مجلة وفاء wafaamagazine
رغم شعبيتها، إلّا أنّ العديد من الأشخاص لا يعلمون جيداً ماذا يمكن أن تقدّم لهم مكمّلات الكرياتين، ويعتقدون أنّ أهمّيتها تقتصِر فقط على بناء العضلات وتقويتها.
إنّ الكرياتين هو حامض أميني موجود بشكلٍ طبيعي في عضلات الجسم وأيضاً الدماغ. ووفق «Mayo Clinic»، ينتج الكبد، والبنكرياس، والكليتان نحو 1 غ من الكرياتين في اليوم، كما يمكن الحصول عليه عند استهلاك ثمار البحر، واللحوم، والمكمّلات.
يخزّن الجسم الكرياتين على شكل فوسفوكرياتين في العضلات، ويساعد عموماً على إنتاج الطاقة، لكنه يُستخدم غالباً لتحسين الأداء الرياضي، وبناء كتلة العضلات وتعزيز قوّتها. ورغم ذلك، أظهَرت الدراسات أنّ الكرياتين يملك فوائد صحّية أخرى تتخطّى اللياقة البدنية، تطرّقت إليها اختصاصية التغذية جيسيكا كوردينغ، من مدينة نيويورك:
– بناء القوّة: يعزّز الكرياتين تكوين البروتينات التي تخلق أليافاً جديدة في العضلات، ما يساهم في بناء القوّة، ورفع مستويات هورمون «IGF-1» الذي يساعد على زيادة كتلة العضلات.
– تعزيز الأداء الرياضي: يتمّ تخزين معظم الكرياتين في العضلات على شكل فوسفوكرياتين، الذي يستخدمه الجسم لإنتاج جُزَيء «ATP». عندما يرتفع هذا الأخير، يشعر الإنسان بمزيد من الطاقة تُمكّنه من تحسين أدائه أثناء التمارين. وفي حين أنّ الكرياتين يؤدي دوراً إيجابياً في أي نشاط بدني، لكن يبدو أنه أكثر فعالية عند ممارسة تمارين عالية الكثافة وقصيرة المدّة.
– مَنع فقدان العضلات: إنّ كبار السنّ والمصابين بأمراض، مثل الباركنسون، معرّضون لخطر فقدان العضلات وكميتها ووظيفتها، والتي تُعرف طبياً بالـ»Sarcopenia». غير أنّ الأبحاث أشارت إلى أنّ الكرياتين، إلى جانب خطة التمارين، قد يقاوِم هذه المشكلة.
– الوقاية من الإصابات: يمكن أن يساعد تناول مكمّلات الكرياتين على تقليل احتمال الإصابة بالجفاف وتشنّجات العضلات، بالإضافة إلى إصابات العضلات، والعظام، والأربطة، والأوتار، والأعصاب.
– تحسين الإدراك: يشارك الكرياتين في صحّة الدماغ ووظائفه، عادةً من خلال تأثير «ATP» فيه. ولقد توصّلت الأبحاث إلى أنّ كبار السنّ الذين تناولوا الكرياتين لمدّة أسبوعين كان أداؤهم أفضل في اختبارات الذاكرة.
– محاربة علامات الشيخوخة: اقترحت الدراسات أنّ المستحضرات التي تحتوي على الكرياتين قد تساهم في خفض تَرهّل الجلد والتجاعيد لدى الرجال. كذلك يمكن أن يقلّل الكريم الذي يحتوي على الكرياتين وحامض الفوليك من ظهور التجاعيد ويحسّن أضرار أشعة الشمس.
وأشارت كوردينغ إلى أنّ «استهلاك الكرياتين يُعتبر آمناً بشكلٍ عام. ولقد بَيّنت الأبحاث أنّ تناول ما يصل إلى 30 غ يومياً لمدّة 5 سنوات قد يكون آمناً للأشخاص الأصحاء، علماً أنّ الكرياتين يمكن أن يصبح أقلّ فعالية عندما يقترن بالكافيين».
وأوصَت بـ»استشارة الطبيب دائماً قبل بدء تناول أي مكمّل جديد، لمعرفة التفاعلات المُحتملة بين الأدوية أو المغذيات. وعند الرغبة في تناول الكرياتين للمساعدة على تحسين الأداء الرياضي، لا بدّ من التحدّث إلى خبيرة التغذية أو المدرّب الرياضي لتحديد أفضل طريقة لإدراجه في التمارين، جنباً إلى النظام الغذائي».