الرئيسية / آخر الأخبار / رفض أميركي لجنوح العدوان الإسرائيلي: لبنان ليس غزة

رفض أميركي لجنوح العدوان الإسرائيلي: لبنان ليس غزة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “اللواء”:

احتدمت في اليوم الثامن للحرب الاسرائيلية البرية المعارك بين الجيش الاسرائيلي بوحداته الميدانية، وبغطاء غير مسبوق من سلاح الجو، مع تدخل سلاح البحرية، وحزب لله، الذي ادخل الى الميدان اسلحة فاجأت جنود الاحتلال على محاور القتال في البر، وكبار الضباط لدى مشاهدة الصواريخ تضرب حيفا وصفد وعشرات المستوطنات، مع استخدام المسيرات الانقضاضية، الامر الذي فاجأ العدو ايضاً، فلجأ الى توسيع غاراته واستهدافاته، للأبنية ومراكز الإيواء (في الوردانية) حيث سقط الشهداء من النازحين، وتعرضت أحياء الضاحية (المريجة والحارة والليلكي)، الى غارات جديدة بذريعة ان بعض الاحياء فيه مصانع للاسلحة!

ولئن كانت الدبلوماسية لم تسفر لتاريخه عن اي شيء يذكر، لدرجة ان الرئيس نبيه بري كان واضحاً لجهة نفيه حصول ايجابيات على هذا الصعيد، ولم يعرف ماذا دار في الاتصال الهاتفي بين الرئيس الاميركي جو بايدن، بمشاركة نائبة الرئيس المرشحة للرئاسة كامالا هاريس، والذي تطرق قبل ان يحصل (وفقاً للمصادر الاميركية والاسرائيلية) الى حدود الردّ الاسرائيلي (الفتاك) على قصف ايران، وما يجري لجهة وقف النار وصفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل، ولم يعرف ما اذا كان البحث تطرق الى وقف النار على الجبهة اللبنانية.

وحسب مصادر دبلوماسية، فإن اهداف الحرب الاسرائيلية لا تتعلق بعودة سكان المستعمرات الشمالية او ابعاد قوة الرضوان بضعة كيلومترات عن الحدود الجنوبية، بل تمتد الى توفير الارضية العسكرية والدبلوماسية «قطع رأس حزب لله» وتحويله الى حزب سياسي وفرض تسليمه سلاحه بالقوة تحت نار الحرب الاسرائيلية والضغط الداخلي (راجع ص3).

وحسب المصادر فإنه يندرج المخطط تحت عنوان «القضاء على حزب لله»، وان الفرصة اليوم ثمينة بحسب المخططين للانقضاض على الحزب وتصفيته عسكريا بعدما تكفل العدو بتصفية قادته وتحديدا امينه العام السيد حسن نصرلله، وتقييد حركة مجاهديه، وتهجير بيئته الحاضنة، وتسوية الضاحية والبقاع والجنوب بالارض ومنع المهجرين من العودة قبل تنفيذ هذا المخطط.

وتقول المصادر اننا امام ايام صعبة جدا اصعب من العدوان الذي يشن علينا، معتبرة ان موافقة لبنان الرسمي ومن خلفه حزب لله على وقف اطلاق النار بمعزل عن انهاء العدوان على غزة.

ولا تسقط المصادر من حساباتها تحضير الارضية لاصطدام الجيش اللبناني مع حزب لله تحت عنوان سحب سلاح الحزب وتطبيق القرارت الدولية، وتقول المصادر الدبلوماسية ان ثلاثة دول اساسية في مجلس الامن (اميركا-فرنسا-بريطانية) ابدت تاييدا كاملا لمنح الجيش اللبناني الصلاحية الكاملة للسيطرة على لبنان واخضاعه للحكم العسكري مع تكفلها بتسليح الجيش وتمويله، وتخيير حزب لله بين تسليم سلاحه للجيش اللبناني بالقوة او اخضاع لبنان للوصاية الدولية والفصل السابع.

وفي خطوة تحمل دلالات متعددة تفقد الملحق العسكري الاميركي برفقة، المسؤولين في المطار، العمل في المطار للتحقق من سلامة الاجراءات.

واعتبر البيت الابيض، بعد اجتماع بايدن – نتنياهو ان الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والامن الدائمين عند الحدو بين اسرائيل ولبنان، مؤكداً لا نريد ان نرى لبنان يتحول الى غزة اخرى.

ورفضت الخارجية الاميركية ما يعتزم بنيامين نتنياهو الاقدام عليه، وقالت: ليس من المقبول ان تتحول الاوضاع في لبنان الى ما حدث في غزة.

واعتبرت الخارجية ان «تقييمنا هو ان العمليات الاسرائيلية في جنوب لبنان لا تزال ضمن اطار عملية برية محدودة.

استمرار العدوان

وفي موقف يؤشر على استمرار الهجوم الاسرائيلي على لبنان قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي: سنواصل مهاجمة حزب لله بقوة دون ان نسمح له بالاستراحة والتعافي.

لكن مندوب اسرائيل في مجلس الامن قال: اذا اراد حزب لله وقف اطلاق النار فعليه وقف اطلاق الصواريخ، والتحرك شمال الليطاني.

بري: لا تقدم ايجابياً لوقف الحرب

ولكن الرئيس نبيه بري لم ير مؤشرات ايجابية على صعيد الحراك الرامي لوقف النار، مشيراً الى ان الاميركيين يقولون انهم معنا، لكنهم لا يفعلون شيئاً لوقف العدوان.

وتحدث عن الوضع المستجد لدى «حزب لله» بعد الحرب، قائلاً: إنه يعوق حراك مسؤوليه، ويزيد من المسؤولية الملقاة على عاتقه.

وعوّل بري على جلسة مجلس الأمن المرتقبة الخميس، وما إذا كان سيصدر عنها شيء بخصوص لبنان: بإعتبار أن الملف سيكون حاضراً هناك، قائلاً :إن هذه الجلسة «ستحمل مؤشرات على مسار الحراك السياسي.

والتقى بري المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني، الذي وصل الى بيروت فجأة، حيث تناول اللقاء الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة جراء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان.

ميقاتي: المساعي مستمرة

بألمقابل، جدد رئيس الحكومة التأكيد «ان المساعي العربية والدولية لا تزال مستمرة لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان،لكن التعنّت الاسرائيلي والسعي لتحقيق ما يعتبره العدو مكاسب وانتصارات لا يزال يعيق نجاح هذه المساعي.

وقال رئيس الحكومة أمام زواره امس: قد يعتقد البعض ان الجهود الديبلوماسية قد توقفت، وهناك ما يشبه الموافقة الضمنية على مضي اسرائيل في عدوانها، لكن هذا الانطباع غير صحيح، فنحن مستمرون في اجراء الاتصالات اللازمة، واصدقاء لبنان من الدول العربية والاجنبية يواصلون ايضا الضغط لوقف اطلاق النار لفترة محددة للبحث في الخطوات السياسية الاساسية واهمها التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، واجبار العدو الاسرائيلي على تنفيذه.

المبادرة الرئاسية ترسخت أم لا؟

رئاسياً، قالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن الشق الرئاسي من مبادرة عين التينة يترنح في ضوء الحديث عن تياين بشأن فصل الملف الرئاسي عن ملف وقف إطلاق النار ورأت أنه على الرغم من ذلك يرفض البعض نعي المبادرة ويواصل أصحابها إجراء الاتصالات لتأمين تفاهم على انتخاب رئيس للبلاد.

وفي تصريح لـ«اللواء» أشار نائب كتلة اللقاء الديمقراطي الدكتور بلال عبدلله إلى أن المبادرة القائمة اليوم هي مبادرة عين التينة وهناك ضرورة لتحصين الوحدة الداخلية وانتخاب رئيس للبلاد وقيام حكومة فاعلة، داعيا إلى التحلي بالوعي وهذا أمر مطلوب من جميع اللبنانيين وانجاز الملف الرئاسي بمعزل عن ملف وقف إطلاق النار، لاسيما أن هذه الحرب قد تستمر لفترة، معلنا أهمية منح زخم دستوري لانتخاب رئيس للبلاد يسعى بديبلوماسية مع المجتمع الدولي لفرض وقف إطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١.

وفي الحراك النيابي، زار وفد من «كتلة الاعتدال الوطني» قوامه النواب سجيع عطية ووليد البعريني واحمد الخير رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ثم نواب التكتل الوطني المستقل، بحضور النائبين طوني فرنجية وفريد الخازن، ثم بعض النواب المستقلين، واختمت الجولة بزيارة لدار الفتوى، حيث التقى نواب الاعتدال المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان.

ورداً على سؤال حول كيفية اقناع «حزب لله» بانتخاب رئيس قبل وقف اطلاق النار، قال عطية من معراب: «نحن نتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لمسنا رغبته بانتخاب رئيس، بغض النظر عن وقف اطلاق النار، اي الفصل بين لبنان وغزة، فضلا عن تطبيق القرار 1701 ببنوده وتفاصيله كلها وباسرع وقت. فقد زُوّدنا بهذه الآلية وهي تتقاطع مع آراء جميع من تباحثنا معهم، وبالتالي الامور ستتضح تدريجيا».

تطمينات منصوري

مالياً، جرى التوافق بين الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري على ضرورة تضامن المجتمع الاقتصادي.

واستمع المجتمعون الى تطمينات منصوري، وابرزها:

أولاً – إتخاذ كل التدابير التي من شأنها توفير إمكانية إستمرار عمل مصرف لبنان، رغم الظروف الإستثنائية.

ثانياً- السيطرة على الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية.

ثالثاً- ارتفاع إحتياط مصرف لبنان من العملات بأكثر من 2 ملياري دولار منذ آب 2023 وحتى الآن.

رابعاً- ضخ رواتب موظفي الدولة بالدولار وكذلك دفعات التعاميم.

خامساً – ملاحقة مطلقي الشائعات والمضاربين، وتقوم القوى الأمنية بعمل جبار لضبط هذا الموضوع.

إيواء النازحين

وحول اجراءات ايوا النازحين، اجتمع ميقاتي مع لجنة الطوارئ الوزارية لبحث تدفق النازحين الى المناطق الآمنة، وتوفير فرص الاغاثة في مراكز الإيواء.

واشار رئيس الحكومة الى أن ازمة النزوح من المناطق التي تتعرض للعدوان الاسرائيلي تُشكّل عنصرَ ضغطٍ اضافياً وملفاً طارئا تجنّدت الحكومة لكل طاقاتها واجهزتها لمواجهته.

وقال: ان اللجنة الوزارية الخاصة بهذا الملف تعمل بشكل متواصل وفق آلية محددة تم الاتفاق عليها منعا للتجاوزات ولضمان ايصال المساعدات الى المحتاجين. هناك بالتأكيد تقصير في هذا الملف بالنظر الى حجم النزوح الكبير وتسارعه وارتفاع اعداد النازحين يومياً، لكننا ماضون في مواجهة هذا التحدي بمسؤولية وباذن لله سنتجاوز، بتعاضدنا ووحدتنا، هذه الازمة المريرة.

ملاحقة اللصوص

وفي اطار مكافحة الرسقات في الضاحية الجنوبية، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأشخاص مقيدين الى أعمدة اشارات المرور في ساحة الغبيري، وقد رُفعت على أعناقهم كلمة «حرامي».

وقال رواد مواقع التواصل إن لجان الأحياء التي تتولى حراسة المواقع السكنية في الضاحية بعد خلوها من سكانها، ألقت القبض على أربعة أشخاص كانوا يسرقون المنازل الخالية من سكانها، من دون تحديد هويتهم.

وظهر هؤلاء في الصور، مقيدين الى أعمدة المرور والإنارة في ساحة الغبيري، وقد عُصبت عيونهم، وألصقت بهم عبارة «حرامي».

وما زال شبان من سكان الأحياء يحرسون المناطق التي فرغت من سكانها، ويلاحقون السارقين الذين قد يستغلون الوضع الأمني لسرقة المنازل.

اعتقال اسرائيلي

وفي سياق متصل، اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي: أن السلطات الإسرائيلية على علم وتتعامل مع اعتقال إسرائيلي في لبنان. وأكد مسؤولون إسرائيليون نبأ إعتقال مستوطن إسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت. والإسرائيلي المتدين من سكان القدس، خدم في وحدة «ناحال الحريدية» وزار العاصمة بيروت عدة مرات وبحوزته جواز سفر بريطاني وصل إلى لبنان بجواز سفر بريطاني بإسم يهـوشع ترتكوفيسكي، من مـواليد العام١٩٨٢ في الولايات المحدة الاميركية، ودخل كصحفي. وفي إسرائيل تم تأكيد التفاصيل.

وعلمت «اللواء» ان الموقوف الاسرائيلي بات في عهدة القضاء اللبناني للتعامل معه. علما ان هناك احتمال ان تطالب به السلطات البريطانية في حال تأكد انه يحمل جنسية بريطانية.

الميدان 200 صاروخ

على وقع الغارات الاسرائيلية المعادية العنيفة على مناطق في الجنوب والبقاع والتي طالت مرة اخرى اقليم الخروب في الشوف وارتاحت منها الضاحية الجنوبية نهاراً وتجددت بعنف مساء و استهدفت محيط «ملعب الراية» ومحيط حارة حريك والمريجة، واصلت المقاومة صد محاولات تقدم قوات العدو الصهيوني على اكثرمن محورفي الجنوب، ووسعت ردودها مجدداً على الكيان الاسرائيلي بقصف عنيف بمائتي صاروخ حسب الاعلام العبري، طال مرة اخرى حيفا واطراف تل ابيب وصفد وطبريا وصولا الى الجولان.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية مساءً عن إصابة 38 جندياً إسرائيلياً خلال ال24 ساعة الماضية عند الحدود الشمالية مع لبنان.فيما إعترف جيش الاحتلال بمقتل 11 جندياً وإصابة 168 آخرين من منذ بدء التوغل البري عند الحدود مع لبنان.

وصباح امس،، تم إطلاق صواريخ تجاه مدينة «قيسارية» مقر اقامة رئيس حكومة العدونتنياهو ومحيطها جنوب حيفا، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ظهراً عن سقوط صاروخ في منطقة «كريات آتا» شمال حيفا.

ووزعت المقاومة الاسلامية مشاهد لطائرة إستطلاع جوي لقواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية في منطقة حيفا – الكرمل عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة.

وذكر موقع «واللا» العبري : ان الاعتراضات الجوية في الشمال منعت محاولة لاستهداف منصة استخراج الغاز في حقل ليفياثان الإسرائيلي.وان الشركة المشغلة لمنصة الغازتقوم بإشعال لهيب المنصة بسبب ما أسمته حادثة تشغيلية.

واكدت وسائل إعلام إسرائيلية وصحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية: ان عدد القتلى جراء القصف على كريات شمونه بلغ 2. وإصابات وصفت بالحرجة جراء سقوط صواريخ. ونشرت مقاطع فيديو تظهرحجم الدمار والحرائق في المواقع المصابة. واعلن الناطق باسم بلدية كريات شمونه تعرّض 19 مبنى في كريات شمونه اليوم للإصابة المباشرة جراء سقوط صواريخ الحزب.

من جهة ثانية، موقع قناة 12 العبرية: توصل التحقيق الذي أجرته الفرقة 98، والذي تم إجراؤه بعد المعركة الصعبة التي خاضتها وحدة إيغوز إلى أن عناصر حزب لله لديهم ذخيرة كلاشينكوف عالية الفتك، أي مقذوفات خارقة للدروع الخزفية.

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية ان جنديين ممن أصيبوا بمعارك لبنان أمس هما من الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية.

كماكشفت «القناة الـ 12 الاسرائيلية» عن إصابة كبير مستشاري وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال الاشتباكات عند الحدود مع لبنان.

جولة جديدة لـ «هدهد» المقاومة بماذا عاد؟

اعلنت المقاومة الاسلامية عن جولة جديدة لـ «الهدهد- رقم 3» فوق مواقع ومراكز العدو في فلسطين المحتلة، وختمت فيديو الهدهد بكلمة بالعبرية وتعني «على إستعداد».

وحسب معلومات ميدانية حمل «الهدهد» إحاطة استخبارية بالمواقع والتموضعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ومعرفة التموضع الإسرائيلي وسط وعند أطراف المستوطنات. الإشارة الى مصفاة حيفا ومصانع ومعامل يعني بأن المقاومة قادرة على استهدافها وقد تقدم على ذلك ولديها القدرة. من الواضح أن الحزب يقول إن منطقة حيفا والكرمل دخلت كليا ضمن دائرة الاستهداف والنار، وبالتالي هو يعمق مأزق حكومة نتنياهو. والحزب يعيد تثبيت معادلاته بما يحمي مناطق في العمق اللبناني، وبالتالي هو يثبت أكثر عمل منظومة القيادة والسيطرة والتخطيط، ويدير حرب أدمغة، وأنه تخطى الصدمة والضربات التي تعرض لها.