مجلة وفاء wafaamagazine
تصدّر اللبن اليوناني خلال الأعوام الأخيرة لائحة أهمّ المأكولات التي تجذب الناس وتُرضي أذواقهم، فأضحى يدخل في وصفات غذائية متنوّعة ليتمّ خلطه مع الجبنة والتوابل للحصول على صلصة ألفريدو، أو استخدامه كبديل للـ»Sour Cream»، أو كمكوّن أساسي في وعاء الـ»Smoothie». لكن هل يستحقّ فعلاً كل هذا الاهتمام؟
يتمّ تحضير اللبن اليوناني عن طريق تصفية مصل اللبن واللاكتوز من اللبن العادي، وهو مُحمّل بالبروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والبروبيوتك.
وقال اختصاصي التغذية بيل برادلي، من الولايات المتحدة، إنّ «الشعبية المتزايدة للبن اليوناني قد ترجع بشكل خاص إلى ربط خفض الكربوهيدرات المستهلكة بخسارة الوزن. في الواقع، إنّ تصفية اللاكتوز من اللبن العادي تعني انخفاض مستوى الكربوهيدرات في اللبن اليوناني. كما أنّ هذا الأخير يناسب تماماً الأشخاص الذين يعجزون عن تحمّل اللاكتوز، شرط ألّا يخلو من الدهون لأنّها تعزّز الحدّ من امتصاص اللاكتوز. فضلاً عن أنّ اللبن اليوناني ممتاز لزيادة البروتينات، بحيث يحتوي على ضُعف كميتها ونصف جرعة السكّر مقارنةً بنظيره العادي».
غير أنّ فوائده الصحّية لا تتوقف عند هذا الحدّ! تعرّفوا في ما يلي على أبرز ما تطرّق إليه برادلي:
– تحسين الهضم: يتمّ ذلك من خلال تزويد الجسم بالبكتيريا الجيّدة المعروفة بالبروبيوتك، التي تساعد في ضمان التوازن الصحّي في الأمعاء. وجدت الأبحاث أنّ البروبيوتك قد تساهم في تخفيف أعراض العديد من أمراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والامساك.
– بناء العضلات وانتعاشها: يُعتبر اللبن اليوناني مصدراً جيداً للبروتينات عالية الجودة، وكميتها تفوق تلك المخبأة في اللبن العادي. إنّ هذه العناصر الغذائية أساسية لبناء العضلات، وإصلاحها، وانتعاشها. كما أنّها تساعد في إنتاج الإنزيمات والهورمونات التي تلعب دوراً رئيسياً في وظائف الجسم المختلفة. تبيّن أنّ استهلاك اللبن اليوناني كوجبة خفيفة بعد الرياضة زاد من تخليق البروتين العضلي مقارنةً بالحصول على سناك غنيّ بالكربوهيدرات. يعني ذلك أنّ اللبن اليوناني يستطيع تعزيز تعافي العضلات ونموّها. كذلك وجد العلماء أنّ اللبن اليوناني يساهم في الحفاظ على الكتلة العضلية ووظيفتها، خصوصاً عند كبار السنّ.
– توفير الشبع والرضا: إنّ محتوى البروتين العالي في اللبن اليوناني يساعد في تعزيز الشبع لوقتٍ أطول، الأمر الذي يمنع المبالغة في الأكل ويتحكّم في الوزن. توصّلت الدراسات إلى أنّ السناكات المليئة بالبروتينات، كاللبن اليوناني، خفّضت الجوع وزادت الشبع أكثر من تلك الغنيّة بالدهون.
– دعم العظام الصحّية: يُعدّ اللبن اليوناني مصدراً جيداً لمعدن الكالسيوم الذي لا غِنى عنه لعظام قويّة وصحّية. رُبط استهلاك اللبن، بما فيه النوع اليوناني، بزيادة كثافة المعادن في العظام لدى كبار السنّ. إنّ الحصول على جرعة كافية من الكالسيوم ضروري لنموّ العظام، والوقاية من هشاشتها، وتقليل خطر كسورها. تمّ تحديد نسبة الكالسيوم العالية في اللبن اليوناني كعامل مُساهم في تحسين صحّة العظام.
– تقوية الجهاز المناعي: يتميّز اللبن اليوناني باحتوائه على الكثير من الفيتامينات والمعادن المهمّة بما فيها الكالسيوم، والفيتامينات B، والزنك. يساهم الاستهلاك المنتظم لهذه المغذيات في الحفاظ على الأداء المناعي، ودعم صحّة العظام، وإنتاج الطاقة. ناهيك عن أنّ البروبيوتك المخبأة فيه قد تُعطي دُفعة إضافية للجهاز المناعي.
يبقى أخيراً شراء اللبن اليوناني بذكاء لاستفادة قُصوى من منافعه الصحّية، بحيث يجب أن يخلو من السكّر المُضاف، والمُحلّيات الصناعية، والمنكّهات. كذلك يجب أن يحتوي على البروبيوتك، ويُستحسن أن يكون كامل الدسم بما أنّ دهون الألبان مفيدة جداً لصحّة الأيض لأنّها تقلّل من مقاومة الإنسولين