مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة النهار
بدا الحضور الحاشد مراسم جنازة المسؤول القواتي باسكال سليمان أمس بمثابة إعادة جمع القوى المعارضة للأمر الواقع، ورسالة أكيدة برعاية البطريرك الماروني الذي أعطي “مجد لبنان”، للمحطات القيادية في المراحل المصيرية. وجاءت المواقف عشية ذكرى الحرب الأهلية (13 نيسان 1975) بمثابة الرد الواضح والأكيد، على كل محاولات مصادرة الدولة وقرارها بقوة السلاح والاستقواء بالخارج وضرب اسس الشراكة الوطنية، وهي أمور اختبرها تقريباً كل الأفرقاء ولم تؤد إلا الى حروب ونزاعات وتدمير لهيكل الدولة. وقد ساهم الحضور الشخصي للبطريرك الماروني في الدفع نحو الابتعاد عن الانتقام وردات الفعل، ولاقاه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالدعوة الى تجنب أي “مواجهة طائفية أو مناطقية أو عرقية”. لكن المواقف والكلمات الأخرى شهدت تصعيداً ضد مشروع “حزب الله” الذي يستبيح قرار الدولة في حروب الآخرين.
جعجع الذي غاب لأسباب أمنية عن الكنيسة، حضر عبر تطبيق “زوم”، ليلقي كلمة مجيباً عن سؤال “وهلق شو؟”، ليقول إنّ “الجواب بسيط وواضح جداً: “وقت الخطر قوات”. المواجهة مستمرة، وستبقى إلى حين الوصول إلى شاطئ أمان فعلي، حقيقي، ثابت ونهائي”، لافتاً إلى أنّ “مواجهتنا ليست للأخذ بالثأر أو ردة فعل أو مواجهة طائفية أو مناطقية أو عرقية، بل هي من أجل الانتقال من الواقع المرير، المؤلم، المجرم، الفاشل الذي نعيش فيه منذ سنوات، إلى الواقع الجديد المرتجى ككل مجتمعات العالم المتحضّر حيث يعيش الإنسان فيه بأمان واستقرار وعزة وحرية وكرامة”.
وشدّد على أنّ “مواجهتنا مستمرة مع جميع اللبنانيين الشرفاء الأحرار حتى الوصول إلى هنا بالتحديد، كي لا نتعرض كل 5 أو 10 سنوات إلى حرب جديدة، وكي لا نعود ونخجل بجواز سفرنا اللبناني أمام العالم، كي لا نبقى “موسومين” ببلد الإرهاب والكبتاغون، كي لا تستمر عمليّات الاغتيال والقتل والخطف كما حصل مع باسكال”.
الراعي والنزوح السوري
أما البطريرك بشارة بطرس الراعي الذي أكّد أنّ “الحقيقة ستظهر لا محالة”، أسف أنّ “يكون مقترفو الجريمة من النازحين الذين استقبلهم لبنان بكل روح إنسانية، لكن بعضهم يتصرّف بشكل لا إنساني وباتوا يشكّلون خطراً على اللبنانيين في عقر دارهم، وأصبح من الملحّ إيجاد حلّ نهائي لضبط وجودهم مع الجهات الدولية والمحلية بعيداً عن الصدامات التي لا تُحمد عقباها”، مؤكّداً أن “من واجب السلطات مواجهة مسألة النزوح بالطرق القانونية، فلبنان الرازح تحت أزماته الاقتصادية لا يتحمّل إضافة أعباء نصف سكانه”.
وموضوع النازحين سيكون مثار بحث بين الراعي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يزور بكركي اليوم.
السفارة السورية
وللمرة الأولى تسجل السفارة السورية في لبنان موقفاً من الحداث ببيان رسمي أكدت فيه “حرصها على العلاقة الأخوية بين البلدين”، وأعربت عن “أسفها وإدانتها للجريمة التي ارتكبت بحق أحد المواطنين اللبنانيين وبعض ردود الأفعال عليها التي أدت الى اعتداءات مستنكرة طالت بعض المواطنين السوريين بما يخالف العلاقة الأخوية بين البلدين ويسيء الى كرامة المواطن اللبناني والسوري”.
وأكدت السفارة “على موقف الجمهورية العربية السورية من ملف النزوح وأن سوريا كانت ولاتزال مع عودة أبنائها الى بلادهم، وهي لا تدخر جهداً لتسهيل هذه العودة، والحكومة اللبنانية على معرفة ودراية بهذا الأمر”.
وشددت السفارة على “أن ما يعيق عودة السوريين الى بلادهم هو تسييس ملف النزوح من قبل الدول المانحة وبعض المنظمات الدولية المعنية بملف النازحين واللاجئين، وكذلك الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على الشعب السوري والتي تشمل اثارها السلبية المواطن السوري واللبناني”. وفي البيان تعيد السفارة التأكيد على “حرص سوريا على أمن لبنان واستقراره وعلى التعاون مع أجهزته المختصة لتسليم المطلوبين من الجانبين بما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين”.