مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:
انتظر لبنان ردّاً إسرائيلياً دبلوماسياً عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وإذ به يأتي من الميدان، حيث صعّدت إسرائيل من حربها مستهدفة الضاحية الجنوبية بعشرات الغارات المدمّرة، التي ترافقت كالعادة مع مجموعة من الإنذارات بضرورة إخلاء العديد من المباني التي جرى تسويتها بالأرض، كما لم توفّر في غاراتها الجنوب والبقاع، حيث ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة في بلدة نبحة سقط فيها 11 شهيداً.
هذا وتواصل القتال على المحاور الحدودية الأساسية، فشهدت بلدة الخيام لليوم السادس على التوالي معارك ضارية على أربعة محاور، في محاولة من العدو الإسرائيلي للسيطرة على هذه المدينة لموقعها الاستراتيجي.
وتحدثت مصادر أمنية لجريدة الأنباء الالكترونية عن معارك ضارية تشهدها الخيام يستخدم فيها العدو كل أنواع الأسلحة من طائرات حربية ومروحيات وقصف مدفعي وقصف بالدبابات والصواريخ الموجهة، وذلك بهدف السيطرة على تلة المحامص المشرفة على مجرى الليطاني وقضاءي النبطية ومرجعيون.
وأشارت المصادر إلى توغّل إسرائيلي على محور طيرحرفا- شمع- البياضة للسيطرة على الطريق الساحلي الذي يربط مدينة صور بالناقورة. لكن وبحسب المصادر فقد فشل العدو حتى الساعة بالسيطرة على هذين المحورين.
هذا التصعيد العسكري منذ مغادرة هوكشتاين لبيروت، يحمل الكثير من الدلالات والرسائل. وقد عبّر الرئيس وليد جنبلاط عن هواجس كثيرة في هذا السياق، معتبراً أن الكرة الآن هي في ملعب الإسرائيلي.
وقال جنبلاط في إطلالة تلفزيونية عبر شاشة mtv: “الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سمع مني ضرورة تطبيق الـ 1701 وحصرية السلاح جنوب الليطاني والعودة إلى اتفاق الهدنة الذي أكّد عليه لاحقاً اتفاق الطائف”.
وأشارَ جنبلاط إلى أنَّ الفرق بين العام 1949 و2024 هو وجود الصواريخ والمسيّرات، لذا فإنَّ تطوير اتفاق الهدنة لمنع كل أنواع السلاح من هنا وهناك مفيد ولكن الثابت هو الهدنة، لافتاً إلى أنَّه يجب تطبيق وقف إطلاق النار وهذه إشارة ننتظرها من هوكشتاين خلال الـ24 ساعة المقبلة وقد تكون إيجابية وتحمل الفرج أو سلبية إذ ما من أحد يعلم ما هي النوايا الحقيقية لنتنياهو وحكومته.
جنبلاط، وفي موقف صريح، شدّد على ضرورة فصل المسارات، قائلاً: “مع كل إيماني بقدسية القضية الفلسطينية لكن يجب فصل المسارات، إذ قمنا بواجبنا على أكمل وجه كما قام السيد نصرالله بواجبه منذ العام 2006 بربط المسارات ودفعنا أثماناً هائلة وآن الاوان لنلتقط أنفاسنا، كما يكفي استخدام الجمهورية الإسلامية للبنان لتحسين شروطها في الاتفاق النووي وكفانا دماراً”.
وحول خارطة الطريق المطلوبة للحل، قال جنبلاط: “يجب وقف إطلاق النار وتعزيز الجيش وبالتفاهم مع “الحزب” لا بد من وقف استخدام الجنوب ساحة صراع لدعم غزة أو الضفة إذ أنها لم تمنع إسرائيل من إزالة أهل غزة من الوجود”، لافتاً إلى أننا قد نكون أمام حرب طويلة ولكن يمكننا التفاؤل بتطبيق الـ 1701 والدخول بحوار مع حزب الله بشأن السلاح حينها يصبح الجنوب منطقة آمنة.
توازياً، وفي الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعاً بالموفد الأميركي، كانت المحكمة الجنائية الدولية تنتصر لآلاف الشهداء والضحايا الذين سقطوا في فلسطين ولبنان، مصدرة مذكّرة توقيف بحقه وحق وزير الحرب السابق يواف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة. وكان لافتاً جداً مسارعة عدد من الدول إلى إعلان احترامها لهذا القرار لا بل استعدادها لتوقيف نتنياهو كما فعلت إيطاليا وكندا وهولندا وغيرها، ليصبح بذلك مطلوباً في العديد من مطارات العالم.
وكان مسؤول الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل اعتبر قرار الجنائية الدولية بأنه ملزم ويجب أن يُحترم ويُنفذ من قبل جميع الدول الشركاء في المحكمة. كما أعلن ناطق باسم الخارجية الفرنسية ان رد الفعل الفرنسي على قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو سيكون متواقفاً مع مبادئ المحكمة.
وفيما تتخبّط البلاد في أزماتها، وتغرق المدن بالدمار والإجرام الإسرائيلي المتمادي، تحلّ اليوم ذكرى الإستقلال صامتة، وكأنها وقفة مع الذات تستعيد كل خيبات هذا البلد ومحطاته التاريخية وما شهدته من نكسات واحتلال وحروب.
وللسنة السادسة على التوالي لن يحتفل لبنان بعيد الاستقلال بسبب الظروف الصحية والأمنية والاقتصادية التي مرّ بها، بالإضافة الى الفراغ الرئاسي المستمر منذ سنتين، واليوم بسبب العدوان. وفي السياق زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزارة الدفاع والتقى كل من وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون مقدماً لهما التهاني بالاستقلال، منوهاُ بدور الجيش وصموده في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية التي يتعرض لها منذ الثامن من تشرين اول الماضي.
من ناحية أخرى، ودرءاً للفتنة التي يخطط لها البعض، أصدر المكتب الاعلامي للمجلس الذهبي لطائفة الموحدين الدروز بياناً دحض فيه كل المزاعم والأكاذيب التي كانت قد بثتها قناة “سبوت شوت” من أجل الترويج لفتنة مذهبية لا أساس لها من الصحة إلا في عقول مروّجيها وناشريها من دون التبصر بعواقبها. ووصفت مصادر متابعة عبر الأنباء الالكترونية التطاول على القامات الوطنية بأنه من عمل الأقزام الذين يعيشون على هامش التاريخ والجغرافيا لهذا الوطن الذي يعمل الرئيس وليد جنبلاط وكل المخلصين على تخليصه من أنياب التنين وأنياب الإعلام المشبوه من أمثال “سبوت شوت”.