مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول:
بخطاب قسمٍ واعدٍ انطلق العهد الجديد، وبخريطة طريق رسمها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بوطنية لما تتطلبه المرحلة من ورشة عمل جبّارة لاستعادة البلد وبناء دولة قويّة عمودها الجمهورية، تنفس البلد رئاسياً، وانطلقت معه عجلة التحديات المتمثلة بتكليف الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة، فيما الكتل منشغلة بالتسمية تزامناً وموعد الاستشارات النيابية غداً الإثنين.
وفيما تتجه الأنظار إلى هوية من سينال منصب رئاسة الحكومة، على أن يتمّ التوافق بين الكتل النيابية، يؤكّد المراقبون ضرورة الإجماع على شخصية تواكب خطاب القسم الذي أعلنه الرئيس عون، خصوصاً في ظلّ تعدد أسماء المرشحين وتباين مواقف الكتل.
“اللقاء الديمقراطي” تحسم موقفها اليوم
وفي ظل الجدل القائم حول شخصية رئيس الحكومة العتيد، لفتت معلومات خاصة لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى اجتماع ستعقده كتلة اللقاء الديمقراطي اليوم للبحث في اختيار اسم لمنصب رئاسة الحكومة، وتشير المعلومات إلى أن “الأمر الأهم بالنسبة للكتلة هو تشكيل حكومة تُلاقي بشكلها ومضمونها خطاب القسم، بصرف النظر عن الأسماء، على أن تضع هذه الحكومة خريطة عمل لإصلاح الأزمات المتراكمة منذ عامين ونصف عام، بدءاً من خطة تعافٍ اقتصادية، مروراً بإقرار القوانين الإصلاحية وضمان حقوق المودعين، وصولاً إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتطبيق مندرجاته.
عون: لم آتِ لأعمل في السياسة
في السياق، أمل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لكي يتم وضع الأمور على السكة الصحيحة، لنبدأ ببناء جسور الثقة مع الخارج، مشدداً على أنه “لم يأتِ ليعمل في السياسة بل لبناء دولة لا تقوم الا على العدالة والمساواة بين جميع المكونات التي تجمعها هوية واحدة”.
ولفت الرئيس عون إلى أنَّ “المسؤولية ليست علي وحدي، وهذا ليس عهدي، هذا عهد كل لبناني أيًّا كان مركزه ومهما كانت طائفته”، معتبراً أنه علينا أن نستعين بمساعدة الخارج لا أن نستقوي به على الداخل، كما وأن لا فضل لطائفة على أخرى أو شخص على آخر”.
دعوة من دريان إلى النواب
من جهته، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، من بعبدا، النواب للقيام بواجبهم الدستوري بتسمية من هو أصلح لتولي تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أنّنَا مكوّن أساسي في الدولة اللبنانية ولن نطلب شيئاً لأنفسنا بل ما سنطلبه هو تحقيق التوازن بين مكونات المجتمع اللبناني، كما أننا نريد الشعور اننا نعيش في دولة وأنتم الأهل لتحقيق هذا الامر، دولة تحكمها العدالة كما يحكمها القانون والدستور واتفاق الطائف.
السعودية… مقصد الرئيس الأوّل
إلى ذلك، هنأ ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الجمهورية بانتخابه.
وفي اتصال هاتفي بين الطرفين بحث آخر المستجدات وسبل تعزيز العلاقة الفريدة والتاريخية بين المملكة العربيه السعودية ولبنان، وجّه سمو ولي العهد دعوة كريمة للرئيس عون لزيارة المملكة فشكره، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية ستكون أول مقصد له في زياراته الخارجية تلبية لدعوة سموه وإيماناً بدور المملكة العربية السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتأكيداً لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي.
ملفات قيد المعالجة في دمشق
توازياً، تباحث ميقاتي مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، في أول زيارة لرئيس وزراء لبناني إلى دمشق منذ العام 2010 في الملفات العالقة بين البلدين، حيثُ أكد ميقاتي أنَّ “ما يجمع لبنان وسوريا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندّية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون القائم أو المطلوب بين البلدين على الصعد كافة”.
وفي الإطار، لفتَ المستشار الإعلامي لميقاتي فارس الجميّل إلى أنَّه “خلال اللقاء تمَّ التشديد على معالجة كلّ الملفات المطروحة بين البلدين، فيما الجانب السوري ركّز على بعض الأولويات الأساسية التي تخصّ سورية، في ظل أمور لا تزال عالقة منذ 40 و50 عاماً، بحيث لا يمكننا الطلب من الإدارة الجديدة تفضيل أمر على حساب أولوياتها.
ضبط الحدود والإجراءات المتخذة حديثاً بُحثت مع اللجان من خلال اجتماعات ثنائية بين المعنيين، وفق ما يشير الجميّل في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية، كما ويلفت إلى أنَّ الإجتماع تطرّق إلى موضوع دخول اللبنانيين إلى سورية باعتباره موضوعاً ملحاً، حيث تمَّ وضعه على السكة الصحيحة للمعالجة، فيما توافق الطرفان على أنَّ الأمور الأخرى ستأخذ وقتها في المعالجة.
ويؤكّد الجميّل أنَّ موضوع النازحين قيد البحث، وأنه لم يتم إتخاذ أيّ قرار خلال اللقاء، إنما تم وضع الملفات على سكة المعالجة عبر القنوات المختصة، في ظلّ استمرار التواصل بين البلدين.
من جهته، أشار الشرع إلى أن هناك الكثير من الأمور العالقة في سوريا والملفات المحيطة بها، والتي تحتاج الى وقت كاف للبدء بمعالجتها، فيما الاولوية في الوقت الحاضر في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الامن وحصر السلاح بيد الدولة، ومن ثم طمأنة الدول المجاورة.