الرئيسية / آخر الأخبار / كيمياء الدماغ تكشف سرّ الإفراط في الأكل

كيمياء الدماغ تكشف سرّ الإفراط في الأكل

مجلة وفاء wafaamagazine

هل تساءلت يوماً عن سبب إفراطك في تناول الطعام أحياناً، حتى بعد الشعور بالشبع؟

 

لطالما حيّرت مشكلة الإفراط في الأكل العلماء والباحثين، بحثاً عن تفسير لهذه الظاهرة التي تُصيب ملايين الناس حول العالم. اليوم، تُقدّم لنا دراسة حديثة أُجريت على ذبابة الفاكهة بصيص أمل لفهم آليات الإفراط في الأكل، وتفتح المجال أمام استراتيجيات جديدة لمكافحة السمنة واضطرابات الأكل.

ذاكرة الطعام: مفتاح فهم الإفراط في الأكل

تُركّز الدراسة على دور الأوكتوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً هاماً في تخزين الذكريات واسترجاعها، خصوصاً تلك المتعلّقة بالطعام. كشفت الدراسة عن علاقة تفاعلية بين مستويات الأوكتوبامين واحتياطات الطاقة لدى ذبابة الفاكهة. ففي حالة نقص الطاقة، يزداد نشاط الأوكتوبامين، ممّا يؤدّي إلى تكوين ذكريات قوية ودائمة مرتبطة بالطعام.

 

رحلة من ذبابة الفاكهة إلى صحة الإنسان

لا تقتصر الظاهرة على ذبابة الفاكهة فقط، بل تشير الدراسة إلى أنّ آلية مماثلة قد تكون موجودة في أدمغتنا. خلال فترات نقص الطاقة، قد تفضّل أدمغتنا تكوين ذكريات طويلة الأمد للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، خصوصاً تلك المصنّعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكّر والدهون غير الصحية.

 

لماذا نُفرط في تناول الطعام؟

تُحفّز الأطعمة «فائقة المكافأة» نظام المكافأة في الدماغ بشكل أكبر، ممّا يُشعِرنا بالمتعة والسعادة. ويُحفّز ذلك على استهلاك المزيد من الطعام، حتى بعد الشعور بالشبع، في محاولة لتجديد مخازن الطاقة.

 

الآثار المترتّبة على صحة الإنسان

يُشكّل هذا السلوك خطراً كبيراً على صحة الإنسان، إذ يُساهم في زيادة الوزن والسمنة، ويرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وأمراض أخرى.

 

ما هي الحلول؟

يُقدّم لنا فهم آلية كيمياء الدماغ وذاكرة الطعام وعوداً لمكافحة السمنة بشكل أكثر فعالية. ويُمكن تطوير استراتيجيات جديدة تستهدف وظيفة الأوكتوبامين أو تُساعدنا في خلق ذكريات غذائية صحية، خصوصاً خلال فترات نقص الطاقة.

خطوات نحو صحة أفضل

تُعدّ هذه الدراسة نقطة انطلاق لأبحاث إضافية لفهم اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي، إذ قد تلعب كيمياء الدماغ دوراً هاماً في هذه الاضطرابات.

 

أمل جديد لصحة أفضل

فهم العلاقة بين كيمياء الدماغ وذاكرة الطعام يُمثّل خطوة هامة نحو صحة أفضل ووزن أكثر استقراراً. وتُقدّم لنا هذه الأبحاث أملاً جديداً في علاج اضطرابات الأكل وتقديم حياة صحية أكثر اكتمالاً للجميع.