موازاة ذلك، وسع جيش العدو أعماله بين السياج الشائك والخط الأزرق وتصدى أهالي ميس الجبل لتحركاته.

 

ألقرنة السوداء

لا تزال التحقيقات في حادثة مقتل الشابين هيثم ومالك طوق في القرنة السوداء في منطقة بشري تلقي بظلالها على المشهد العام في البلاد، وتجري التحقيقات في ستار من السرية والتكتم باشراف من القضاء المختص، اما التسريبات عن التحقيقات مع الموقوفين الـ ٢٣ فليست دقيقة كلها، ١٥ من بقاعصفرين و٨ من بشري، والروايات متضاربة مع استمرار الغموض حول كيفية وقوع الحادث حتى الآن دون تبني اي فرضية، حتى مسالة القنص ليست مؤكدة، وقد جرى مسح جديد للمنطقة بانتظار انجاز القضاء لتحقيقاته السريعة التي اكد وزير العدل انها جدية، بالاضافة الى ما سيعلنه الجيش الذي عزز انتشاره في المنطقة في ظل الخوف من دخول أطراف على الخط لتوتير الأجواء واستغلال ما حصل. بالمقابل، انتقد الدكتور سمير جعجع ونائبا بشري وفاعلياتها قرار الحكومة بتشكيل لجنة من كل الوزارات لفض النزاعات حول المياه في القرنة السوداء، معتبرا الأمر من اختصاص القضاء، ورد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على جعجع والمزايدات والاعتراضات التي اثيرت بالاتصال بوزير الداخلية طالبا منه التريث في دعوة اللجنة الى الانعقاد وبالتالي تجميد عملها، كما اتصل بوزير العدل وطلب منه متابعة الملف مع مجلس القضاء الاعلى لتسريع البت بالملفات القضائية ذات الصلة.

في المقابل، سجلت التقارير الأمنية تزايدا في المناوشات الأمنية المتنقلة مصحوبة باجواء الشحن الطائفي من راشيا إلى مختلف المناطق، مضافا إليها استسهال استخدام السلاح وعمليات القتل وارتفاع معدلات الانتحار والفوضى والسرقات رغم الجهود الأمنية التي تبقى قاصرة دون الحل السياسي.