الرئيسية / آخر الأخبار / “القوات” تتهيأ للتصعيد ضد “المخطط الانقلابي”… جنبلاط: رئيس الأركان إذا تعذّر التمديد

“القوات” تتهيأ للتصعيد ضد “المخطط الانقلابي”… جنبلاط: رئيس الأركان إذا تعذّر التمديد

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار”:

بدت المعطيات التي انكشفت ليل الاثنين حيال سيناريو “انقلابي” على الاتجاه الى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في حاجة الى مزيد من الإسنادات والإثباتات الجادة، فجاءت هذه الإثباتات تباعا وسريعا في الدرجة الأولى عبر التهجم المقذع غير المسبوق لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على قائد الجيش، ومن ثم عبر السجال الذي نشأ بين “القوات اللبنانية” ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والذي تضمن من جملة ما تضمنه التأكد من الاتجاه الى عقد جلسة لمجلس الوزراء تعيد تلقف ملف التمديد. وقد وزع مساء امس فعلا جدول اعمال الجلسة تمهيدا لانعقادها وتضمن 24 بندا من بينها البند 23 الذي ينص على “اصدار مراسيم تتعلق بشؤون وظيفية وشؤون ضباط وقوى أمنية وترقية ضباط “.
اذن وفيما جبهة الجنوب الميدانية على حالها من التصعيد المتدرج اشتعلت الجبهة السياسية الداخلية منذرة بتداعيات شديدة السلبية في الساعات المقبلة بعدما انفجر ملف التمديد فاضحاً معالم مخطط جدي للإطاحة بالإجراء الذي كان يفترض بمجلس النواب ان يأخذه في عهدته، فاذا بتطورات الساعات الأخيرة تتخذ منحى تفجير اشتباك سياسي شمولي. وبلغ التوجس لدى قوى المعارضة ذروته حيال مجريات هذا “الانقلاب” اذ ذكر ان خطوات تصعيدية ستتخذها “القوات اللبنانية” اذا لم يتم ايجاد حل لمسألة التمديد لقائد الجيش وحماية المؤسسة العسكرية ومنها الدعوة الى الاضراب.
ولعل المفارقة اللافتة ان الاشتباك السياسي الداخلي اندلع على وقع تطورات تصعيدية في الجنوب، كما على وقع تواصل التحذيرات الغربية للبنان من الانزلاق الى حرب مع إسرائيل. وفي هذا السياق أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا تصل الى لبنان يوم الجمعة وتنتقل الى جنوب لبنان لزيارة القوات الفرنسية العاملة ضمن “اليونيفيل”. كما انها تعتزم توجيه الرسائل نفسها التي سبق ان نقلها رئيس الاستخبارات الفرنسية السفير برنار ايمييه ووفده الى المسؤولين اللبنانيين و”حزب الله” حيال ضرورة تنفيذ القرار 1701 ثم تنتقل كولونا الى تل ابيب ثم رام الله وتبحث موضوع الحرب على غزة والسعي الى هدنة انسانية وادخال المساعدات، وايضا اعطاء رسائل حول عدم التصعيد في الجبهة الشمالية مع لبنان. الى ذلك ما زالت زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للقوات الفرنسية في جنوب لبنان غير مؤكدة، وهي ما زالت قيد الدرس من بين عواصم اخرى توجد فيها قوات لفرنسا. فزيارة كولونا ليست مرتبطة كما قيل باحتمال زيارة ماكرون التي هي حتى الآن غير مؤكدة . وقد زار بيروت وتل ابيب قبل كولونا وفد رفيع ضم مدير الشؤون السياسية في الخارجية الفرنسية فريديريك موندولوتي ورئيسة قسم العلاقات الدولية في وزارة الدفاع الفرنسية اليس روفو للهدف نفسه ولنقل الرسائل نفسها .
اما الاشتعال السياسي فبدا مرشحا لاثارة الشكوك حول ما اذا كانت الجلسة التشريعية لمجلس النواب الخميس كما الجلسة “المرتقبة” لمجلس الوزراء الجمعة ستنعقدان ام ستطيرهما شظايا الاشتباك الناشئ اذ تخشى المعارضة ان يكون التمديد عبر مجلس الوزراء، فخاً لابطاله لاحقا عبر مجلس شورى الدولة بطعن من التيار العوني .

هجوم باسيل
وما عزز شكوك المعارضة ومؤيدي التمديد، كان الهجوم العنيف الذي شنه النائب باسيل في مؤتمر صحافي على العماد جوزف عون حيث قال ان “التيار ضد التمديد لأن الشخص المعني خان الامانة واصبح عنوانا لقلة الوفاء، وهو يخالف قانون الدفاع الوطني ويتعدى على صلاحيات الوزير ويخالف بشكل واضح ووقح وعلني قانون المحاسبة العمومية، ويتباهى ويفاخر بمخالفة القانون”، وذهب الى القول بان “اوجه الشبه كبيرة بين التمديد لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، واليوم نفس القوى الضاغطة ونفس الحجج والسردية الكاذبة والادعاء ان الخلاف شخصي”. كما اعتبر باسيل أن ” قائد الجيش يُنفّذ سياسة الغرب في ما يخصّ حزب الله وإسرائيل ويُطبّق القرار 1701 بشكل مجتزأ ونرفض التمديد للعماد عون أيضاً حرصاً على المؤسسة العسكرية لأنّ الشخص المعني عسكريّ ويجب ألا يُدخل هذه المؤسسة في السياسة”. كما هاجم “القوات اللبنانية” واتهمها بالرضوخ لضغط احد السفراء .

سجال “القوات” وميقاتي
وفي السياق تصاعد سجال حاد بين “القوات اللبنانية” والرئيس ميقاتي اذ استغربت “القوات” “أشدّ الاستغراب دعوة الرئيس ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء ظاهريًّا للتمديد للعماد جوزف عون ولكن فعليًّا لقطع الطريق على هذا التمديد، ذلك أنّ التمديد في مجلس الوزراء يتطلّب توقيع وزير الدفاع، والأخير كما هو معلوم ليس بهذا الوارد، وبالتالي سيقدم مجلس الوزراء على خطوة غير قانونية الهدف منها فقط قطع الطريق على التمديد الفعلي في مجلس النواب بعد أن تحدّدت جلسة”. ولاحظت انه “كان للرئيس ميقاتي الوقت الكافي في الأشهر الماضية، حيث كان الموضوع مطروحًا وبقوة لترتيب تمديد قانوني لقائد الجيش في مجلس الوزراء، ولكنه لم يتمكن من ذلك، فكيف نفسِّر إقدامه في هذه اللحظة بالذات وبعد أن طرح موضوع التمديد في المجلس النيابي،الدعوة إلى تمديد غير قانوني لقائد الجيش في مجلس الوزراء يُطعن به في سهولة قصوى ويُبطَل في سهولة قصوى، فنكون قد أدخلنا المؤسسة العسكرية في فراغ وفوضى كبيرين، ونكون قد أدخلنا البلاد في فوضى أكبر وأخطر، ونكون قد كشفنا لبنان كليًّا أمام المخاطر المحدقة به في الوقت الحاضر. فهل يدري الرئيس ميقاتي ما هو فاعله؟”
ورد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي “مستغربا بدوره أشد الاستغراب الموقف الذي أصدرته “القوات اللبنانية” واعتبر “أن الدعوة الى مجلس الوزراء، في حال حصلت، هي من أجل تأخير تسريح قائد الجيش ستة أشهر، في حين أن الاقتراح المقدم من قبل “القوات” الى مجلس النواب ينص على تأخير سن التقاعد سنة كاملة. والامران لا يتعارضان مع بعضهما البعض”.

جنبلاط لـ”النهار”
وسط هذه المعطيات الساخنة اتخذ موقف لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في حديث لـ”النهار” دلالات بارزة يرجح ان تكون مؤثرة على مجريات هذا الملف، اذ ابدى جنبلاط تأييده لمسار الجلسة الحكومية التي سيدعو اليها الرئيس ميقاتي لتأخير تسريح قائد الجيش جوزف عون وتمديد خدمته.
ورداً على سؤال “النهار” حول احتمال طعن “التيار الوطني الحر” بهذا التمديد، أجاب “نحن في حالة حرب وهناك من يتسلى بالدستور… انها مزحة كبيرة”.
وأضاف: “قمت بكل الاتصالات اللازمة، انا مع التمديد وعدم الدخول في نوع من الفراغ بقيادة الجيش”.
وحول موقفه السابق المتريّث من تعيين رئيس أركان، أفصح جنبلاط أن “رئيس الاركان في حال غياب قائد الجيش ينوب عنه، ونفضّل أن تكون قيادة الجيش والأركان مكتملة، أي أن يكون هناك قائد جيش، ورئيس أركان ومجلس عسكري. وفي حال تعذّر لأسباب داخلية وعبثية التمديد للعماد جوزف عون، سنسعى الى أن يرّقى ضابط رشحته وفق الأقدمية هو العميد حسان عودة الى أن يرقى ويعيّن كرئيس أركان لينوب عن قائد الجيش عندما يغيب أو عندما يتقاعد الأخير. وأنا ضد البدع الأخرى الخطرة بأن يأتي قائد الجيش من الأقدم رتبة في الجيش، وهي دعوة سمعتها من أحدهم من كبار السياسيين “.

الجنوب
اما في المشهد الميداني جنوبا فلم تتراجع كثيرا حدة المواجهات وقصف الجيش الإسرائيلي مواقع في الجنوب رداً على استهداف “حزب الله” لموقع المالكية على الحدود. وطاول القصف الاسرائيلي أطراف بلدة عيترون. كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الدفاعات الجوية اعترضت صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه موقع عسكري في المالكية.
واستهدفت مسيرتان مناطق خالية ما بين بيت ليف ورامية وسقط صاروخ في مدرسة ياطر الرسمية، حيث أصاب سيارة مديرة المدرسة بعد ترجلها منها بدقائق ولم ينفجر .
واعلن “حزب الله”تباعا استهداف موقع ‏المالكية ونقاط ‏انتشار الجنود الاسرائيليين في محيط موقع جل العلام‌‎ ‏ومرابض المدفعية الإسرائيلية في خربة ماعر وموقع حدب يارون وموقع بياض بليدا ومن ثم نقاط انتشار جنود إسرائيليين في محيط موقع العاصي.