مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “النهار تقول:
ما لم تكن الرسائل المباشرة والعلنية والضمنية، المتسمة بتشدد بالغ حيال رفض مشاركة “حزب الله” في الحكومة الجديدة، التي أطلقتها موفدة الإدارة الأميركية الجديدة الى لبنان مورغان اورتاغوس السبب الحقيقي وراء مزيد من التريث والفرملة في ولادة الحكومة العتيدة فإن عقبة الوزير الشيعي الخامس التي فشلت محاولة جديدة لتذليلها أمس، مع سواها من الظروف والاعتبارات الشكلية والسياسية ستكون كفيلة بترحيل إضافي للولادة الحكومية الى الأسبوع المقبل.
فأمس، أخفقت محاولة حل عقدة المنصب الشيعي الخامس بعد اعتذار الوزير السابق ناصر السعيدي عن قبول تولي وزارة التنمية الإدارية، واليوم سيكون من المشكوك العثور فيه على اسم خامس بديل يحظى بتوافق بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام والثنائي الشيعي عبر الرئيس نبيه بري، كما أن ما تبقى من لقاءات اورتاغوس مع الرؤساء بري ونجيب ميقاتي وسلام ستشغل المشهد فيما سيكون الأحد يوم مشاركة الرؤساء والرسميين والسياسيين في عيد القديس مارون. وهي روزنامة تستبعد ولادة الحكومة قبل الاثنين المقبل إلا إذا طرأ ما لم يكن في الحسبان اليوم وهو أمر يمكن عدم إسقاطه من الحسابات كلياً إذا نجحت الاتصالات المتواصلة في سد ثغرة الوزير الشيعي الخامس.
وكان قصر بعبدا شهد أمس تكراراً لمشهد الخميس لجهة حشد الأعلام ومن ثم عدم حصول الحدث المنتظر، فاللقاء بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والرئيس المكلف نواف سلام مساء، استمرّ ساعة ولم يسفر عن نتائج وغادر سلام من دون الإدلاء بأي تصريح. وأفادت معلومات قصر بعبدا أن الرئيسين اتفقا على استمرار الاتصالات من أجل الإسراع في تأليف الحكومة.
وانعقد اللقاء وسط معلومات عن أجواء إيجابية وعن توافقٌ على أن يكون الوزير الشيعي الخامس ناصر السعيدي وبأن الرئيس نبيه برّي جاهز لأيّ اتصال من القصر الجمهوري في حال تمّ حلّ مختلف العقد.
لكن المعلومات عن أجواء اللقاء اشارت الى أن ناصر السعيدي اعتذر عن المشاركة في الحكومة وكان يحبّذ حصوله على حقيبة غير التنمية الإدارية والبحث جارٍ بين الرئيسين عون وسلام عن اسم جديد. وبعد اعتذار السعيدي تواصل نقاش بين سلام وعون حول أسماء بديلة.
وليس خافياً أن لقاء عون وسلام امس انعقد على دوي المواقف الحاسمة لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، بعد لقائها الأول مع الرئيس جوزف عون، وخرجت لتعلن سعادتها بأن تكون زيارتها الأولى خارج الولايات المتحدة بعد تسلمها مهامها “هي للبنان وممتنة للرئيس عون والحكومة وهناك عدد كبير من الجالية اللبنانية في أميركا”، مضيفة: “نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل وهذا مهم لأنّ “حزب الله” انهزم من قبل حليفتنا إسرائيل” التي وجّهت اليها الشكر على ذلك. وشدّدت على أنّ تمّت هزيمة حزب الله عسكريًّا، قائلة: “انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم. “حزب الله” لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية”. وتابعت: “سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النووي ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة”.
ولعلّ اللافت أن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أصدر لاحقاً بياناً جاء فيه أن “بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به”.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية “أن لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين”. وأضافت “نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق”.
على الخط الحكومي أيضاً، هاجم رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل “القوات اللبنانية” بعنف وانتقد مشهد اللقاء الثلاثي في قصر بعبدا، ولفت الى أن اللقاء لصدور المراسيم “حصل من دون اتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف نواف سلام ما أدى إلى رؤية سابقة بشعة بعدم صدور المراسيم، كما ظهر رئيس مجلس النواب وكأنّه شريك في إصدار المراسيم وهذا أمر غير منصوص عليه في الدستور”. وأضاف باسيل: “لا يمكن أن نكون في حكومة “ولاد ست وولاد جارية” ولسنا متعلّقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب الى المعارضة، فإمّا أن تطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون”. وتابع: “لا نقبل بأن يسمي أحد عنا ممثلينا وبأن نأخذ أقل من حجمنا وهذا حق الناس الذين نمثلهم”.ولفت إلى أنّ سبب عدم ولادة الحكومة يعود إلى المعايير غير الواضحة في التشكيل. وتابع: “الرئيس المكلّف يفرض أسماء الوزراء على المسيحيين والسنة، والمضحك أن الفريق المسيحي المعني حاول تحويل هزيمته وإذلاله إلى انتصار، ونحن رفضنا أن يمارس هذا الشيء علينا وموافقة “القوات” أعطت غطاء بقبولها ما يكرّس على المسيحيين مصيبة جديدة”. وأردف: “الأبشع أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع وُعد أو اعتبر أنّه مقابل هذا الشيء يحصل على شطبنا من المعادلة وهذه عادته في تسجيل الإنتصار لنفسه عبر إلغاء غيره وهذا حصل في العام 1990 بقبول الطائف لتغطية الهجوم على قصر بعبدا للتخلص من ميشال عون وهكذا فعل بالتعاطي مع صلاحيات رئيس الجمهورية فقط لأنّ ميشال عون يُمارسها”. ولفت إلى أنّ “جعجع يغطي خسارة كل المسيحيين لأنه يريد إلغاء خصم من خصومه وهذا يتكرر اليوم”.