الرئيسية / آخر الأخبار / حراك «الخماسية»: إثبات وجود قبل الدخول في عطلة جديدة

حراك «الخماسية»: إثبات وجود قبل الدخول في عطلة جديدة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “الأخبار”:

لا صوت في بيروت يعلو صوت الحرب في غزة، باستثناء التأهب الرسمي والدبلوماسي لمواكبة أي تطور على الجبهة الجنوبية، في ظل تمسّك المقاومة بمعادلة «لا فصل للساحات ولا ترتيبات سياسية في الجنوب ما دامت المجرزة متواصلة في القطاع»، مع تأكيدها على أن لا «تقريش» لتطورات الجبهة في الملفات الداخلية.ومع التسليم بهذه المعادلة بعد محاولات ترغيب وترهيب متعددة، استأنف سفراء دول اللجنة «الخماسية» (الولايات المتحدة، قطر، مصر، فرنسا والسعودية) حراكهم أمس، بجولة استهلّوها بلقاءين أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك بشارة الراعي.

التصريحات العلنية لم تخرج عن العموميات بالتأكيد أن اللقاءات «تناولت الأوضاع العامة والمستجدات السياسية خصوصاً استحقاق انتخاب رئيس جديد للبنان»، وأن هناك توافقاً «على ضرورة التفاهم لإنجاز الاستحقاق». وصرّح السفير المصري علاء موسى، باسم زملائه، بأن «التحرك يأتي في إطار بذل الجهود لإحداث خرق في الملف الرئاسي وصولاً إلى انتخاب رئيس في أقرب فرصة، وسنتناول هذه التفاصيل مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات».

أما عملياً، فقد تقاطعت المعلومات حول اللقاءين على «عدم وجود وقائع جدية يُبنى عليها للتفاؤل في ما خصّ الانتخابات الرئاسية»، وأن ليس «لدى السفراء الخمسة رؤية محددة بالنسبة إلى هذا الملف»، باستثناء «التأكيد على انتخاب رئيس في أسرع وقت وعلى أهمية التشاور بين القوى السياسية حول اسم توافقي». وبحسب أكثر من مصدر مطّلع «خرجت الخماسية من التسميات، بسبب الخلاف بين أعضائها على المرشحين، إذ إن لكلّ منهم مرشحاً، وعادت إلى التركيز على المبادئ العامة التي تتمحور حول ضرورة التشاور بين القوى السياسية، وحول الانتخاب وضرورته في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة وتحتّم وجود رئيس للجمهورية». وقالت المصادر إن حراك السفراء الخمسة «يهدف فقط إلى إثبات الحضور والإيحاء بوجود اهتمام إقليمي ودولي بهذا الملف»، إذ إنهم «يدركون جيداً استحالة تحقيق انفراج في الأزمة الرئاسية قبل وضوح الصورة حيال مآل الحرب في غزة وتداعياتها على الجبهة الجنوبية». إلا أنهم، وفق المصادر، «يعملون وفقَ القاعدة التي يعمل عليها (المبعوث الأميركي عاموس) هوكشتين، بوضع إطار عام للاتفاق السياسي جنوباً في انتظار التوصل إلى هدنة في غزة، وحين يتحقق هذا الأمر يُصبِح سهلاً الحديث عن المفاوضات في لبنان». وبالمثل، فإن «الخماسية تحاول أيضاً وضع إطار للانتخابات الرئاسية من خلال خلق قاعدة مشتركة بين القوى السياسية يُمكن الانطلاق منها فورَ انتهاء الحرب لانتخاب رئيس توافقي». وكشفت المصادر أن «الملف الرئاسي لم يكن وحده محور الحديث في لقاءات الخماسية، بل تمّ التطرق إلى الوضع الأمني والمخاوف من تطور الأمور تصعيدياً»، ومن هذا المنطلق «جرى التشديد على فكرة انتخاب الرئيس في أي هدنة قريبة».

وفيما يفترض أن يستكمل السفراء جولتهم على مختلف المسؤولين والكتل، من بينهم الرئيس ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل (من دون مشاركة السفيرة الأميركية ليزا جونسون) ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد (من دون مشاركة السفيرة الأميركية والسفير السعودي وليد البخاري)، رجّحت المصادر أن تدخل الخماسية بعد هذا الحراك في عطلة جديدة، مع سفر البخاري إلى بلاده في إجازة من منتصف شهر رمضان إلى ما بعد الأعياد، وفي ظل عدم تحديد موعد زيارة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، خصوصاً أن «الاتصال بينه وبين الرئيس بري قبلَ أيام لم يحمل ما يدفعه إلى المجيء إلى بيروت».

ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، واستهدف مقاوموه أمس مواقع زبدين و‏رويسة القرن وبياض بليدا وبركة ريشا وحدب يارين وتجمعاً ‏لجنود العدو في تلة الطيحات. واستهدف الطيران الحربي المعادي بالصواريخ بلدة العديسة ومنزلاً في ميس الجبل وبلدة عيتا الشعب، فيما قصفت مدفعية العدو أطراف العديسة وكفركلا وحولا والجبين.

وفي الإطار، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران ولبنان لسحب حزب الله إلى خلف نهر الليطاني، معتبراً أن البديل عن ذلك سيكون حرباً شاملة. فيما كتب الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس جلعاد في «يديعوت أحرونوت»، أنه «إذا أرادت إسرائيل إعادة الآلاف من سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، فهي أمام طريقَين؛ إمّا مواجهة شاملة مع حزب الله ثمنها الاستراتيجي باهظ جداً، ولن تساعدنا الولايات المتحدة فيها، أو ترتيبات أمنية محسّنة على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 1701، يسمح بإبعاد قوة الرضوان إلى ما وراء الليطاني»، معتبراً أن «الإنجازات التي حقّقها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان مهمة. لكن، من دون تحرُّك سياسي، ليس هناك أفق لإنهاء المواجهات وعودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم».