الرئيسية / آخر الأخبار / التشييع يضخ الحياة في «الحزب»!

التشييع يضخ الحياة في «الحزب»!

مجلة وفاء wafaamagazine

كتب عماد مرمل في الجمهورية 

بالنسبة إلى «حزب الله»، حسمت مناسبة تشييع الشهيدَين السيدَين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين الجدل حول كثير من الأمور التي بدت ملتبسة أو مبهمة في المرحلة الأخيرة، إمّا نتيجة تشوّش الرؤية بعد العدوان الإسرائيلي، وإمّا نتيجة الحملات التي شنّها الخصوم لتعميم انطباعات مغلوطة حول حقيقة وضع الحزب.

من التنظيم الدقيق والسلس إلى الحشد الشعبي الذي تحدّى المخاطر الأمنية والظروف المناخية، مروراً بمحتوى خطاب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والحضور العابر للطوائف والحدود، أراد «حزب الله» عبر مرآة مشهدية التشييع أن يعكس مظهر التنظيم الذي تعافى كلياً أو يكاد.

 


وغالب الظنّ، أنّ صورة الأحد المتعدّدة الأبعاد لن تكون كافية لإدخال أي تغيير على الخطاب السياسي الذي يعتمده خصوم الحزب منذ فترة، لجهة إصرارهم على اعتباره خاسراً وضعيفاً واستمرارهم في محاولة صرف هذا الاستنتاج في السياسة، إلّا أنّ هذه الصورة المشبَّعة بالرسائل سترفد الحزب بأوراق قوة في وقت افترض البعض أنّ جعبته قد فرغت. وإذا كان العدو الإسرائيلي أراد التشويش على مراسم التشييع عبر استفزاز «صبياني» من خلال تحليق طائراته مرّتَين على علو منخفض جداً فوق المدينة الرياضية، إلّا أنّ ما فعله أعطى مفعولاً عكسياً لناحية رفع «أدرينالين» المشاركين من جهة و«إهداء» الحزب سبباً إضافياً للتمسك بمبدأ المقاومة من جهة أخرى.

وتعتبر أوساط قريبة من «حزب الله» أنّ التصرّف الإسرائيلي شكّل بالدرجة الأولى إساءة وإحراجاً للدولة اللبنانية التي انتُهِكت سيادتها في وضح النهار وفي حضور أركانها السياسية والأمنية، ووجّه صفعة إضافية إلى اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 اللذَين عصف بهما هدير الطائرات.

 

وتلفت هذه الأوساط إلى أنّ ما فعله العدو الإسرائيلي فوق العاصمة بيروت يُعزّز حجة الحزب في شأن ضرورة عدم التخلّي عن المقاومة ما دامت الدولة لا تزال غير قادرة لوحدها على حماية لبنان.


هل هناك أي فرصة للنجاة إذا هاجمتك الأناكوندا؟
إعرف أكثر
وتشير الأوساط القريبة من الحزب إلى أنّ مشهدية تشييع الشهيدَين السيدَين نصرالله وهاشم صفي الدين انطوت على الدلالات الآتية:

 

– تكريس موقع «حزب الله» في المعادلة الداخلية كقوة وازنة شعبياً وسياسياً، لا يمكن تجاهلها، بالتالي إسقاط نظرية أنّ «الحزب انتهى» والتي روَّج لها خصومه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة وبعدها.

– تحسين شروط التفاوض لدى الحزب على ملفات المرحلة المقبلة مترسملاً بـ»مؤونة» الأحد الكبير.

– الردّ على محاولات إستضعافه ومحاصرته من جانب البعض الساعي في الداخل والخارج إلى تطويعه سياسياً.

– إفهام الجانب الإسرائيلي أنّه لم يُحقّق أحد أهم أهدافه الأساسية من العدوان الأخير، وهو القضاء على دور الحزب وفعاليّته.


– إثبات أنّ بُنيَته التنظيمية لا تزال متينة وفعّالة على رغم من الضربات التي تعرّض لها خلال الحرب، وهذا ما عكسه الانضباط التام والتنظيم الدقيق لكل مجريات التشييع الضخم وتفاصيله، بمشاركة آلاف من عناصر الحزب غير المسلحين، الذين تولّوا الإشراف على كل شاردة وواردة تنفيذاً لخطة محكمة، من دون تسجيل أي خلل ميداني أو ضربة كَفّ.

– إعادة استنهاض الروح المعنوية للحزب وجمهوره من خلال المعاني الرمزية والسياسية للحشد الكبير وللتشييع المهيب الذي استطاع أن يَضخ الحياة في جسم الحزب وليس العكس.

 

– تأكيد نضارة العلاقة بين «حزب الله» وحاضنته الشعبية عقب محاولة إيجاد شرخ بينهما خلال الحرب، وبعدها على قاعدة تحميل الحزب مسؤولية ما أصاب البيئة الحاضنة من خسائر وصولاً إلى تحريضها عليه.


– استفتاء شعبي لشريحة واسعة من الطائفة الشيعية على استمرار الالتفاف حول خيار المقاومة والتمسك به، إلى جانب التلاوين الأخرى التي عبّرت عبر حضورها عن الموقف نفسه.

– سقوط كل مفاعيل التهويل الذي جرى على امتداد أيام عدة لثَني الناس عن المشاركة في مراسم التشييع، سواء من خلال استخدام عامل الطقس أو التخويف الأمني.

– تحديد الأوفياء الحقيقيِّين للسيد نصرالله على مستوى الحلفاء، عبر الفرز بين مَن حضر ومَن غاب.