مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
إختصرت مناقشات اللجنة الخماسية التي اجتمعت أمس في نيويورك، ما انتهت اليه المبادرة الفرنسية في شأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وتجلى ذلك في موقف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف التي خاطبت مديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غيغان، قائلة: «يجب أن يكون هناك وقت محدّد للمبادرة الفرنسية، ولا يمكن أن تستمر لفترة زمنية طويلة، وبالتالي، يجب تحديد الوقت أو اتخاذ إجراءات في حق المعرقلين».
وتواترت معلومات عن اجتماع اللجنة الذي دعت اليه باريس على مستوى وزراء خارجية الدول الخمس، في مقر بعثتها الدائمة في نيويورك، لكن الاجتماع عقد على مستوى موظفين كبار، وبدأ في الثامنة صباحاً بتوقيت نيويورك واستمر نصف ساعة فقط. ودار البحث حول نتائج مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وفق ما نقلته الديبلوماسية الفرنسية التي قالت إنه لا تزال هناك عقبات تحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وخلال المناقشات التقت المداخلات، ولا سيما مداخلة المندوب السعودي، عند ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية كي تنطلق عمليات المساعدات نحو لبنان.
وبينما دعت بربارة ليف الى «حوار لبناني لبناني في شأن الانتخابات الرئاسية»، أوضحت أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أن موقف المسؤولة الأميركية لا يمت بصلة الى مبادرة الرئيس نبيه بري، بل يتصل بالمواقف المبدئية الأميركية التي تحض على أن «يحسم اللبنانيون أمرهم بالعودة الى دستورهم وقوانينهم».
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم يصدر بيان عن المجتمعين، وفسّر ذلك بالخلاف في وجهات النظر بين واشنطن وباريس. وعلم أنّ البيان إذا صدر عن «الخماسية» سيكون «بلا مفعول»، حسب مصادر متابعة قالت: «إن فرنسا أُفهمت أنها عجزت عن إحداث خرق فلتفسح المجال لغيرها».
وفي موازاة ذلك، أطل موقف قطري عالي النبرة في شأن الأزمة اللبنانية، وهو ذو دلالات، ففي كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «من المؤسف أن يطول أمد معاناة الشعب اللبناني بسبب الحسابات السياسية». وشدّد على أنّ «الخطر أصبح محدقاً بمؤسسات الدولة في لبنان، ونؤكد ضرورة إيجاد حل للفراغ الرئاسي».
وفيما كانت اللجنة الخماسية منهمكة بالاستحقاق الرئاسي، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال يتابع ملف النزوح السوري المتفاقم، فاجتمع بالأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي أعرب عن تقديره «لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين». فأجابه ميقاتي أنّ لبنان «قلق من ارتفاع أعداد هؤلاء النازحين في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعانيها».
كما التقى ميقاتي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكد له «ضرورة التهدئة في عين الحلوة ووضع حد للمعارك بين الفصائل، لأنّ هذا الواقع يثير استياء أهالي صيدا المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، ويجب الدفع لإنضاج المسعى التوافقي».
وعلم أنّ الوفد الفلسطيني الموجود في لبنان سيبقى أياماً إضافية لاستكمال مساعيه، وقالت المصادر إنّ المباحثات الجارية كرّست وجود «حماس» شريكاً في المخيمات الى جانب «فتح».
وفي حديث الى صحيفة «لوفيغارو» نشرته أمس، أشار ميقاتي إلى أنّ «الوضع في لبنان ليس مريحاً». وقال إنّ «مليوني شخص يعيشون حالة من الفقر المدقع نصفهم لبنانيون والنصف الآخر مهاجرون سوريون». واعتبر أنّ «الدولة هي المسؤول الرئيسي عن الوضع، إضافة إلى تفشي ثقافة الفساد والتبذير في التوظيف العام وعدم وجود إصلاحات شاملة». وأعلن أنه «سيطلب من القوى العالمية استخدام نفوذها لإقناع مختلف التيارات اللبنانية بانتخاب رئيس للبلاد يحظى بقبول جميع الأطراف من أجل طي صفحة الفراغ الرئاسي». وعن دور»حزب الله»، قال ميقاتي إنّه «ليس لدى الشعب اللبناني مشكلة مع البعد السياسي لـ»حزب الله»، لكن أجهزتها شبه العسكرية والأمنية، المرتبطة بدورها الإقليمي، أصبحت موضع استقطاب وانقسام ومصدر خوف للعديد من اللبنانيين».
ولم يبتعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يزور استراليا حالياً عن أزمة الاستحقاق الرئاسي، فعندما سئل عن الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، قال: «هناك لغط حول ما قلناه، وأنا دائماً أقول، وقبل دعوة الرئيس بري، إن الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وأنا لم أقل إنني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون».