الرئيسية / آخر الأخبار / المرتضى من ميس الجبل: الثنائي في وحدة كالبنيان المرصوص ولن يبدل تبديلاً

المرتضى من ميس الجبل: الثنائي في وحدة كالبنيان المرصوص ولن يبدل تبديلاً

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ان “الثنائي الوطني مصر على أن يبقى في وحدة كالبنيان المرصوص ولن يبدل تبديلا، وعلينا أن نحفظ هذه الوحدة ونظهرها في كل المناسبات والإستحقاقات ونجعلها أكثر متانة لما لها من مردود كبير على الحالة الواحدة وعلى الوطن بأسره”.

 

وقال خلال رعايته مهرجان تكريم الطلاب السنوي 2023 في ميس الجبل: “ميس شرفتني اليوم اذ منحتني لقب الوزير المقاوم، كما شرفتني اذ أهدتني خوذة محتل اسرائيلي سقط هو وخوذته وعدوانيته تحت أقدام المقاومين جعلنا جميعا فداء لنعالهم”.


المهرجان الذي اقامته حركة “امل” في ميس الجبل لمناسبة تخريج “دفعة فقيد الشباب المرحوم محمد عطوف قاروط”، حضره، الى المرتضى، عضو هيئة الرئاسة في حركة امل النائب الدكتور قبلان قبلان، المدير العام وزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مسؤول العلاقات الخارجية في “حزب اللـه” الشيخ خليل رزق، رئيس ديوان المحاسبة السابق القاضي احمد حمدان، رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير، عضو المجلس الاستشاري في حركة “امل” الشاعر فريد الغول، المسؤول التربوي للحركة في إقليم جبل عامل حسين عواركة، المسؤول الثقافي في الإقليم الشيخ ربيع قبيسي، عضو قيادة الإقليم الحاج محمد زراقط، السفير محمد هزيمة، رئيس بلدية ميس الجبل السابق مرتضى قبلان، مسؤول المنطقة الخامسة يحيى جابر، مدير مستشفى ميس الجبل الحكومي الدكتور حسين ياسين، مدير مستشفى تبنين الحكومي الدكتور محمد حمادي، الشيخ بسام قاروط، الشيخ هيثم فرحات، وفد من شعبة “حزب اللـه” في ميس الجبل، وعلماء ورجال دين وفاعليات وحشد كبير من الاهالي وابناء البلدة الذين غصت بهم باحة مجمع الامام الرضا.



ومما جاء في كلمة المرتضى: “أيها الأحبة، يا أهل ميس، لا يمكنك، وأنت الصاعد من بيروت في إتجاه هذا الجبل الأشم، الا أن تتأمل في ثابتة مفادها أن هذه الارض كانت في وقت من الأوقات مسلوبة منا وأنها لم تستعد الا بفعل تضحية من أبرار ميامين، هنا دمهم ضارب في الرياحين، أجسادهم تنهض من شهادتها باكرا في الصباح، تتأمل كيف تحررت الأرض، ذكراهم تتوضأ بحكايات البطولة، وشجر الميس يلوح لهم بأغصان الوفاء، لأن كل واحد منهم ولد من أم حرة ليكون ولدا لأمة حرة.

 


هنا في هذه البلدة كانت ترتفع قامات اشجار الميس لتعانق الضوء الطالع من أهداب الساهرين على الزناد، وكانت النسائم الجنوبية، وما برحت، توقظ الخوف في مفاصل أعداء الإنسانية، وكان اليوم يروي لليوم الذي بعده أخبار الانتصارات، حتى أصبح الزمن الذي نحن مجتمعون فيه الآن، حقا صريحا لنا، ولأمهاتنا وأطفالنا، لمغتربينا والمقيمين، للبنانيين أجمعين، فلن يسلب منا بعد اليوم”.

 

 

أضاف: “كان لا بد أيها الأحبة، ونحن في “ميس”، من هذه الوقفة الوجدانية أمام ذكريات البسالة والوطنية التي حفظتها الأرض الجنوبية منذ نشوء الكيان المغتصب وتنامي عدوانه. ذلك أنه من أبسط عناوين الوفاء أن نستذكر من ضحوا لنبقى، لأنهم هم الذين أتاحوا لنا أن نكون مجتمعين ههنا في هذه العشية على هذه الارض المباركة، في “ميس” بلدة العلماء العظماء ومنارة العزة والإباء، بلدة العلامة عبد الامير قبلان صدى الصدر في الوطنية وفي مقارعة الحرمان والعدوان… “ميس” البلدة التي تتصبح بشمس فلسطين نهارا، وتستنير بقمرها ليلا وكأني بها ترسمها في ضمير الارض وعدا بأن العودة واجب لا محيد عنه وعهد لن ننكث فيه”.

 


وتوجه الى الخريجين والخريجات موصيا ب”العلم والقيم اولى الوصايا”: “نلتقي اليوم ههنا تكريما لكم أيها الخريجون الأحبة، لأنكم اجتهدتم فنلتم النجاح، وحق لنا ولكم أن نفتخر بكم، ونوصيكم باثنتين: أن تبقوا محبة صحبة الكتب في قلوبكم لأن الكتب هي المربعات الورقية التي تختبئ فيها أشجار الحياة، كلما طويتم صفحة من كتاب تقطفون ثمار شجرة وارفة وتستظلون في فيء نسائمها. فعودوا الى الكتب في كل مراحل أعماركم واقتربوا من مناهل الحداثة انما بخفر وحذر وخذوا دائما في عين الإعتبار أننا نحيا صراع وجود فرض علينا ان نخوضه وهو ذو وجوه كثيرة. هو مرة يلبس قناع السياسة، وأخرى برقع الحروب، وثالثة حجاب الاقتصاد، وهو الآن، بالإضافة إلى هذه كلها، يتوسل طريقا أخرى هي الاعتداء الثقافي على قيمنا وآدابنا المتجذرة في أدق تفاصيل هويتنا الاجتماعية”.

 

وتابع: “بالأمس القريب كانت لنا في لبنان مواجهات دستورية وقانونية وإعلامية بهذا الخصوص، مع محاولة ما جرت لإلغاء الصفة الجرمية عن العلاقات الجنسية الشاذة، أو تلك التي يسمونها تحفظا علاقات مجتمع “الميم”. فتصدينا لها كما ينبغي، وآزرنا في ذلك كثير من المرجعيات وقوى المجتمع الحية الواعية، لإيماننا وإيمانهم بأن هذه المحاولة لم تكن سوى الانطلاقة الأولى لمؤامرة خبيثة مشبوهة تهدف إلى تدمير المجتمع خطوة بعد خطوة بتدمير خليته الأساسية التي هي العائلة. وكما قال دولة الرئيس نبيه بري بالأمس قيمنا خط أحمر ولهذا سنظل نتباهى بالحشمة ولن ندعهم ينشرون الرذيلة لأننا لا نملك سوى مجتمعنا وعائلاتنا قلاعا ولأنها قلاع يخطط الصهاينة لدكها بالشذوذ، وأضيف بأننا على ذروة الثقة بأن أبناء الضاد سيغلبون كل ميم دخيلة على أبجدية أخلاقياتهم وتعاليمهم السماوية المنزلة وقيمهم الاجتماعية السامية”.

وأردف: “أما الوصية الثانية أيها الخريجون الأحبة فأن تكونوا الأوفياء لفكر الإمام الغيب موسى الصدر وهو الذي ترك لكم إنجيلا من الحياة المشتركة وقرآنا من السلم الأهلي وواجب قتال اسرائيل، فاحفظوا فكره عن ظهر قلب وجسدوه في حياتكم افضل تجسيد وكلما اردتم إضافة القوة على القوة استحضروا في ذهنكم قامة الإمام وعينيه و اغرفوا عندها من منهله ما طاب لكم من عزم وثبات ورجاء ونقاء”.

 


واستطرد: “لبنان ايها الخريجون والخريجات أعطاكم الكثير. حتى الأيام الصعبة كانت لكم أمثولة. ثقوا ان لبنان ينتظركم وان أياما أحلى ستضرب معكم المواعيد لأن لا ليل ليس بعده شروق ولا عذاب الا وبعده عذوبة. اصمدوا وكونوا حلقة الوصل بين ماضي ذويكم وبين مستقبل اولادكم وابقوا ممسكين بالقلم في يد وبالمبضع في اليد الأخرى. الأول لكتابة الإشعاع الحضاري ثقافة وعلما وفنونا وانفتاحا وعيشا واحدا مسلمين ومسيحيين، والثاني أي المبضع لبتر الغدة السرطانية المتمثلة بالكيان الغاصب الجاثم على كاهلنا اذ لا راحة لنا أو هناء قبل اجتثاثه وتطهير ارضنا المقدسة من رجسه”.