مجلة وفاء wafaamagazine
وجدت دراسة نُشرت عام 2018 في «Open Heart» أنّ نحو 15 إلى 20 في المئة من الأشخاص في البلدان المتطوّرة لا يستهلكون كمية جيّدة من المغنيسيوم يومياً. لكن بما أنّ الجسم لا يستطيع الاستغناء عن هذا المعدن الضروري لدعم وظائف العضلات والأعصاب وتعزيز إنتاج الطاقة، لا بدّ من تعديل الغذاء بطريقة تسمح باستمداد أقصى جرعة مُمكنة منه.
وفق «Cleveland Clinic»، يحتاج الرجال لما بين 400 إلى 420 ملغ من المغنيسيوم في اليوم، في حين تتراوح الكمية الموصى بها للنساء ما بين 310 إلى 320 ملغ. لسوء الحظّ، قد يكون من الصعب استهلاك جرعة كافية من المغنيسيوم عن طريق الغذاء فقط، باستثناء إذا كنتم تحبّون كثيراً بذور اليقطين التي تحتوي على 156 ملغ تقريباً في الحصّة الواحدة. أمّا مصادر المغنيسيوم الأخرى فلا تتضمّن سوى كميات صغيرة في كل حصّة مثل اللوز (80 ملغ)، والكاجو (74 ملغ)، وحليب الصويا (61 ملغ)، والفاصولياء السوداء (60 ملغ)، والشوكولا الأسود المصنوع من 60 إلى 69 في المئة من الكاكاو (50 ملغ)، والأفوكا (44 ملغ)، والبطاطا المشويّة بقشرتها (43 ملغ)…
لا يمكن للجسم البقاء على قيد الحياة من دون تزويده بالعناصر الغذائية الأساسية له، من بينها المغنيسيوم. إستناداً إلى منظمة الصحّة العالمية، أصبح نقص المغنيسيوم أكثر شيوعاً، الأمر الذي يدعو للقلق لارتباطه بزيادة خطر الإصابة بالسكّري النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والصداع، والربو، وسرطان القولون.
لكن لحُسن الحظّ، تُعتبر مكمّلات المغنيسيوم آمنة عموماً ويمكنها تعزيز الجرعة المستهلكة يومياً. أمّا توقيت تناولها فيعتمد على النوع المُستخدم، والأهداف الصحّية، والاستجابة الفردية.
وشرحت اختصاصية التغذية بيري هالبرين، من مدينة نيويورك، أنّ «هذا المعدن يوصف أحياناً للمساعدة في النوم، لذلك يُنصح بتناوله قبل 30 دقيقة من موعد الخلود إلى الفراش. في المقابل، قد يجد بعض الأشخاص أنّ مكمّلات المغنيسيوم تساهم فعلاً في تحسين طاقتهم، وبالتالي يفضّلون الحصول عليها صباحاً. إنّ الأمر كلّه يتعلّق بكيفية تعاون المغنيسيوم مع الجسم، ولكن من الآمن استهلاكه في أي وقت».
وأضافت: «يُنصح عموماً بتناول مكمّلات المغنيسيوم مع الطعام لجعل المعدة تفرز إنزيمات هضمية تساعد في تفكيكها بفعالية أكبر. أمّا استهلاكها بِلا أكل فقد يسبّب الغثيان، أو إجهاد الجهاز الهضمي، أو ظهور مجموعة أعراض مثل الإسهال. كذلك تجدر الإشارة إلى أنّ الكالسيوم يتعارض مع امتصاص المغنيسيوم. لذلك يُستحسن تناول مكمّلات الكالسيوم مع وجبة مختلفة عن متمّمات المغنيسيوم».
وشدّدت هالبرين على «أهمّية اعتبار الطعام أولوية للحصول على العناصر الغذائية الأساسية، غير أنّ المكمّلات تصبح ضرورية عند العجز عن بلوغ الكمية الموصى بها يومياً. يُنصح بالتحدّث أولاً إلى الطبيب أو خبير التغذية للتأكّد من شراء النوع الصحيح واستهلاك الجرعة المفيدة للجسم. إنّ الافراط في المغنيسيوم لا يخلو من الانعكاسات السلبية، إذ يستطيع التسبّب بمجموعة أعراض مثل الغثيان، والتشنّجات المِعوية، والاسهال. كما يجب الانتباه إلى أنواع المتمّمات المستهلكة بما أنّ بعضها، مثل أسبرتات المغنيسيوم، يمتصّها الجسم ويستخدمها بشكلٍ أفضل. يبقى أخيراً التحذير من أنّ مكمّلات المغنيسيوم قد تتعارض مع بعض أنواع العقاقير مثل أدوية هشاشة العظام، والمضادات الحيوية، ومُدرّات البول… وهو دافع إضافي لاستشارة الطبيب قبل بدء تناول أي متمّم غذائي».