مجلة وفاء wafaamagazine
أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الدكتور علي فياض، خلال مشاركته في الحفل التأبيني لذكرى شهيد “حزب الله” هشام إسماعيل في حسينية زقاق البلاط، ان” المقاومة لن تضيِّع أي فرصة ولن تفرِّط بأي لحظة ولن تهدر أيّ جهد، يتيح لها نصرة المقاومين ومؤازرة أهلنا في غزة”.
وقال: “بكل فخر واعتزاز، بهامات مرفوعة وجباهٍ شامخة، نحيي ذكرى شهيدنا البطل الذي قضى هو وإخوانه في إحدى أشرف المعارك التي خاضتها المقاومة على مدى تاريخها الجهادي. المعركة التي تختزل كل أبعاد الصراع مع العدو، معركة مؤازرة غزة، معركة طريق القدس لأنها تقرّب المعركة النهائية التاريخية معركة التحرير الشامل، ومعركة الدفاع عن لبنان، عن الأهل والقرى والأرض والأمن والسيادة، معركة صون وحماية معادلات الردع والتوازن، المعادلات التي حمت لبنان وقيّدت إرادة العدوان لدى العدو الإسرائيلي”.
وأضاف: “إذا هي أشرف معركة في وجه العدو الذي اجتمعت فيه كل موبقات الإنحطاط والتوحش والهمجية والتخلف والبربرية. العدو الذي تقاطعت في عقليته وممارساته وشخصيته الفوقية كل منطلقات السوء والشر وكل الجوانب المظلمة في الصراعات والحروب، من إحتلال وفاشية وعنصرية ونازية. الكيان الإسرائيلي، الآن، هو كل هؤلاء معاً.. لأن ما يقوم به في غزة، يفوق نازية النازي وتوحش داعش وفاشية كل الأنظمة الفاشية البائدة في القرن الماضي. وكل هذا ليس مفاجئاً مع العدو الصهيوني في تاريخه وممارساته، لكن المفاجئ هو هذا الغطاء الغربي غير المسبوق، هو هذا التسويف الغربي للمجازر والفظائع وعمليات الإبادة للمدنيين والأطفال، تحت ذريعة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
وشدد على ان “هذا العمى الغربي المقصود والمتعمّد، لن يمر مروراً عابراً، لأنه تعبير عن شراكة كاملة في الجرائم، هذا الموقف الغربي هو الذي يُمهّد مسرح الجريمة، وهو الذي يهيئ للمجرم أدوات القتل وهو الذي يشجعه وهو الذي يوّفر له الحماية للإفلات من العقاب”.
وقال: “إن هذه المواقف الغربية، وفي طليعتها الموقف الأميركي، سيضخ المجتمعات العربية والإسلامية بكل مشاعر الغضب والإنفجار وممارسة العنف، ما دام القانون الدولي كذبة وحقوق الإنسان وهم والمؤسسات الدولية دُمى متحركة، لقد أقفلوا كل الأبواب بأيديهم وممارساتهم وخُبثهم ونفاقهم وإنحيازهم ومعاييرهم المزدوجة، ولم يبق أمام شعوبنا ومجتمعاتنا إلا أن تقاوم وأن تعمل ليلاً ونهاراً لامتلاك زمام القوة”.
وأضاف: “أن تكون مقاوماً معناه أنك قادر على أن تدافع عن وجودك وحقك في الحياة، أن تكون مقاوماً معناه أنك قادر على أن تستعيد أرضك وأن تمتلك حريتك وسيادتك، أن تقاوم معناه أنك قادر على أن تكون إنساناً وأن تفرض على الآخرين أن يتعاطوا معك كإنسان، وعندما تتخلى عن هذه المقاومة فإنهم سيتعاطون معك كعبد وكنفايات بشرية أو حيوانات بشرية بحسب تعبيرهم”، مردفا “إن المقاومة على مدى تاريخها المقاوم، وعلى الأخص في المنعطفات والمفاصل الهامة، كانت تتعرض لنوعين متعارضين من الضغوط، ضغط الذين يريدون من المقاومة أن تنكفئ وتتراجع وتنحني، وضغط أولئك الذين يريدون منها أن تندفع وأن تتجاوز خارج قراءتها وتقديراتها وحساباتها وقواعدها وخططها. وإن المقاومة ترسم وتحدد كل ذلك بالاستناد إلى سعيها لهزيمة العدو وضربه في مواطن ضعفه ومراكمة الإنجازات والدفاع عن أمن شعبها ومؤازرة المقاومين ونصرة فلسطين”.
وأكد فياض ان “المقاومة لن تضيِّع أي فرصة ولن تفرِّط بأي لحظة ولن تهدر أيّ جهد، يتيح لها نصرة المقاومين ومؤازرة أهلنا في غزة”.
وقال:”في عقيدة المقاومة، لا فصل بين العقلية الثورية وحكمة التخطيط، وبين الاستعداد المطلق للتضحية ودفع الأثمان مهما غلت، وبين دراسة الوسائل والأطر والظروف التي تؤلم العدو وتهزمه وتحقق الأهداف المرجوة. لقد رفعت المقاومة في الجنوب في الأيام الماضية من مستوى المواجهة مع العدو كماً ونوعاً، وألحقت به خسائر جسيمة وزادت من درجة استنزافه وإنهاكه، وهي تحضّر له المزيد من الإمكانات والإجراءات التي لن تتيح له أن يلتقط أنفاسه، وعلى الرغم من أن العدو قد زجّ في المعركة أحدث إمكاناته التقنية والتسليحية في البر والجو، فإن المبادرة هي بيد المقاومة ولها اليد الطولى في هذه المواجهة، وهي ستدفّع العدو ثمناً مضاعفاً عن كل عدوان يشنه ضد أهلنا وقرانا وسترد له الصاع صاعين”.
وختم فياض: “ونحن في هذه المعركة المفتوحة الأفق، نقدم شهداءنا بكل رضى وتسليم وطمأنينة على طريق القدس ودفاعاً عن أهلنا وأرضنا ووطننا.. ونحن واثقون بإذنه تعالى بالإنتصار، لأن الله عزَّ وجل وعدنا بالنصر والله لا يخلف وعده، والله غالبٌ على أمره”.