الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / طهران لواشنطن: أنتِ مَن يُوسّع الحرب .. وميقاتي للجم إسرائيل

طهران لواشنطن: أنتِ مَن يُوسّع الحرب .. وميقاتي للجم إسرائيل

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “الجمهورية”:

فيما المشهد الجنوبي يزداد تصعيداً يوماً بعد يوم مُقترناً باختراق اسرائيلي واضح لقواعد الاشتباك، تتزايد المخاوف من انزلاق الوضع الى مواجهة شاملة كان الاميركيون ولا يزالون يحذّرون منها، فيما الموضوع الداخلي الللبناني يشهد في ظل عطلة الاعياد اتصالات تأسيسية لمطلع السنة الجديدة الذي سيشهد حراكاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري يهدف الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي على قاعدة المناخات السياسية التي وَفّرتها جلسة المجلس الاخيرة التي أقرّت تَمديد ولاية قائد الجيش لسنة، وكسرت مقاطعة بعض الكتل النيابية لـ”تشريع الضرورة”.
الوضع في الجنوب وغزة عَرضَه أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته، وبحسب معلومات رسمية كرر على مسامع ضيفه “المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان”، معتبراً “أنّ استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل”.
ودعا “الى ممارسة أقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان”. وكرر التأكيد “انّ المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال الى التفاوض الى حل على اساس الدولتين واعطاء الفلسطينيين حقوقهم”. وأكد “انّ من شأن استمرار المساعدات البريطانية للجيش أن تدعم جهود المؤسسة العسكرية وعملها في هذا الظرف الصعب”.
من جهته اعتبر كاميرون “انّ تصعيد النزاع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم”. وقال: “أنا مُمتنّ لرئيس الوزراء اللبناني لمناقشة هذه القضايا الحاسمة معي اليوم ولجهود لبنان لمنع مثل هذا التصعيد”.

وزيرة خارجية فرنسا
الى ذلك، وخلال اتصال جرى بينه وبين وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، عبّر ميقاتي عن “قلقه لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع”.
واعتبر انّ “من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطاول كل دول المنطقة”، وطلبَ “الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية”.
وعلى صعيد الموقف الايراني قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنّ “واشنطن بعثت برسائل لطهران بأنها لا تريد توسيع الحرب الإسرائيلية على غزة، وكان رَدّنا أننا “لسنا من يوسّعها، بل أنتم”. وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبلغتهم أنّ لديها الإمكانية الكافية لمواصلة المواجهة لأشهر عدة، مشدداً على أنّ نهاية الحرب لن تكون بقرار أميركي أو إسرائيلي؛ بل ستكون للشعب الفلسطيني”.
الى ذلك أكّد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، خلال تمثيله الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في تشييع معاونه التنفيذي النائب السابق محمد حسن ياغي في بعلبك، أنّه “لن تتمكن أيّ قوة في العالم من أن تفرض على المقاومة ومنطقها أي شيء من خارج مصلحة لبنان، ومن خارج مصلحة القضية الأساس قضية فلسطين، ومن خارج مصلحة الأمة”.

الوضع الميداني
على الصعيد الميداني في الجنوب، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي ظهر امس على أطراف بلدة عيتا الشعب، وحلّق بكثافة في أجواء القطاع الشرقي بالتزامن مع غارات على منطقة الصالحاني بين راميا ومروحين في القطاع الغربي. وسقطت 4 قذائف مدفعية اسرائيلية بين دبل وحانين. فيما أغارت مسيّرة على منطقة الوعر الواقعة ما بين بلدتي راميا وبيت ليف. واستهدف القصف المدفعي تلة حمامص في سردا، وطاوَل أطراف بلدات: ياطر، شيحين الجبين ومجدلزون وأطراف بلدة حولا من جهة مركبا وسهل مرجعيون وخراج بلدة راشيا الفخار.
وأفيد عن استهداف منزل كان قد استُهدف أمس في حي المسيلح في عيتا الشعب بصاروخ أرض أرض. وعصراً، شَن الطيران الاسرائيلي غارات على بلدة عيتا الشعب. فيما تجدّد القصف المدفعي المعادي على اطراف طيرحرفا، شيحين والحبين ومنطقة عين الزرقا. وسجّل أيضاً سقوط قذائف فوسفورية بين علما الشعب واللبونة، وأغارت مسيرة اسرائيلية على منزل في حي البركة ببلدة عيناتا، وقد ارتطم الصاروخ بشرفته ولم ينفجر.
ومساءً تعرّض الوادي بين بلدتي حومين التحتا وصربا ومزرعة الخريبة لسلسلة غارات جوية نفّذتها طائرات حربية ومسيرات ألقت عدداً من الصواريخ الثقيلة التي أحدثَ انفجارها دوياً هائلاً تَرّدد صداه في مناطق اقليم التفاح والنبطية والزهراني، وأدى الى تحطّم زجاج عشرات المنازل في الحي الفوقاني في بلدة حومين التحتا والمقابل لمكان الغارات.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي “انّ سلاح الجو شَن هجوماً استباقياً جنوب لبنان واستهدف بنية تحتية لـ”حزب الله”. فيما اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى انّ الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة أطلقها الحزب من جنوب لبنان.
وإذ دَوت صفارات الإنذار في يفتاح وراموت نفتالي والمالكية وديشون في الجليل الأعلى خشية تسلّل مسيّرات لبنانية، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن إطلاق نحو 20 صاروخاً خلال الرشقة الأخيرة من لبنان في اتجاه كريات شمونة.
في المقابل، أعلن “حزب الله” استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتجمّعاً لجنود العدو في ثكنة هونين مُستخدماً “الأسلحة المناسبة”. كذلك استهدف ثكنة راميم العسكرية و”انتشاراً لجنود العدو في محيط ثكنة ميتات” و”مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر” و”آلية عسكرية إسرائيلية داخل ثكنة راموت نفتالي”. وأكد انه حقّق في كل هذه الاهداف إصابات مباشرة.

الكاميرات
واشار الإعلام الحربي التابع لـ”حزب الله”، في بيان، الى انه “بعد عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت معظم كاميرات وتجهيزات الجمع الحربي للعدو الإسرائيلي عند الحافّة الأمامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، خسر العدو الكثير من إمكانية الرؤية والتنصّت لاستهداف المقاومين ومراقبة تحركاتهم. وتعويضاً عن هذه الخسارة، عَمد العدو في الآونة الأخيرة إلى اختراق الكاميرات المدنية المثبّتة أمام المنازل والمتاجر والمؤسسات في القرى الأمامية، الموصولة إلى شبكة الإنترنت، للاستفادة من المادة البصرية التي تؤمّنها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم”.
وختم: “نَهيب بأهلنا الأعزّاء، خصوصاً في القرى الأمامية التي تجري في محيطها أعمال للمقاومة، فصل الكاميرات الخاصة أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت، والمساهمة في إعماء العدو أكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهدوها من أنشطة أو تحركات في المنطقة”.

يونيفيل
والى ذلك، أعلنت قوات “يونيفيل”، في بيان، أنّ احد حنودها أصيب ليل امس الاول “بعد أن تعرضت دورية تابعة لها لهجوم مجموعة من الشبان في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث”. واعتبرت أن “الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مُدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق”. ودَعت “السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة”.
وفي كفركلا اعترضت أمس مجموعة من الشبّان طريقَ دورية تابعة لـ”يونيفيل” من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة، وأجبَرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية. وحُلّ الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة.
وأعلنت نائبة مدير مكتب “يونيفيل” الاعلامي كانديس ارديل، في بيان، انه “عند حوالى الساعة التاسعة صباحاً، تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة 4 دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي”. وأضافت: “بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصَل حفظة السلام طريقهم. إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة يونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان”.
وفي هذا السياق طالبَ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، “قوّة يونيفيل في جنوب النهر أن تكون قوة عدالة وحسابات وطنية فقط”، لافتاً الى أنه “مُرحّب بها بمقدار دورها الدولي الذي يخدم سيادة لبنان الوطنية، وأيّ انتهاك لدورها في حساباتنا الوطنية ممنوع ومردوع وهو بمثابة انتحار، وأيّ مغامرة تحت أي جنسية أو ذريعة ستواجَه بقبضات شعبنا الذي يُعلّم العالم معنى الحرية والسيادة والإستقلال”.