الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / لقاءات ماراتونية عكست اتّساع “التدقيق” الأميركي… أورتاغوس بلا إعلام استعجلت تنفيذ الالتزامات

لقاءات ماراتونية عكست اتّساع “التدقيق” الأميركي… أورتاغوس بلا إعلام استعجلت تنفيذ الالتزامات

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار”:

تركت الزيارة الثانية لبيروت التي قامت بها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، وبصمت إعلامي لافت للغاية، انطباعات ووقائع جديدة ومختلفة إلى حد ما عن تلك التي خلفتها زيارتها الأولى، ولو أن عمق الاتجاهات والمواقف التي أبلغتها إلى المسؤولين اللبنانيين ظلت على حالها. ذلك أن ثلاثة أيام أمضتها أورتاغوس بين عصر الجمعة وأمس الأحد، في لقاءات مكثفة متلاحقة شملت الرؤساء الثلاثة والعديد من الوزراء بالإضافة الى قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، ومن خارج الإطار الرسمي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وحده من دون القيادات السياسية، أبرزت أول ما أبرزته توسيع إطار “الرعاية” بل “الرقابة” التي توليها إدارة الرئيس دونالد ترامب للوضع في لبنان، وأن هذا الاتّساع برز على نحو لافت في معاينة أورتاغوس بدقة تفصيلية لملف الإصلاحات البنيوية الحكومية عبر لقاءاتها مع رئيس الحكومة نواف سلام ومعظم الوزراء المعنيين بالورشة الإصلاحية الحكومية. ويمكن الاستخلاص أن جولة اللقاءات المكثفة التي أجرتها الموفدة الأميركية أظهرت أن “السلاح” كما “الإصلاح” كانا على سوية متوازنة في الاتجاهات والمواقف التي تبادلتها أورتاغوس مع الذين التقتهم، علماً أن نبرة الحدة في التوعد غابت هذه المرة وحلت مكانها نبرة الحضّ والتشجيع على الوفاء بالالتزامات وتأكيد ثقة الموفدة الأميركية برئيسي الجمهورية والحكومة لجهة التزام احتكار السلطة للسلاح والمضي قدماً في المسار الإصلاحي.

واتخذت هذه الانطباعات مداها مع اجتماع ختمت به أورتاغوس لقاءاتها صباح أمس وضم وزيري المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وتناول موضوع الإصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الإصلاحية المقرة والعمل على تطبيقها، ولتلك التي يجري العمل على اقرارها وللبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالإصلاحات التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الأخيرة.

وأفادت المعلومات أن الوفد اللبناني خرج من اللقاء الذي عقد في مقر السفارة الأميركية في عوكر بتصوّر إيجابي بعدما قدّم لأورتاغوس مجموعة من الطروحات والتفسيرات المتعلقة بالقوانين التي تعمل عليها الحكومة. كما جددت أورتاغوس التأكيد أن المساعدات الأميركية ستكون مرتبطة بتحقيق الإصلاحات، بالإضافة إلى الشأن الأمني، وأكدت أهمية الوضع الاقتصادي بالنسبة للولايات المتحدة واستعداد بلادها للتعاون مع لبنان في هذا الصدد. وعبّرت عن ثقتها باختيار الرئيسين جوزف عون ونواف سلام للوزراء في الحكومة الجديدة، وطلبت أن يقدم لبنان براهين وشواهد ملموسة عن الإصلاحات التي يعتزم تنفيذها. ويذكر أن الوزيرين جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي.

وجاء هذا الاجتماع بعدما التقت الموفدة الأميركية إلى عشاء في عوكر مساء السبت خمسة وزراء هم: فايز رسامني (الأشغال) جو صدي (الطاقة)، جو عيسى الخوري (الصناعة)، فادي مكي (التنمية الإدارية)، كمال شحادة (وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ).

ومع ذلك، نقلت تقارير اعلامية خليجية مساء أمس عقب نهاية زيارة أورتاغوس، أن الموفدة الأميركية أبلغت القادة اللبنانيين استحالة بقاء الوضع على حاله في ظل وجود سلاح “حزب الله” وأنه من غير المقبول وجود سلاحين وجيشين، ولكنها لم تحدد مهلا ولا مواعيد من أجل تسليم سلاح “حزب الله”.

وأفادت المعلومات المستقاة من الجانب اللبناني بأن الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام خرجوا بمجموعة من “الانطباعات الايجابية” بعدما تسلّحوا بالتزام لبنان وقف إطلاق النار واستكمال بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية تدريجاً، وقد حضر سلاح “حزب الله” على الطاولة مع تشديد أورتاغوس على قيام الجيش اللبناني بمهمات أكبر في الجنوب وعلى طول الحدود مع سوريا من البقاع الى الشمال.

وعبّر بري لـ”النهار” عن ارتياحه لمناقشاته مع أورتاغوس، حيث حملت افكاراً عدة وبادلها بأخرى مع تركيزه على أن الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف وأن الراعي الأميركي للاتفاق مطلوب منه أن يمارس الضغوط السريعة على إسرائيل لتنفيذه. كما أن بري أبرز للموفدة الأميركية 18 قانوناً إصلاحياً أقرها مجلس النواب.

ووفق المعلومات، نقلت الموفدة الأميركية رسالةَ للبنان من أن تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف النار مِن قِبل بيروت جيّد لكنه بطيء، ولا بد من استعجال عملية تسليم “حزب الله”سلاحه لأن الفرصة المتاحة اليوم للبنان ليست مفتوحة، كما أن الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت الحكومة بها جيدة لكنها وحدها، لا تكفي للفوز بالدعم الدولي وبالمساعدات لإعادة الاعمار، إذ أن حصر السلاح بيد الجيش يبقى الأهم بنظر واشنطن والأسرة الدولية برمّتها. وفي وقت لم تتحدث عن أي تطبيع للعلاقات بين لبنان وإسرائيل، خلافاً لما كان بعض الاعلام يروّج قبل وصولها إلى بيروت، عرضت أورتاغوس لتشكيل لجان ديبلوماسية تبحث في انسحاب إسرائيل من الجنوب وإطلاق الأسرى وترسيم الحدود البرية. غير أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اقترحا عليها أفكاراً جديدة، إذ عرضا تشكيلَ لجنة تقنية – عسكرية فقط، تبحث في ملف الترسيم الحدودي، ووضع الرئيس عون تصوراً وفق أولويات لبنان في معالجة القضايا العالقة أمنياً بدءاً من انسحاب إسرائيل وصولاً إلى ترسيم الحدود وتنفيذ وقف إطلاق النار بما يتضمنه لاحقاً حصرية السلاح بيد الجيش. كما أن سلام اقترح الديبلوماسية المكوكية التي اعتمدها سلف أورتاغوس، آموس هوكشتاين، إبان الترسيم البحري وأكد لها أن الجيش اللبناني سيواصل عمله لحصر السلاح بيد السلطة الشرعية وحدها.

وبالعودة الى الداخل برز موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد أمس، إذ اعتبر أن “غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان”.

ميدانيات الجنوب

على الصعيد الميداني جنوباً، أعلنت قيادة الجيش أنها “في إطار متابعة الخروقات المستمرة من قبل العدو الإسرائيلي، عملت وحدة من الجيش في منطقتَي علما الشعب واللبونة – صور على إزالة عوائق هندسية كان العدو الإسرائيلي قد وضعها لإغلاق طريق داخل الأراضي اللبنانية، كما فككت عبوتَين استخدمهما العدو لتفخيخ هذه العوائق”. وأضافت أنّها “تُواصل العمل على إزالة الخروقات المعادية بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان – اليونيفيل، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على مناطق عدة في لبنان، وانتهاكاته لأمن اللبنانيين”.

وفي خرق إسرائيلي جديد لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، تعرضت بعض قرى الجنوب لقصف مدفعي إسرائيلي، كما أقدم الجيش الإسرائيلي على رمي قنابل مدفعية ومضيئة على بلدة حولا من جهة الغجر، والقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين. وتوغّلت جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي ترافقها دبابة ميركافا، إلى بركة النقار جنوب بلدة شبعا، حيث قامتا بعملية تجريف ورفع سواتر في المنطقة.

ونفذت طائرة استطلاع تابعة للجيش اللبناني من نوع “سيسنا”، تحليقاً على علو منخفض في بلدات جنوبية عدة. وذكرت المعلومات أن الطائرة اللبنانية جابت أجواء كوثرية الرز، جديدة أنصار، أنصار، الزرارية، عبا، الدوير، أبو الأسود.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية جرافة في بلدة زبقين قضاء صور، كما استهدفت سيارة “رابيد” في الناقورة. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ “طائرة لسلاح الجو أغارت على عنصرَين من “حزب الله” عملا في آلية هندسية في منطقة زبقين في جنوب لبنان وتم استهداف العنصرين أثناء قيامهما بمحاولة إعمار بنى تحتية تابعة لحزب الله”. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الحصيلة النهائية للغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على بلدة زبقين ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد جريح متأثرا بإصاباته البليغة.

كما أعلن مركزعمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة التي شنتها مسيّرة على حفارة في بلدة بيت ليف أدت إلى إصابة شخصين بجروح.