مجلة وفاء wafaamagazine
رغم عدم التحدّث عنه كثيراً، إلّا أنّ إخراج الغازات هو شيء يقوم به كل شخص عدة مرّات في اليوم. لكن أحياناً، إنّ حبسها هو الخيار الأفضل، خصوصاً عند التواجد في مكان العمل أو برفقة الأصدقاء.
عندما تتراكَم الغازات في الجهاز الهضمي، يتمّ إفرازها إمّا من خلال التجَشّؤ أو إطلاق الريح. وفي حين توجد أسباب عديدة للغازات في الأمعاء، إلّا أنّ هناك سببين شائعين تطرّقت إليهما اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي الطبيبة إيلينا آيفناينا، من مدينة نيويورك:
– إبتلاع الكثير من الهواء نتيجة الأكل السريع أو مَضغ العلكة، وهذا الهواء يحتوي على غازات مثل النيتروجين.
– ينتج الميكروبيوم الغازات عند تخمير الألياف. في الواقع، عندما تُفَكّك الأمعاء الغليظة الطعام، تَخلُق غازات مثل الهيدروجين وثاني أوكسيد الكربون.
لكن ماذا يحصل عند منع هذه الغازات من الخروج؟ قالت د. آيفناينا إنّ «حبس الغازات يؤدي إلى شدّ العضلات العاصِرة الشَرجية، أي العضلات ذاتها التي تساعد على التحكّم عندما يحين وقت التَبرّز. وبما أنّه لا مكان للغازات كي تذهب إليه عند عدم إطلاقها، فإنها تبقى مُحاصَرة في الجهاز الهضمي، مؤقتاً على الأقل. لكنّ الأمعاء عبارة عن أنبوب طويل، ما يعني أنّ أحد الأجزاء يؤثر في الآخر. لذا فإنّ الغازات التي لم يتمّ إطلاقها من الشرج قد تسبّب أعراضاً غير مرغوبة في أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي».
وكشفت د. آيفناينا الانعكاسات الجانبية المُحتملة لحبس الغازات:
– النفخة: تحدث النفخة عندما تتوسّع الأمعاء بالغازات وتأخذ مساحة أكبر في تجويف البطن.
– الألم أو الانزعاج: كلما تَمدّدت الأمعاء بالغازات، زاد الشعور بالانتفاخ وعدم الراحة والوجع.
– التوجّه إلى الرئتين: تبيّن أنّ بعض الغازات يُمتَصّ من خلال جدار الأمعاء في مجرى الدم، ويمكن أن يصل في النهاية إلى الرئتين ويتمّ زفيره. لكن لا داعي للقلق لأنّ هذا الغاز المُنطلِق من الفم لا يملك رائحة كريهة.
– تفاقم انسداد الأمعاء: إنّ الامتناع عن إخراج الغازات قد يسبب مشكلة للأشخاص الذين يعانون حالة نادرة وخَطِرة تُعرف بانسداد الأمعاء. عندما يكون هذا الأخير جُزئياً، لا يزال بإمكان الغاز الانتقال عبر الأنبوب. ومن الضروري السماح له بالمرور، لأنّ حبسه قد يزيد الضغط داخل البطن ويُفاقِم الانتفاخ، ما قد يؤدي حتى إلى التمزّق.
وبالنسبة إلى سُبل التخلّص من الغازات المتراكمة وخفض عدد إطلاق الريح، أوصَت د. آيفناينا بالاجراءات التالية:
– حذف المحفّزات: يجب مراقبة الأطعمة المسؤولة عن إفراز غازات كثيرة مثل الألبان، والغلوتين، والبصل، والثوم، والبقوليات… وبالتالي إمّا خفض استهلاكها أو التخلّي عنها كلّياً.
– الأكل ببطء: عند الأخذ الوقت الكافي لتناول الطعام يتمّ تفادي كثرة ابتلاع الهواء، وبالتالي خفض الحاجة لطرد الغازات.
– التوقّف عن المشروبات الغازية: تحتوي مثل هذه السوائل على فقّاعات تكون مليئة بالغاز.
– ممارسة الرياضة بانتظام: إنّ عدم القيام بالحركة يُبطئ الأمعاء، فيزداد عدد الغازات المُتراكم.
– إستشارة الطبيب: قد تساهم مشكلات معيّنة في الجهاز الهضمي، مثل فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة، في تكوين غازات كثيرة في الأمعاء. لذلك من المهمّ مراجعة اختصاصي الجهاز الهضمي لتقييم الحالة، وتشخيصها، وعلاجها بشكلٍ صحيح.