مجلة وفاء wafaamagazine
بفضل الترويج لتأثيرها المفيد على صحة الأمعاء، ارتفع الطلب على الأطعمة المخمرة وأصبحت رائجة بشكل غير مسبوق. بحسب ما نشرته “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية، يتم إعداد وتصنيع الأطعمة المخمرة باستخدام البكتيريا أو الخميرة لتكسير السكريات الطبيعية، ويحتوي بعضها، مثل الزبادي، على البروبيوتيك المعروف أنها سلالات من البكتيريا المفيدة لصحة الأمعاء.
وتخضع الأطعمة المخمرة الأخرى للبسترة أو التدخين أو الخبز أو الترشيح. وعلى الرغم من أن تلك الطرق يمكن أن تدمر البكتيريا الحية، إلا أنها يبقى لها فوائد صحية، مثل توفير الكيمتشي – وهو عبارة عن طعام تقليدي مخلل يحفظ في مكان بارد- لحمض اللاكتيك، الذي يعزز جهاز المناعة؛ بينما يمنح خبز العجين المخمر الألياف المهمة لصحة الأمعاء.
فوائد محتملة
تقول باهي فان دي بور، اختصاصية التغذية والمتحدثة باسم جمعية أخصائيي التغذية البريطانية: “كان التخمير يستخدم في الأصل كطريقة لحفظ الطعام، ولكن في هذه الأيام يتم تصنيع الأطعمة المخمرة للحصول على فوائدها الصحية المحتملة”.
ويتم الترويج إلى أن الأطعمة المخمرة وسيلة رئيسية لزيادة بكتيريا الأمعاء “الجيدة”، وتعزيز الكائنات الحية الدقيقة المتنوعة المرتبطة بتحسين الهضم وتقليل الالتهابات وتقوية جهاز المناعة والصحة العقلية.
محاذير صحية
ويحذر الخبراء حاليًا من أن بعض الأشخاص – وخاصة أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة – يجب أن يكونوا حذرين من تناولها. يأتي التحذير في أعقاب اكتشاف حديث لـ”جامعة أوهايو ستيت” الأميركية أن بعض الأطعمة المخمرة، مثل الكيمتشي والجبن المصنوع يدويًا، تحتوي على بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية. ويمكن أن يكون لهذه البكتيريا القدرة على التسبب في أعراض مرتبطة بالأمعاء مثل القيء والإسهال، أو حتى مشاكل صحية أكثر خطورة، مثل الإنتان المميت المحتمل، إذا دخلت مجرى الدم.
سلالة بكتيريا خطيرة
كما تبين أن أحد منتجات الكيمتشي، التي تم اختبارها في إطار الدراسة، على سلالة من بكتيريا فايسيلا شديدة المقاومة للمضادات الحيوية، والتي ترتبط حالات العدوى الخطيرة منها بالتهاب البطانة الداخلية للقلب والتهاب العظام وحتى التعرض للوفاة. تحدث معظم الحالات الخطيرة بين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ضعف في جهاز المناعة وبعض الحالات التي تتلقى علاج كيميائي.
وتقول الدكتورة منال محمد، المحاضرة البارزة في علم الأحياء الدقيقة الطبية بـ”جامعة وستمنستر”، إن بعض سلالات فايسيلا مرتبطة بمقاومة البكتيريا للعديد من المضادات الحيوية.
داء من الدواء
وأشار الباحثون إلى أن أولئك الأكثر عرضة لاستهلاك المزيد من الأطعمة المخمرة – على سبيل المثال، في محاولة لتعزيز صحة الأمعاء بعد مرض أو دورة من المضادات الحيوية، والتي تقتل البكتيريا الجيدة والسيئة – هم على وجه التحديد الأكثر عرضة للتأثر بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية لأن دفاعاتهم المناعية كانت منخفضة.
مكملات البروبيوتيك
وتنصح فان دي بور قائلة: “في هذا السيناريو، من الآمن تناول مكملات من سلالات معينة من البروبيوتيك لاستعادة صحة الأمعاء”، والتي تكون فعالة في منع حالات الإسهال المرتبطة بالعدوى مثل Lactobacillus rhamnosus وخميرة Saccharomyces boulardii، مع الأخذ في الاعتبار أن أنواع البروبيوتيك المحددة يمكن أن توفر فوائد مستهدفة مثل تقليل الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية وآلام البطن والانتفاخ المرتبط بمتلازمة القولون العصبي، فضلاً عن تحسن في الغازات وانتظام حركة الأمعاء لدى البالغين.
انتشار العدوى
وتقول الدكتورة
منال محمد إن اكتشاف البروبيوتيك المقاوم للمضادات الحيوية في الأطعمة المخمرة “مثير للقلق للغاية”، وأن البراز الملوث بالعدوى البكتيرية يمكن أن “يساعد في انتشار مقاومة المضادات الحيوية في البيئة”، مشيرة إلى أن تناول البروبيوتيك المقاوم للمضادات الحيوية يمكن أن يتسبب في تراكم جينات مقاومة المضادات الحيوية لدى البعض.
عدم تحمل الهيستامين
فيما توضح فان دي بور أن “بعض الأطعمة المخمرة تحتوي على نسبة عالية من الهيستامين، مما يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض من بينها الصداع والطفح الجلدي ومشاكل الجهاز الهضمي للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الهيستامين”، وهي الحالة التي يعاني منها نحو 3% من سكان العالم، وهي أحد أنواع الحساسية التي تحدث نتيجة لتراكم الهيستامين في الجسم وقصور في الإنزيم المساعد الذي يقوم بتكسير الهيستامين ليؤدي وظائفه المتعددة بالجسم.