الرئيسية / آخر الأخبار / واشنطن وباريس تدُقّان ناقوس الخطر: تجاوَزوا “الاغتيال” لتتجَنّبوا الحرب

واشنطن وباريس تدُقّان ناقوس الخطر: تجاوَزوا “الاغتيال” لتتجَنّبوا الحرب

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “نداء الوطن”:

تحرّكت واشنطن وباريس معاً على عجل، من أجل تدارك تداعيات اتساع النزاع على الجبهة اللبنانية نتيجة اغتيال الرجل الثاني في حركة «حماس» صالح العاروري الثلاثاء الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت. وترافق التحرك مع مؤشرات حول احتمال انزلاق لبنان الى الحرب في ظل دعوات الى الثأر لمقتل العاروري و 6 آخرين من قادة وكوادر «حماس». وآخر الدعوات رافقت تشييع العاروري في بيروت. كما سبقتها التهديدات التي أطلقها الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله أول من أمس ضد إسرائيل على خلفية اغتيال العاروري ورفاقه. ووعد نصرالله بمزيد من المواقف سيطلقها اليوم لمناسبة ذكرى اسبوع وفاة المعاون التنفيذي للأمين العام النائب السابق محمد ياغي.
وفي هذا السياق، أعطت الخارجية الأميركية لبنان عنواناً رئيسياً لجولة الوزير انتوني بلينكن التي بدأها أمس في اتجاه المنطقة، وأول محطاتها تل ابيب. وأفاد الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر أنّ بلينكن سيناقش «منع اتساع رقعة النزاع»، بعد أيام على مقتل العاروري بضربة إسرائيلية في لبنان. وقبل مغادرته واشنطن، تحادث بلينكن هاتفياً مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا، و»اتفقا على تجنّب التصعيد في لبنان وإيران».
أما في بيروت، فجال أمس السفير الفرنسي هيرفي ماغرو على عدد من الشخصيات السياسية والأمنية. وعلمت «نداء الوطن» أنه استفسر عن مضمون كلمة نصرالله التي «أحدثت إرباكاً على صعيد تطبيق لبنان القرار 1701، ونبّه من خطر نشوب حرب ينزلق لبنان اليها»، وفق ما ذكرت مصادر سياسية اجتمعت بالسفير الفرنسي. وقالت المصادر: «إن فرنسا تسعى الى تطبيق القرار 1701»، وتساءل عن امتثال «حزب الله « لموجبات القرار الدولي، وهل سيرد على اغتيال العاروري؟ وقال لمستقبليه: «إنّ اسرائيل لم تقصد استهداف «حزب الله» أو الضاحية، انما النيل من منفذي عملية السابع من تشرين الأول الماضي في غلاف غزة. وأبدى خشيته من احتمال توسيع الحرب وهو ما أوحى به نصرالله من خلال رفع لهجة تهديداته». واعتبر ان ضبط النفس وعدم الرد على الاغتيال عاملان مهمّان في منع التصعيد وتجنب الحرب.
وفي الإطار الديبلوماسي أيضاً، يستقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب غداً الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيف بوريل الذي يصل اليوم الى لبنان. وكان بو حبيب عاد من واشنطن حيث اجتمع في البيت الأبيض مع بريت ماك غورك مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط. كذلك التقى بو حبيب في واشنطن مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين. وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن للصحافيين على هامش لقاء هوكشتاين وبو حبيب إنّ الولايات المتحدة تبذل «جهداً ديبلوماسياً للمساعدة في حل بعض التوتر بين إسرائيل و»حزب الله».
وفي تل ابيب، اجتمع هوكشتاين بوزير الدفاع يوآف غالانت الذي قال إنّ هناك «نافذة زمنية قصيرة للتوصل إلى تفاهمات ديبلوماسية» مع «حزب الله». وأضاف: «هناك نتيجة واحدة محتملة، واقع جديد في الساحة الشمالية، سيسمح بالعودة الآمنة لمواطنينا» الى المستوطنات على الحدود مع لبنان.
وحضر لقاء غالانت وهوكشتاين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، وغيرهم من كبار مسؤولي الدفاع.
ومن التطورات السياسية والديبلوماسية الى التطورات الميدانية، فقد علمت «نداء الوطن» أنّ قائد قوة «اليونيفيل» اللواء آرولدو لاثارو الذي زار تباعاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، طلب تدخل المسؤولين لدى «حزب الله» كي «يحيّد في مواجهات الجنوب مراكز «اليونيفيل» والجيش اللبناني فلا يطلق من محيطها نيران أسلحته في اتجاه اسرائيل، التي تردّ من دون تمييز على هذه المراكز».