مجلة وفاء wafaamagazine
حذّر أمين الفتوى في طرابلس والشمال الشيخ بلال بارودي من “مغبة الاستعجال واعلان الانتصار بدون الركون الى الوقائع وبدون التنبه الى التطورات والى ما وقعه لبنان واسرائيل في اتفاق وقف اطلاق النار”، وقال في بيان: “ينبغي لنا في هذا الوقت ان نحفظ هذه الجملة القائلة بأن العُجب والاستعجال يصنع الهزائم والوبال؛ فنحن لا نقاتل اعداءنا بالعدة والعدد ولا نقاتل بالسلاح والصواريخ فهذه تلقائية موجودة ولكن الذي يجلب النصر الى جيوشنا حسن الصلة بالله وعدم مخالفة اوامر الله والرسول. وعندما تغلب العجلة وعندما يغلب العجب ويدور الحديث عن الانتصار نسأل هنا، على من الانتصار؟ هل على اليهود والذين نسأل الله ان يخزيهم، ولنبحث أين الانتصار الذي نعجب به وأين الهزيمة التي مُني بها يهود اين؟”.
أضاف: “دباباتهم الى الان هنالك وسماؤنا مكشوفة وبحرنا مراقب وحركتنا مرصودة ونحن نعجب اننا انتصرنا. فالانتصار لابد ان يكون من حقنا، ولكن اين جند الحق وهل فهم جند الحق سياسة جند الباطل حتى نقول نحن انتصرنا . الاستعجال يصنع الهزائم والعجب يسوق الصغارة والذلة والعدالة . ونحن الان في بداية المعركه، و ما حصل ان صح ان يسمى انتصارا فهو انتصار بالسياسة لا بالعسكر هو انتصار بحسن السياسة وليس بالعسكرة وليس بالصواريخ، فاليهود قوم بهت غدر ينقضون المواثيق فاذا واجهتهم بالعجب والفوقية والاستعجال والاستكبار والتحدي فان الكرة ستعود عليك بأقوى وأخزى، لانك لم تعتبر ولن تعتبر. فنحن الان في خطر وليتنا نقرأ ما بين السطور بل بالسطور نفسها التي قَبِل بها لبنان وقبل بها اليهود، ليتكم تقرؤون لتروا ما الذي حصل وما الذي سيحصل هؤلاء يعيشون في كوكب آخر”.
وتابع: “هذا البلد لا يمكن ان يستمر الا بكل طوائفه ولكن صارحوا انفسكم وبعض الطوائف ينبغي ان يصارحوا بيئتهم وان يصدقوا مع ناسهم لا ان يخيلوا اليهم ان الانتصار كبير والذي حصل لا يمكن ان يحصل في التاريخ، ففعلا الأسر والذل الذي وقعنا فيه لا يمكن ان يقع لاحد في التاريخ ، كل حدودنا مراقبة ، وكل مرافقنا مراقبة وستدار من غيرنا ، ومع ذلك نقول انتصرنا، على من انتصرنا، اين الانتصار؟ الا ان يراد ان توظف هذه الهزائم بوجه اعداء الله ان تعكس هيمنة على سياسة البلد الداخلية سنعود للكرة الاولى من محاسبة ووهج السلاح. فاما ان يكون البلد كله بكل طوائفه آمنا ومتساويا بالحقوق والواجبات والا فان الله تعالى سيسلط على امثال هؤلاء من تعلمون ، ولن يرتدع ولن ينتفع ولن يعتبر احد. لذلك الاستعجال يقود للهزيمة والعجب يقود للهزيمة واذا انتفى الاستعجال يمكن ان نؤسس للانتصار ويمكن ان نؤسس للتكافل والتكافؤ والصمود امام هذه المؤامرات والا نخدع بما تسمعون فالاتي ليس لصالح من يدعي انه مقاومه. الاتي ليس باحسن”.
وقال: “انها ثقافات وتربيات فلذلك فينبغي ان نعلم خلفيته الحقيقية حتى نستطيع ان نوصل هذه المعلومات ، فمن تربى طيلة حياته على ان الذي حصل في كربلاء نصر كيف يمكن ان تقنعه ان الذي حصل ليس انتصارا وان النكسة الكبيرة التي اصيبت بها الامة في كربلاء فقتل الحسين واغلب جيشه واغلب اهله ولم يبقَ له الا غلام وبعض نسائه انتصارا كيف يمكن ان نقنع هؤلاء ان الذي حصل ليس الا انكسارا كيف؟ لذلك ينبغي ان نغير هذا المفهوم، واذا اردنا ان نتكلم بالسياسة فالذي فعلا دفع الانكسار التام عن امثال هؤلاء هما جهتان اساسيتان قادا المفاوضات، رجل كان يحب ان يحافظ على ما تبقى من طائفته .و الذي فعله فعلا جهد كبير لانه لو لم يفعل ذلك لما بقي شيء في لبنان ففعل جهده حتى يحافظ على ما تبقى من الشيعة التي تقتسم البلد في السياسة. كما ان هناك جهدا بذله من هو مؤمن بأنه مؤتمن على البلد و يقدّر معنى سير الدولة و من تربى في كنف هذه الدولة ويفهم مفهوم الدولة ويقود حكومته ليصل بالبلد إلى الشاطىء الآمن. لذلك ان كان هناك نصر فالذي يشكر عليه امثال هؤلاء وليس من جر الصغائر وجر الصغار”.
وختم: “نحن اليوم ولا نريد ان نتكلم بكل ما نعرف لان الناس قد يصدمون ما الذي حصل وما الذي جرت الموافقة عليه وما الذي رفض وما الذي امر. ولكن اثبتوا على الحق اقراوا الاحداث لا تسمعوا الاخبار بل اقراوا الحدث فانظروا ما الذي حصل تفهمون الواقع”.