الرئيسية / آخر الأخبار / كيف تتعامل مع الحساسية الغذائية بذكاء؟

كيف تتعامل مع الحساسية الغذائية بذكاء؟

مجلة وفاء wafaamagazine

في عام 2024، شهدنا تقدّماً كبيراً في فهم كيفية إدارة الحساسية الغذائية وعدم تحمّل الأطعمة، بفضل الأبحاث الحديثة التي توصّلت إلى نتائج جديدة تساعد في تحسين استراتيجيات التعامل مع هذه الحالات. الأبحاث الجديدة أكّدت أنّ الحساسية الغذائية يمكن أن تكون أكثر تعقيداً ممّا كان يُعتقد سابقاً، ممّا يتطلّب نهجاً أكثر تفصيلاً وشمولية.


وكشفت أحدث الأبحاث عن مجموعة من الأطعمة التي تشكّل خطراً أكبر بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، مثل الحليب، البيض، المكسرات، المحار، والقمح. في عام 2024، أظهرت دراسة نشرتها مجلة “الحساسية والمناعة” (Allergy & immunology) أنّ الحساسية لهذه الأطعمة يمكن أن تتسبّب في ردود فعل حادة مثل الطفح الجلدي، الحكة، صعوبة التنفس، وتورّم الوجه واللسان.



بالنسبة إلى عدم تحمل الأطعمة، أظهرت الأبحاث أنّ الأطعمة الغنية بالفودماب مثل البصل، الثوم، والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، قد تؤدّي إلى أعراض مثل الانتفاخ، الغازات، والإسهال. وأوضحت دراسة حديثة من “مجلة التغذية السريرية” (Journal of Clinical Nutrition) أنّ الأطعمة المُسبِّبة لعدم التحمّل قد تؤثّر على راحة الجهاز الهضمي وقد تؤدّي إلى مشاكل طويلة الأمد إذا لم تُدار بشكل صحيح.

 

يشمل العلاج، وفقاً للأبحاث الحديثة، تجنّب الأطعمة المُسبِّبة للمشاكل تماماً، ممّا يتطلّب قراءة دقيقة لملصقات الأطعمة والتأكّد من عدم احتوائها على مكوّنات تسبب الحساسية أو عدم التحمّل. وتشير الدراسات إلى أهمية استخدام البدائل الغذائية، مثل حليب الأرز أو حليب اللوز بدلاً من حليب البقر للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى فعالية العلاجات المناعية الموجّهة التي قد تساعد في تقليل الحساسية تدريجاً، ويشمل تناول جرعات صغيرة من مُسبِّبات الحساسية تحت إشراف طبي لتحسين تحمل الجسم لها.

وتشمل التطوّرات الجديدة في هذا المجال تقنيات متقدّمة للكشف المبكر عن مكوّنات مُسبِّبة للحساسية في الأطعمة، التي يمكن أن تساهم في الوقاية الفعالة. كما أنّ الدراسات تركّز على تطوير أدوات تشخيصية دقيقة تُمكّن الأطباء من تحديد المُسبّبات بدقة أكبر وتخصيص العلاجات بناءً على الحالة الفردية لكل مريض.

 

باختصار، مع تقدّم الأبحاث والتقنيات، أصبح لدينا الآن فهم أعمق وأدوات أكثر فعالية لإدارة الحساسية الغذائية وعدم تحمل الأطعمة. من الضروري متابعة أحدث الدراسات واستشارة الأخصائيِّين لضمان صحة جيدة ونمط حياة مريح.